فصل جديد من يوميات الألم والمعاناة والموت والدمار يواجهه المدنيون في حلب، تكتبه طائرات النظام وراجمات الصواريخ التابعة لقواته ومن خلفها طائرات بل القوى الروسية والإيرانية والميليشيات الطائفية في الأحياء المحاصرة، فالغارات المكثفة والقصف الصاروخي والمدفعي على المناطق السكنية المكتظة، لم يكد يتوقف موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء، ضحايا حرب طال أمدها في ظل تكتل مصالح حلفاء طامعين
مع مواجهة مختلف أنواع الأسلحة القديمة والحديثة وحتى الغازات السامة بات على الأطفال والنساء مواجهة موت بالتزامن، براميل متفجرة تحتوي غاز الكلور تلقى من قبل النظام على حي الكلاسة لتلحق إصابات اختناق بين صفوف الحلقة الضعيفة من المدنيين، ومع ضعف الإمكانات ينقلون إلى ما يشبه النقطة الطبية، التي جهزت رغم ضعف الإمكانات بعد أن دمرت كل المستشفيات في المناطق المحاصرة بسب استهدافها من قبل من حكم عليهم بالموت من نظام همجي وحلفاء روس الشريك الأكبر في العنف.
مهما تزايدت حدة المعارك على الأرض يجب أن يبقى التركيز منصبا على حماية المدنيين، وفتح ممرات آمنة توفر شروط السلامة والأمان لمن سيغادرون عبرها.
كل الأطراف يجب أن تتفق على وقف القصف والقتل ليتم الوصول إلى مدنيين وجدوا أنفسهم محاصرين وسط أزمة قتلت كل أمل في نفس من بقي منهم حيا، أطفال ونساء ومرضى علت صرخات أوجاعهم عنان السماء ومنهم لم يكتب لهم أن يخرجوا من ظلمة بطون أمهاتهم إلى ظلمة القبور التي عدت لهم من هول الوجع، فهاهم أصبحوا في ظلمات دونها ظلمات.
بالطبع المجتمع الدولي مطالب ومن واجبه حماية هؤلاء وإيصال المساعدات الإنسانية لمن بات تحت رحمة الحرب يطحن برحاها.
غير أن مع عمق الأوجاع جاء تجديد مؤتمر أصدقاء سوريا لينعقد في باريس دعوةً لإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك أيرولت” عقب الاجتماع “إن الوضع في حلب مأساوي للغاية ويجب وقف القتال والقصف الجوي”.
وياللخيبة!! اكتفى اجتماع أصدقاء سوريا الذي أنهى أعماله في باريس يوم السبت 10/ديسمبر ببلورة بعض الرؤى رغم أن الاجتماع بحث مختلف التطورات الراهنة في سوريا وما وصل إليه الحال في غمرة تصعيد النظام وأصدقائه الروس العمليات العسكرية، وأثر ذلك المباشر على مئات الآلاف من سكان شرقي حلب واتفق المجتمعون على ضرورة العمل لاستئناف محادثات جنيف في أسرع ما يمكن.
وكما هو الحال في مختلف اللقاءات السابقة جرى التأكيد، على أهمية الوصول لحل سياسي مع ضرورة إقناع النظام بذلك كونه يراهن على الحل العسكري حتى ولو كان ثمن ذلك إبادة شعب بالكامل!
والسؤال المطروح كيف سيتحرك المجتمع الدولي؟
صحيح أن اجتماع أصدقاء سوريا انعقد هذه المرة في ظل معطيات معقدة تجعل الحاجة للتسوية العادلة أكثر إلحاحاً.. لكن ومن جديد يعاد طرح السؤال الذي طرح مئات المرات خلال السنوات الخمس الماضية والمتعلق بكيفية الوصول لتلك التسوية العادلة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد