منذ خسارتنا لمدينة حلب والمجتمع في تخبط
لا يدري ما التالي؟، فهاجر الشباب خارج سوريا مع عائلاتهم أو بدونها تخوفاً من سيطرة النظام على ماتبقى، فلا أحد يرغب بحضن الأسد والوطن
فلسان حال الرأي العام كان يقول باعونا كلهم.
حينذاك كنا نحسبهم أو بعضنا أنهم أصحاب قرار، واتخذوا القرار الأفضل بتخليهم عن حلب ليحافظوا على ريفيها الغربي والجنوبي ومدينة ادلب وريفها وما اتصل بها من شمالي حماه.
ولكن بعد التصريح الروسي بأن تركيا كان لها دور كبير في ربح معركة حلب علمنا من باعنا وعلمنا من يتحكم بكل الفصائل إسلاميين كما يطلقون على أنفسهم وأحرارا كما يدعون.
وفي ظل كل تلك التغيرات وتوزع أدوار السيطرة
في سوريا كل آلة حرب بات يدعم مرتزقته كما يريد ليبسط سيطرته على بقعة جغرافية كبيرة وصغيرة في سوريا ويمزقها بحجة الأمن القومي لبلادهم مهما بعدت المسافات من امريكا وروسيا وايران ومهما قربت المسافات من تركيا والعراق والأردن ولبنان واسرائيل.
لن أتطرق في مقالي لحصص أمريكا وروسيا وايران والأردن واسرائيل وأقزامهم.
بل لحصة الصديقة!! تركيا
فأمنها القومي اتضح بعد اكتساحها لأراضي شمالي حلب وقطع أحلام الاكراد بالاتصال الجغرافي من الشرق إلى الغرب في عفرين.
اتضح فيما تبقى من ريف حلب وادلب وريفها، حتى تؤمن كما تدعي ما تبقى من أراض سنية وتضمن حقوق من فيها بعيدا عن النظام وآلهة حربه.
وهنا وقعنا في المعضلة الكبرى ففريق أراد أن يبرز كقوى موحدة بحجة إكمال الثورة ممثلاً بهيئة تحرير الشام وأخذ يقتلع معارضي التوحد تحت راية واحدة ليسيطر على كل المنافذ الحدودية، ليضمن أن يؤول الحكم له ولو تحت وصاية تركيا
كما حدث مع جيش درع الفرات.
وفرق أخرى أحست بالمعضلة وأرادت أن تأخذ حصتها من المعابر ولو كانت داخلية كحركة نور الدين الزنكي فانفصلت عن الهيئة كي تحتفظ بمعابر داخلية مع النظام مستقبلاً من ريف حلب الغربي.
وآخرون ممثلون بأهالي البلدات المتاخمة لعفرين أرادوا معابرهم الخاصة، فبات الكل يتصارع من سيسطر أولاً ورموا برايات الجهاد والثورة جانباً بعدما أدركوا أن الأمور انتهت
وقسمت الكعكة السورية فلم لا نحكم نحن!!
هذا المشهد بات واضحًا لا يخفى على أحد، فلا تبيعونا شعارات لا تملكوها وكفى ضحكا على شعب وضع كل آماله بقادة غير العادة.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد