تتكرر عمليات استهداف قوات النظام السوري والقوات الحليفة لها بكمائن أو هجمات صاروخية في مناطق ريفي محافظتي دير الزور والرقة، والبادية السورية عمومًا. وكان آخرها، ما نقلته وسائل اعلام رسمية ومواقع مقربة من تنظيم «الدولة»، الاثنين 20 يونيو/ حزيران، من أن 13 عسكرياً من النظام على الأقل قُتلوا وأصيب اثنان في هجوم على حافلة كانت تقلّهم على طريق قرية الزملة ضمن جبل البشري في ريف الرقة.وفق القدس العربي .
وجاء استهداف عسكريي قوات النظام في اثناء حملة تمشيط تقوم بها قوات الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام السوري وقوات الفيلق الخامس المدعوم روسياً في بادية معدان والبشري على الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة. وحتى الان، فشلت مساعي القوى المحلية المدعومة من التحالف الدولي، وقوات النظام والقوات الحليفة لها في هزيمة تنظيم «الدولة» هزيمة «كاملة» حتى بعد ان خسر جميع الأراضي والمراكز الحضرية التي خضعت لسيطرته بعد أحداث الموصل في 10 يونيو/ حزيران 2014، وبعد مقتل كبار قادته والآلاف من مقاتليه.
ويرى متابعون للصراع بين تنظيم «الدولة» والنظام السوري أن التنظيم أثبت قدرته على «البقاء» وتلافي بعض تداعيات خسارته مناطق جغرافية وكبار قادته وأعداداً كبيرة من مقاتليه وصعوبات التجنيد وتراجع قدراته المالية، إضافة إلى قدرته على التكيّف مع المتغيرات لإثبات قدرته على تهديد الامن والاستقرار في مناطق ودول الانتشار، ومنها سوريا، وفق ما قاله لـ «القدس العربي» الباحث في الجماعات المسلحة، رائد الحامد.
وأشار الحامد إلى أن «الحملات العسكرية لقوات النظام بمشاركة قوات روسية ضد مجموعات التنظيم، تحقق بعض النجاحات الخجولة، لكنها لم تصل إلى المستوى الذي يقودنا إلى توقعات بقرب هزيمة التنظيم في المدى المنظور، أو إضعاف قوته وقدراته على شن المزيد من الهجمات التي تعد ضرورة من ضرورات إثبات التنظيم حضوره أمام مقاتليه وأنصاره».
وعزا الإعلامي في الثورة السورية خالد الخطيب، أسباب تعثر جهود قوات النظام وتصعيد التنظيم هجماته إلى «تركز القسم الأكبر من مخابئ مقاتلي التنظيم في مناطق صحراوية واسعة وجبلية في البادية الشامية تؤمن له حرية الحركة، وهي مناطق يقل فيها الثقل العسكري لقوات النظام والميليشيات المساندة لها».
وتحدث لـ «القدس العربي»، عن معلومات عن أماكن اختباء التنظيم وتحركاته، قائلاً «ان تلك المناطق تحتوي على «شبكة طرق برية تصل المنطقة الشرقية بحلب مع وسط سوريا وشرقها، وهي مناطق تؤمن للتنظيم إمدادات متنوعة سواء تأمين الغذاء والوقود والماء».
ولفت إلى ان جميع هذه المناطق «مناطق صحراوية سيكون من السهل على قوات النظام وروسيا تقسيمها إلى قطاعات جغرافية ومحاصرة مجاميع التنظيم تمهيداً لتطهيرها ومن ثَمَّ تثبيت نقاط لجنود النظام لمنع عودة تلك المجاميع»، حسب «الخطيب».
لكن «الحامد» أكد لـ«القدس العربي» أن تنظيم «الدولة» الذي يعتمد استراتيجية العمل بمجموعات متنقلة في مناطق صحراوية وجبلية واسعة جداً، تضع قوات النظام والقوات المتحالفة معها أمام تحدي حالة «العجز» في هزيمة التنظيم هزيمة كاملة.
«ويستغل تنظيم الدولة في سوريا الثغرات الأمنية في المناطق الصحراوية وريف محافظتي الرقة ودير الزور، وقدرته على التنقل بحرية في هذه المناطق لتنفيذ المزيد من العمليات ضد قوات النظام بالدرجة الأولى لإنزال خسائر إضافية عبر الاشتباك المباشر أو نصب الكمائن أو زرع العبوات»، وهي استراتيجية يرى «الحامد»، أنها الاستراتيجية الأكثر توافقاً مع قدرات التنظيم البشرية والمالية والتسليحية التي تراجعت إلى حد ما وبات من الصعب التفكير بقدراته على السيطرة ثانية على مدن أو بلدات، على الأقل في المدى المنظور.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع