الرصد الإنساني ليوم الجمعة (8/1/2016)
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري منذ بداية الأحداث، فلم يستطع وقف أي من الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، واليوم يقف عاجزا عن إدخال مواد غذائية لسكان مضايا الذين يموتون جوعا.
واستهجنت المنظمة ما جاء في بيان الأمم المتحدة، الذي أوضح أن المنظمة الدولية ستدخل مواد غذائية لمضايا خلال الأيام القادمة بناء على موافقة النظام السوري.
وأضافت المنظمة أن البيان يظهر عجز الأمم المتحدة التام أمام نظام منخرط بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وعدم وجود وسائل وخطط طوارئ لديها لمعالجة وضع إنساني طارئ، فالمنظمة الدولية تدهمها الأحداث، ولا تتعلم من التجارب، مع أنها كثيرة من واقع المعاناة السورية.
وأوضحت المنظمة أنه من العار على الأمم المتحدة ومن يقولون إنهم يدعمون حقوق الشعب السوري، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، أن ينتظروا الإذن من نظام فقد شرعيته منذ زمن على المستوى الدولي لإدخال مساعدات إنسانية لمجموعة من السكان يموتون جوعا.
وبينت المنظمة أن كل التقارير تؤكد أن في بلدة مضايا السورية وحدها أكثر من أربعين ألف نسمة محاصرون منذ سبعة أشهر ممنوعون من الغذاء والدواء، ومهددون بالموت إن لم تصلهم المواد الغذائية والمستلزمات الطبية خلال أربع وعشرين ساعة.
وأكدت المنظمة أن حصار مضايا والزبداني تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي خلّفتها سياسة الحصار التي ينفذها النظام السوري مدعوما من روسيا وإيران وميليشيا حزب الله اللبناني.
وأضافت المنظمة أن نقص الطعام والدواء الحاد في مدينة مضايا أدى إلى ظهور حالات الهزال الشديد والإعياء بين سكان البلدة الذين لجأوا إلى الحشائش والنفايات لتسكين جوعهم، وتوفي حتى الآن ما يقارب 23 شخصا نتيجة الجوع أو القتل قنصا أو بالألغام لدى محاولة الحصول على الغذاء، كما ارتفع معدّل تعرض الأشخاص للإغماء الناتج عن الجوع إلى 160 حالة يوميا.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا؛ لإنقاذ السكان في بلدة مضايا والزبداني وباقي المناطق المحاصرة، وعدم انتظار أي إذن من النظام السوري، فهناك من الوسائل العديدة لدى الأمم المتحدة ما يمكنها من فتح ممرات إنسانية لإيصال المواد الغذائية والطبية.
كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحريك آليه نص عليها القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 377 تحت عنوان “متحدون من أجل السلام”، الذي يتيح التدخل بعد فشل مجلس الأمن في التصدي لحالة تهدد السلم والأمن الدوليين؛ لوضع حد لكل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري مدعوما من روسيا وإيران.
دعوات إسلامية عاجلة لنصرة أهالي مضايا
وتنديد دولي بالحصار
دعت رابطة علماء المسلمين الدول الإسلامية حكومات وشعوبا إلى الإسراع بنصرة وإغاثة أهالي مضايا، وهي ذات الدعوة التي توجهت بها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية، في وقت طلبت ألمانيا من مجلس الأمن الضغط على النظام السوري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدة المنكوبة.
وقالت الرابطة في بيان “إن ما يتعرض له أهلنا في سوريا عامة، وبلدة مضايا خاصة جريمة عظمى ونازلة كبرى توجب على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، مؤسسات وأفرادا، المبادرة لنصرتهم وكشف ما نزل بهم من ضر”.
وناشدت الرابطة المنظمات الإغاثية وعموم تجار المسلمين إلى المبادرة لإغاثة أهالي مضايا بشكل خاص، مطالبة المؤسسات والروابط الدعوية وكافة العلماء والدعاة بالقيام بالواجب في حث عامة المسلمين على التبرع لسكان البلدة وبيان جواز تعجيل دفع الزكاة لهم نظراً لما حل بهم من بلاء شديد وضر كبير.
كما ناشدت كافة الفصائل المسلحة، وعموم أطياف المعارضة السورية، العمل على توحيد صفوفهم وإمكاناتهم لفك الحصار عن بلدة مضايا وكافة المناطق المحاصرة، والتعجيل بذلك بكافة الوسائل العسكرية والسياسية والحقوقية والإغاثية.
“علماء المسلمين بالسعودية”
من جهتها، دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية إلى التسريع بإغاثة أهالي بلدة مضايا، معتبرة في بيان لها أن الصمت العالمي على تلك الجريمة عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية.
وأوضح البيان أن الحصار الظالم الذي هو حرب تجويع وجريمة بشعة هدفها إبادة مدنيين عزل أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف أن الحصار والتجويع جريمة تضاف إلى جرائم هذا النظام البائد وحلفائه، الذي يمارس أساليب كثيرة لقمع الشعب السوري المنكوب، دون أن يتخذ بحقه رادع في ظل ازدواج المعايير التي تتصف بها السياسة الدولية.
ضغط دولي
من جهته، دعا مسؤول بارز بالحكومة الألمانية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي للضغط على النظام السوري لتأمين ممر إنساني لإدخال المساعدات الإنسانية للسكان بمضايا.
ونقل مراسل الجزيرة نت في برلين خالد شمت عن كريستوف شتراسر مفوض حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية بحكومة المستشارة أنجيلا ميركل تنديده بالحصار المفروض على مضايا، داعيا إلى إنهائه وإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من سكان مضايا.
واعتبر المسؤول الألماني أن منع وصول الأغذية والمساعدات للمدنيين يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139، مشيرا إلى أن القرار الأممي رقم 2254 يدعو لإيصال سريع وآمن للأغذية وضمان ممر إنساني بلا معوقات للمناطق السورية المحاصرة.
وكانت الخارجية الفرنسية نددت بشدة أمس بالحصار الذي تتعرض له مضايا، داعية بدورها إلى رفع هذا الحصار فورا، وإدخال المساعدات العاجلة لكل المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وكان الائتلاف السوري المعارض طالب بتحرك دولي عاجل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإدخال مساعدات إغاثية فورية إلى مضايا، وإنقاذ ضحايا الحصار ومعظمهم من الأطفال الرضع والمسنين.
وكشفت تسجيلات مروعة بثها نشطاء وحقوقيون عن حجم المأساة التي يعانيها سكان مضايا، ولا سيما بعد العاصفة الثلجية التي فاقمت معاناتهم في ظل غياب مواد التدفئة والغذاء والدواء.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي