وقّعت عشرات المنظمات المدنيّة السوريّة، اليوم الإثنين، على بيان وجّهت خلاله نداء استغاثة مِن أجل استجابة فورية وشاملة ومتوازنة لـ جائحة كورونا في عموم سوريا، وحماية الشعب السوري مِن هذه الجائحة.
واستشعرت الهيئات والمنظمات في البيان – حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه – الخطر المحدق الذي يهدّد حياة وصحة السوريين في عموم الأراضي السوريّة في حال انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي اجتاح العالم وخلّف مئات آلاف الضحايا بين وفيات وإصابات.
وأعربت المنظمات والهيئات السوريّة في بيانها، عن مخاوف حقيقية على حياة السكّان في سوريا – بما في ذلك مناطق سيطرة نظام الأسد -، معتبرةً أنه لا يمكن أن يؤتمن “النظام” على حياة السوريين، وأنه لا بدّ مِن استجابة فوريّة وشاملة ومتوازنة لـ حماية الشعب السورية مِن جائحة كورونا.
وطالب الموقّعون على البيان، توجيه ما يلزم من جهود دولية بقيادة مِن منظمة الصحة العالمية (WHO) بالشراكة مع المنظمات السورية الفاعلة للاستجابة الفورية والشاملة والمتوازنة لـ جائحة كورونا، وتزويد جميع السوريين في جميع المناطق السوريّة بوسائل الوقاية مِن الجائحة ومكافحتها، بما في ذلك مجموعات الفحص “testing kits” وأجهزة التنفس الاصطناعية والكمامات والقفازات الطبية ومواد التعقيم، وعدم السماح لـ نظام الأسد بعرقلة الجهود الإنسانية تحت أي حجة أو ذريعة.
كذلك، طالبوا بتفعيل آليات تمرير المساعدات الإنسانية عبر الحدود بشكل أكبر والحفاظ عليها، لتقديم ما يكفي من الدعم للسكّان خارج مناطق سيطرة نظام الأسد، كما طالبوا المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بمزيد من الضغط على “النظام” لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الفيروس وتأمين العلاج والحماية لجميع المواطنات والمواطنين على كافة الأراضي السورية، ومراقبة ذلك من خلال مشاركة الأرقام الفعلية للمصابين بفيروس كورونا ضمن مناطق سيطرته.
ودعا البيان إلى المزيد مِن الضغط على نظام الأسد لـ إطلاق سراح أكثر مِن 130 ألف معتقل في سجون “النظام”، وكذلك الضغط على الجهات العسكرية الأخرى لـ إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين تعسفياً لديها المعرّضين اليوم لـ خطر أكبر في ظل تفشي الوباء، والسماح للصليب الأحمر بزيارة كل مراكز الاعتقال والتأكد مِن توفر الظروف التي لا تسمح للجائحة بالانتشار.
وأيّد البيان نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيرش، بالمطالبة بوقف إطلاق النار، مشدّداً بضرورة الضغط على نظام الأسد وحلفائه للالتزام بوقف إطلاق النار والتركيز على حماية السوريين مِن وباء كورونا بدلاً من حشد قوات عسكرية إضافية على تخوم إدلب، وكذلك الضغط مِن أجل عودة النازحين والمهجّرين واللاجئين إلى ديارهم عودة كريمة وطوعية وآمنة، مع الدعوة إلى تطبيق فوري لـ قرار مجلس الأمن الدولي (2254) بشكل كامل وبدون أي تأخير.
وذكر البيان – الذي حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه – خمسة أسباب تضاعف مِن المخاوف على حياة السوريين وصحّتهم أبرزها “هشاشة القطاع الصّحي في سوريا، وندرة الموارد المتاحة مقارنة بالاحتياجات، حيث لا تعمل سوى 64% مِن المستشفيات و 52% مِن مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وأشار البيان، إلى أن 595 هجوماً طال 350 منشأة صحيّة مختلفة، منذ اندلاع الثورة في آذار 2011، وأن 90% منها كانت على يد قوات نظام الأسد وحلفائه، فضلاً عن مقتل 923 مِن الكوادر الطبية نتيجة هذه الهجمات، التي تسبّبت أيضاً في مغادرة 70% منهم سوريا كـ لاجئين ومهاجرين.
ومِن المخاوف أيضاً، أن نحو 6.5 مليون مِن النازحين وضحايا جرائم التهجير القسري يعيشون في ظروف معيشية صعبة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الرعاية الصحية أو الحماية مِن العدوى، بما في ذلك ندرة المياه والاكتظاظ السكّاني وعدم توفر شروط السكن الملائمة، إضافةً لـ وجود أعداد كبيرة مِن المعتقلين والمغيبين قسرياً في سجون نظام الأسد بشكل رئيسي، ضمن ظروف تساعد على انتشار الفيروس بشكل كارثي، ودون وجود أيّة إجراءات وقائية كافية.
ويتعمّد نظام الأسد – وفق البيان – استخدام الحرمان مِن الخدمات الصحيّة كوسيلة ضغط بشكل متكرر على المجتمعات والأفراد لـ تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية. إذ قام باستهداف المشافي والكوادر الطبية واستهداف البنى التحتية والأسواق والمدارس، فضلاً عن انعدام الشفافية والجديّة لدى “النظام” مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالإجراءات التي يتم الإعلان عنها، مع تكتّمه المستمر على الأعداد الحقيقية للإصابات.
نقلا عن: تلفزيون سوريا