يُقدّم المركز الاستشاري والتدريبي للنساء المسلمات (خاص) في مدينة “كولونيا” الألمانية، منذ عشرين عامًا خدمات متنوعة لدعم اللاجئين المسلمين القادمين من بلدان مختلفة حول العالم، في مجالات اجتماعية عدة، فضلا عن تسهيل الإجراءات القانونية لهم.
ويمارس المركز نشاطه في مجالات مختلفة في إطار مشروع يحمل اسم “خدمات اجتماعية للاجئين المسلمين: متناسقة وفعّالة وتكاملية”، في ظل دعم كبير تقدمه وزارة الداخلية الألمانية له.
وفي حديث للأناضول، قالت المربية الاجتماعية ومديرية المشروع “نيلغون فيليز”، إن “القائمين على المركز كانوا يعملون في المرحلة الأولى على نشاطات مشتركة مع المتطوعين لخدمة اللاجئين، ثم بدأوا بتطوير مشاريع خاصة بهم”.
وبحسب فيليز، فإن ارتفاع عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا بشكل متزايد “كان عاملا هامًا في احتراف المركز والقائمين عليه، كونه ساهم في زيادة عدد طلبات التسجيل في النشاطات والفعاليات الخدمية التي يقومون بها.
وأضافت: “يعمل في مشروعنا الحالي 8 أشخاص، بينهم 6 يتقنون اللغة العربية، وهذا يساهم بشكل أكبر في تسهيل اجراءات اللاجئين القادمين إلى ألمانيا من سوريا والعراق أو البلدان الأخرى الناطقة باللغة العربية”.
وفيما يتعلق بنوعية الخدمات، أشارت المربية الاجتماعية، إلى أن “الخدمات تشمل استشارات قانونية وتعبئة الوثائق والترجمة في المؤسسات الحكومية، فضلًا عن الخدمات الاجتماعية الرامية لدمج اللاجئين في الحياة اليومية”.
وأكّدت فيليز أن إجمالي عدد اللاجئين المقيمين في مدينة كولونيا بلغ 13 ألف و600 شخص لغاية أغسطس/آب الماضي، مبينة أن القائمين على المركز يُقدّمون خدمات اجتماعية لأكثر من 3 آلاف لاجئ بينهم الأطفال والنساء.
من جانبها، قالت منسقة المشروع “فيكينتا عجمي”، إن “المركز يسعى جاهدًا لمساعدة اللاجئين في تخطي الصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وأنه يولي أهمية كبيرة لخدمات التعليم على وجه الخصوص.
وأضافت للأناضول “إننا نقدّم العديد من الخدمات التعليمية وفي مقدمتها معاهد اللغة الألمانية، ونهتم عن كثب بتدريس أطفال اللاجئين ومشاكلهم الصحية، فضلا عن تقديم الدعم اللازم في تسهيل الاجراءات القانونية الخاصة بهم في المؤسسات الألمانية”.
وتجاوز عدد اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا خلال العام الماضي، 800 ألف لاجئ، منهم نحو 620 ألف لاجئ سوري فروا من الصراع الدائر في بلادهم، وفق أرقام المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وبشكل عامٍ تواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين من أفريقيا، بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
الأناضول