حدد مندوب بريطانيا الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير ماثيو رايكروفت، اليوم الاثنين، 3 مطالب لحل الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من 5 سنوات، وهي وقف القصف والهجمات العشوائية على المرافق الطبية والمدنيين، وضمان الوصول الآمن والمستدام للوكالات الإنسانية للمحاصرين، واستئناف المحادثات السياسية بين أطراف الأزمة.
جاء ذلك خلال إفادته التي أدلى بها أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلستهم التي عقدت مساء اليوم الإثنين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك والخاصة بالأزمة السورية، بحسب مراسل الأناضول.
وقال رايكروفت في مداخلته خلال جلسة علنية مذاعة تليفزيونيًا: “إنني أدعو روسيا الى وضع حد لاستخدام الأسلحة الحارقة في الحملة الجوية وإلى ضرورة أن تستخدم نفوذها على النظام لوضع حد لجميع الهجمات على المدنيين”.
وبدأت روسيا مهاجمة مدن سورية منذ نهاية سبتمبر/أيلول 2015، وتقول إن تدخلها يهدف لضرب مراكز تنظيم “داعش” الإرهابي، في الوقت الذي تُصر فيه واشنطن وعدد من حلفائها، والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية تستهدف مجاميع مناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ولا علاقة لها بالتنظيم.
وأضاف السفير البريطاني أنه “بعد مرور أكثر من عام ونصف عام على تدمير مخزون الأسلحة الكيميائي تشير التقارير إلى تجدد الهجمات بغاز الكلور في إدلب وحلب”، شمالي سوريا.
وأردف متسائلا هل هناك طريقة أكثر تقززا بمناسبة الذكرى الثالثة لهجوم بالغاز في الغوطة”.
وكان سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، جنوبي سوريا، قد استيقظوا صبيحة 21 أغسطس/آب 2013، على مجزرة غير مسبوقة في تاريخهم، استعملت فيها صواريخ تحمل غاز السارين والأعصاب، قضى على إثرها أكثر من 1450 شخصا أغلبهم من الأطفال، واتهمت المعارضة وأطراف دولية النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة، لكن الأخير ينكر هذا الاتهام، ويُحمل في المقابل المعارضة المسؤولية عن المجزرة.
واعتبر المندوب البريطاني أنه لحل الأزمة الحالية في سوريا يتعين “أولا وقف القصف والهجمات العشوائية على المرافق الطبية والمدنيين وثانيا، ضمان الوصول الآمن والمستدام للوكالات الإنسانية وثالثا، استئناف المحادثات السياسية”.
وتابع: “لقد أصبح عمران هو الوجه الإنساني للنزاع السوري وللملايين في جميع أنحاء العالم، ولكن يجب علينا ألا ننسى أن هناك 13 ونصف مليون وجه آخر في سوريا شبيها لعمران (..) إن هؤلاء الرجال والنساء والأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية ونحن يمكن أن نساعد في تحقيق ذلك، والمملكة المتحدة على استعداد للقيام بدورها وأناشد كل واحد منكم (يقصد أعضاء المجلس) أن يفعل الشيء نفسه”.
وعمران الذي أشار إليه السفير البريطاني هو الطفل السوري عمران دقنيس، البالغ من العمر 5 سنوات، والذي أحدثت صورته صد كبيرا في العالم بعد انتشارها مؤخرًا عقب إنقاذه من تحت حطام أحد المباني في حلب.
وخلال الجلسة نفسها، جدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين الدعوة لتطبيق هدنة إنسانية بلا أي عوائق لمدة 48 ساعة أسبوعيا في سوريا
الأناضول