شهد عام 2015 عبور مليون شخص عن طريق البحر المتوسط منهم 490 ألف لاجئ سوري تم توثيقهم في آخر إحصائية للأمم المتحدة صدرت في 26 الشهر الجاري، من بين من عبر البحر هرباً من الموت شباب يحملون حلماً آخر، وهو إكمال مسيرتهم التعليمية في الدول الأوربية، فالكثير منهم تركوا جامعاتهم خوفاً من الخدمة العسكرية أو الاعتقال التعسفي، فكان الحل الوحيد اللجوء وإكمال المسيرة خارج حدود الوطن .
برنامج المنح الدراسية الأول الذي أطلقته الحكومة الألمانية بتمويل خاص من وزارة الخارجية وجامعة بون الأكاديمية، هدفه الأول إعطاء الفرصة للاجئين السوريين للدراسة في ألمانيا في العام المقبل، فقد خصصت الوزارة مبلغ 7 مليون يورو كتمويل للبرنامج، بالإضافة لتغطية كافة مصاريف الطلاب و تأمين مكان الإقامة لهم.
في غضون ذلك صرح وزير الخارجية الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” بالقول: “إنه لا يمكن السماح للنزاع الحاصل في سوريا ليولد جيل ضائع من الشباب، ولا سيما السوريين من شأنهم أن يلعبوا دورا حاسما في إعادة بناء بلدهم و تقرير مستقبله في أقرب وقت ممكن، فنحن بهذه المبادرة نريد أن نساعد على إعطاء هذا الجيل الشاب فرصة حقيقية”.
و بحسب توقعات مؤسسة ” فريدريش إيبرت” التابعة لجامعة “بون” سيصل أعداد المتقدمين إلى الجامعات الألمانية إلى 50 ألف متقدم من اللاجئين، حيث تتراوح أعمار معظم اللاجئين في ألمانيا بين الـ 18 و30 عاما .
و هذا البرنامج منحة دراسية في المقام الأول لطلاب الماجستير، كما يوفر أماكن لطلاب الدكتوراه و طلاب البكالوريوس، و وفرت للطلاب التقديم عن طريق النت لفتح مجال أكبر أمام الطلاب خارج حدود ألمانيا.
كثير من الجامعات الأوروبية قدمت عدداً من التسهيلات للطلاب السوريين، لكنها اشترطت عليهم تعلم لغة بلادهم لتسهيل اندماجهم في المجتمع، فقد وثقت الأمم المتحدة قصصاً لعدد من طلاب استقبلتهم عوائل ألمانية لتسهل عليهم تعلم لغة، ليبقى السؤال هنا هل يصبّ ذلك في مصلحة السوريين، أم أن هناك تفكيراً آخر يدور في أذهان الأوروبيين لاستقطاب السوريين إليها وتوظيف الكفاءات في خدمة بلادهم.
أماني العلي