زيارة رئيسة الوزراء البريطاني، تيريزا ماي، للعاصمة الأميركية واشطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام المحلية والدولية، ويعتبرها محللون فرصة ثمينة لتجديد العلاقة الخاصة التي تربط البلدين منذ عقود بعد فترة إهمال في سنوات حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
لقاء ماي مع ترمب (غدا الجمعة 27 يناير) في البيت الأبيض سيكون خطوة دبلوماسية لترسيخ علاقة البلدين، خصوصا أن ترمب كان من بين الزعماء الغربيين القلائل الذين أيدوا انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ورغبته في إبرام سريع لاتفاق تجاري مع لندن على عكس سلفه أوباما.
قضايا وملفات دولية ستطرح في اجتماع الزعيمين حتى وإن كانت رؤيتهما مختلفة في بعض الملفات، ويأتي على رأسها محاربة داعش وصراعات في الشرق الأوسط والعلاقات المتوترة مع روسيا، لكن يظل التعاون مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والملف النووي الإيراني وتصريحات ترمب حولها المتناقضة لسياسة بريطانيا تثير قلق الدبلوماسيين الأوروبيين. كما ستحاول ماي وضع الخطوط العريضة لملامح العلاقة المستقبلية بين البلدين خاصة التجارية.
لا يقل حرص تيريزا ماي عن أي من أسلافها عن الاحتفاظ بهذه العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي يفتخر بجذوره وارتباطه بهذه الجزيرة البريطانية، سواء من حيث مشاريعه الاستثمارية أو أصل والدته الاسكتلندية ماري آن ماكلويد التي ولدت وترعرت في قرية لويس قبل هجرتها إلى نيويورك في ثلاثينيات القرن الماضي.
بهذه الزيارة تعيد تيريزا ماي التاريخ بقادة جدد، حيث ستكون أول زعيمة أجنبية تلتقي ترمب بعد أسبوع من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الخامس والأربعين. فرئيس الوزراء البريطاني دائما ما يكون أول قادة أوروبا يجتمع بالرئيس الأميركي المنتخب منذ أن انتظرت مارغريت تاتشر ما يقارب سنة للقاء جورج بوش الأب في نوفمبر 1989.
غوردن بروان كان أول زعيم أوروبي يلتقي الرئيس السابق أوباما في الولايات المتحدة في مارس 2009، وأول القادة الأوروبيين يستضيفه في أول زيارة له إلى الخارج.
توني بلير كانو أول الأوروبيين الذين زاروا جورج بوش الابن بعد تنصيبه رئيسا عام 2001، فقد التقاه في كامب ديفيد في فبراير من العام ذاته.
مثل سلفيه جون ميجور كان هو الآخر أول زعيم أوروبي يجتمع مع بيل كلينتون عام 1993، فقد زار الرئيس الجديد في فبراير 1993 لكن ميجور انتظر حتى يونيو 1994 لاستضافته في مقر الرئاسة البريطانية بداونين ستريت.
وتبقى التساؤلات حول قدرة ماي وترامب على إعادة عهد ريغن وتاتشر والعلاقة الخاصة التي اشتهر بها البلدان رغم التغييرات التي شهدها العالم.
العربية