أفادت جمعية حقوقية أمس بمقتل ١٢٥٩٦ شخصاً تحت التعذيب في سورية، ٩٩ في المئة منهم في سجون السلطات السورية، لافتة الى وجود عمليتَي «تنسيق وتناغم» بين مؤسسات الدولة المختلفة من لحظة الاعتقال الى تسليم الجثة أو إخفائها ودفنها.
وأصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس تقريراً تناول عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز وما تسببه من حصيلة وفيات بسبب التعــــذيب، وذلك فــي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، بعنوان «لابد من إنقاذ بقية المعتقلين».
وأفاد التقرير بأن «حصيلة الضحايا الذين ماتوا بسبب التعذيب منذ آذار (مارس) 2011 حتى حزيران (يونيو) 2016، بلغت ما لا يقل عن 12679 شخصاً، بينهم 163 طفلاً، و53 سيدة. قتلت القوات الحكومية منهم 12596 شخصاً، بينهم 160 طفلاً و38 سيدة». بينما سجل التقرير «مقتل 18 شخصاً، بينهم طفل وسيدة على يد قوات الإدارة الذاتية و29 شخصاً، بينهم طفل و13 سيدة على يد تنظيم «داعش». فيما قتل تنظيم «جبهة النصرة» 15 شخصاً، وقتلت فصائل في المعارضة المسلحة 19 شخصاً، بينهم طفل وسيدة». وسجل التقرير مقتل شخصين بسبب التعذيب على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
وحمل التقرير النظام السوري المسؤولية عن 99 في المئة من الوفيات، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز. وقال مدير «الشبكة» فضل عبدالغني: «لم نسجل حادثة اعتقال واحدة تمت بموجب مذكــــرة اعتقال قانونية، ولم تخبرنا أي عائلة توفي أحد أفـــرادها بسبب التعذيب أنها قد استلمت أي تحقيق قــام به النظام السوري لتحديد سبب الوفاة أو تــبرئة جهاز الدولة الذي كان الشخص محتجزاً فيه. إن النمطية والمنهجية السائدة لعمليات التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري تجعلات منها جرائم ضد الإنسانية، وبعد أن فضحت تلك الآلية ما زلنا ننتظر من العالم الحر الخطوة التالية للدفاع عن الإنسانية في سورية».
شرح التقرير أساليب التعذيب وأوضاع مراكز الاحتجاز لدى كل من النظام السوري والإدارة الذاتية الكردية والتنظيمات الإسلامية المتشددة وفصائل المعارضة المسلحة.
تحدث الشهود في تفاصيل قاسية عما تعرضوا له من ممارسات عنيفة أثناء فترة احتجازهم، كما تحدثوا عن مشاهدتهم لعدة حالات وفاة بسبب التعذيب لأشخاص كانوا معتقلين معهم.
أكد التقرير أن هناك «عمليتَي تناغم وتنسيق بين مؤسسات الدولة المختلفة منذ مرحلة الاعتقال، ثم التعذيب، ثم القتل، ثم إخفاء الجثة وعدم تسليمها للأهالي، وبالتالي ليست المؤسسة الأمنية أو العسكرية وحدها متورطة في هذه العملية بل المشافي والأطباء والتقنيون وغيرهم، وظهر من خلال التحقيقات أن هذه العملية تتم بسلاسة وروتينية، وكأننا وسط آلة مبرمجة أتوماتيكياً لاعتقال الأشخاص ثم تعذيبهم ثم قتلتهم ثم دفنهم»، وفق التقرير.
وقدم التقرير توصيات بينها «ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي تحدث فيها عن المعتقلين في سورية وفي حال عدم الالتزام لابد من اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع».
الحياة