قتل قائد القاعدة الروسية في حميميم بعد مشاركته القتال بأوكرانيا، بالوقت الذي يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لمناقشة المذابح الروسية في المدن والبلدات الاوكرانية.
أعلنت جريدة الأخبار اللبنانية عن مقتل القائد الروسي السابق لقاعدة حميميم “جورجي بترونين”، من أصل تسعة عسكريين روس كبار لقوا مصرعهم منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في ٢٤ من شباط الماضي.
قاتلوا في سورية وقتلوا بأوكرانيا
رغم ترسانة الروس المستخدمة بالحرب وضخامة المعدات إشارت قناة الحرة الأمريكية لاستنزاف الحرب الاوكرانية ضباط روس شاركوا بدعم النظام في سوريا من ضمنهم فيتالي غيراسيموف الذي يشغل منصب رئيس الأركان ونائب قائد الجيش الروسي ال ٤١ بعد أسبوع من غزو أوكرانيا بالهجوم على مدينة خاركييف ثاني مدن البلاد بعد العاصمة.
نقلت القناة عن مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية على موقعها في تويتر في ٧ من آذار الماضي محادثة بين ضابطين في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “FSB” تثبت مصرع القيادي الذي قاد معارك في حرب الشيشان الثانية ولجانب النظام وفي شبه جزيرة القرم بعد أيام من مقتل أول ضابط روسي كبير كان ممن شارك بالقتال لجانب النظام ، اندريه سوخوفيتسكي القيادي في الأركان الروسية بطلقة قناص في خاركييف أثناء أداء مهامه في منصب قائد الفرقة السابعة.
للاستفادة من مهاراتهم في سوريا
على وقع الخسائر التي تكبدها الروس بالأرواح والمعدات ولجانب حملة التجنيد التي بدأوها لتجنيد المقاتلين في مناطق سيطرة النظام تحت إشراف ميليشيا واغنر والقاعدة الروسية في حميميم لإرسال المقاتلين ودعم المعارك بالميدان مقابل رواتب تتراوح بين ٣٠٠ إلى ٦٠٠ دولار نقلا عن جريدة القدس العربي.
لم تستتثن وزارة الدفاع الروسية مشاركة قادة العمليات في حميميم بالحرب الأوكرانية للاستفادة من مهاراتهم، واعتبر تشارلز ليستر خبير الملف السوري في معهد الشرق الأوسط بواشطن بأن نهج بوتين بأوكرانيا على غرار نهجه بسوريا، موضحاً أن الروس دمروا المنشآت الحيوية بما فيها المشافي الاوكرانية مما يعيد للاذهان مشاهد مماثله من حرب استمرت ١١ عاما في سوريا.
من شواطئ سوريا يستعرض الروس قدراتهم
بعد مشاهد الاستعراض البحري الروسي قبالة سواحل سوريا والمناورات البحرية بمشاركة أكثر من ١٠٠ سفينة حربية بما فيها أسطول البحر الاسود، كشفت صحيفة ذا صن البريطانية عن مصرع نائب قائد اسطول البحر الأسود أندرية بالي في معارك ماريوبل على سواحل أوكرانيا الشرقية.
وحسب صحيفة واشنطن تايمز من بين قتلى العسكريين الروس الذين قضوا في مهاجمة المدينة القيادي اوليغ ميتاييف الذي سبق أن شارك بالمعارك الدائرة في سوريا.
ضعف الحليف الروسي والبحث عن مخرج عن طريق الإيراني
بعد أكثر من أربعين يوماً، بدأت تتراجع تصريحات النظام بالحسم العسكري الروسي في المعارك الدائرة بأوكرانيا رغم الدعم المعلن بالمقاتلين كان آخرها بحسب صحيفة نيويورك تايمز إرسال ٣٠٠ عنصر من الفرقة ٢٥ لروسيا تمهيداً لتلقي التدريبات.
و ربطت صحيفة الشرق الأوسط تراجع الحديث عن نشوة النصر في مناطق النظام مع زيارة بشار الأسد للامارات ولقاء قادتها للبحث عن مخرج يوفر غطاءً اقتصادياً وسياسياً عربياً للنظام بما فيها محاولة إعادته لجامعة الدول العربية بسبب ظروف الحرب في أوكرانيا ولا سيما أنّ حليف دمشق بوتين بات تحت وطأة الضغوط الغربية والأمريكية التي فاقمت وضع العملة المحلية والقطاعات الاقتصادية ووقف امدادات الطاقة والحبوب لدول العالم.
الجدير ذكره أنّ الحرب في أوكرانيا قد تفتح المجال للنظام لزيادة التعاون مع الإيرانيين على وقع حالة التنافس الحاصل مع الروس سيما أنّ طهران تسعى لإبرام اتفاق نووي جديد يتيح عودة الاستثمارات ورفع القيود عن اموالها المجمدة.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع