ميلانو (إيطاليا) – أثارت سهولة تنقل أنيس العامري المتهم بهجوم برلين من ألمانيا إلى إيطاليا حيث تم قتله تساؤلات بشأن فاعلية التنسيق الأمني بين دول الاتحاد الأوروبي ومدى قدرته على الوقوف في وجه الشبكات المتشددة.
وأعلنت السلطات الإيطالية عن مقتل العامري الذي يشتبه في أنه منفذ اعتداء برلين بشاحنة دهست حشدا في سوق للميلاد، وذلك خلال عملية تفتيش روتينية للشرطة ليل الخميس الجمعة في ميلانو (شمال).
وأعلن تنظيم داعش أن القتيل هو منفذ اعتداء برلين. وذكرت وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم المتطرف أن “منفذ هجوم برلين ينفذ هجوما جديدا على دورية للشرطة الإيطالية بمدينة ميلانو ويقتل خلال تبادل إطلاق النار” في إشارة إلى العامري.
وظهر العامري في تسجيل فيديو يعلن فيه مبايعته لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي.
واعتبر متابعون للشأن الأوروبي أن سهولة انتقال العامري من ألمانيا ودخوله إلى فرنسا ثم إيطاليا دليل على أن المنظومة الأمنية الأوروبية لا تعمل بشكل جيد، وأنها لم تجد آلية فعالة للإرهاب الذي يأخذ طابع الذئاب المنفردة.
وأشار المتابعون إلى أن ضعف التنسيق وصعوبة التفاعل الآني مع المعلومات الأمنية كانا وراء فشل فرنسا في تجنب هجمات باريس في نوفمبر 2015.
وكان المشتبه به التونسي مثل كل العناصر السابقة التي ارتكبت أعمالا إرهابية وتقول الجهات الأمنية إن بحوزتها ملفات أمنية مسبقة لهم، وأنها تراقبهم، لكن ذلك لم يحل دون تنفيذ العمليات التي أقدموا عليها.
وسيقوي الفشل الاستخباراتي في منع انتقال العامري بين البلدان الأوروبية الثلاثة، التيارات السياسية المعادية لأوروبا والتي تطالب بمراقبة الحدود وإلغاء اتفاقية شنغن.
وقال مسؤول من المكتب المغربي لمكافحة الإرهاب إن المملكة المغربية حذرت السلطات الألمانية من التونسي أنيس العامري.
وقال ذات المصدر إن الحكومة المغربية بعثت يومي 19 سبتمبر و11 أكتوبر الماضيين، وبشكل رسمي إلى جهاز الاستخبارات الألماني “بي إن دي” اسم التونسي محذرة من ميوله الجهادية.
وتم اكتشاف هذا العنصر مبكرا من قبل الأجهزة المغربية، حيث قال المصدر إن أنيس كان يعيش في ألمانيا منذ 14 شهرا، وكان يرافق عنصرين خطيرين في مدينة “دورتموند”. الأول من جنسية مغربية قد تم سحب جواز سفره من قبل الشرطة ببرلين، والثاني روسي الجنسية تم طرده من ألمانيا.
ومن المؤكد أن مراسلات الأجهزة الأمنية المغربية كانت تضم تحذيرا واضحا من رغبة التونسي في ارتكاب عمل إرهابي.
وسارع زعيمان مناهضان للاتحاد الأوروبي في بريطانيا وفرنسا الجمعة إلى إلقاء اللوم على سياسة الحدود المفتوحة في أوروبا والتي سمحت لمنفذ هجوم برلين بالسفر إلى فرنسا ثم إلى إيطاليا قبل قتله.
وقالت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المناهض للهجرة في فرنسا “هذا الفرار المتهور في بلدين أو ثلاثة هو أحد أعراض الكارثة الأمنية المسماة باتفاق شنغن”.
وقال السياسي البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج على حسابه الرسمي على تويتر “إذا كان الرجل الذي قتل بالرصاص في ميلانو هو قاتل برلين فهذا يثبت أن منطقة شنغن تشكل خطرا على الأمن العام.. يجب أن تلغى”.
وحث المراقبون على توسيع دائرة التنسيق الأمني داخل أوروبا وخارجها لوضع بنك معلومات كامل حول المشتبه بهم، وخاصة التنسيق مع الدول التي ينتمي إليها أغلب المتهمين بتنفيذ العمليات الإرهابية مثل دول المغرب العربي.
العرب اللندنية