شهدت إيران واحدة من أكثر ليالي الاحتجاجات خطورة وانتشارا خلال الأسابيع التسعة الماضية، في ذكرى انتفاضة 2019، فقُتل ما يصل إلى 15 شخصًا بالرصاص في إيران ، بمن فيهم أفراد من قوات الأمن وصبي يبلغ من العمر تسع سنوات ، في حوادث منفصلة.
حيث يتحول الغضب من مهسا أميني إلى احتجاج أوسع ضد النظام، ألقت وكالات الأنباء الحكومية باللوم على الإرهابيين -حسب وصفها- الذين استقلوا دراجتين ناريتين في مقتل سبعة أشخاص في مركز تجاري في مدينة إيزه خوزيستا الجنوبية،
لكن المتظاهرين قالوا إن عناصر من ميليشيا الباسيج انخرطوا بين المحتجين، مما أسفر عن مقتل صبي يبلغ من العمر تسع سنوات كان يجلس في سيارة مع والده.
وقالت وكالات أنباء حكومية إن اثنين من أفراد دورية الباسيج المتطوعين كانا من بين القتلى وأصيب عشرة.
وقُتل خمسة أشخاص آخرين في منطقة أصفهان ، بينهم قوات الأمن ، في إطلاق نار منفصل، ورفعت التقارير عن سقوط مزيد من القتلى في كردستان.
وحُكم على خمسة متظاهرين على الأقل رسميا بالإعدام، وفقا للمركز الإعلامي للقضاء،وتوجهت التهم بزعم إحراق مباني حكومية.
وذكرت إيران الدولية أن مئة وعشرين كاتبا وصحفيا وفنانا اعتقلتهم القوات الإيرانية على خلفية انضمامهم للاحتجاجات.
واتبعت وكالات الأنباء الإيرانية الداخلية الخط الحكومي القائل بأن قوات مجهولة مناهضة للحكومة أو إرهابيون من تنظيم الدولة “داعش” هم المسؤولون، لكن شهود عيان زعموا بأن مدنيين غير مسلحين قتلوا بالرصاص.
وارتفع العدد الإجمالي للقتلى خلال الاحتجاجات الأخيرة إلى 348 ، وفقًا لوكالة هارانا لحقوق الإنسان، على الرغم من استحالة التحقق من الأرقام.
وليلة البارحة، في ثلاث مدن على الأقل ، أضرمت النيران في المعاهد الدينية الحكومية، وقالت وكالات الأنباء الرسمية، إن عمليات القتل قد تكون علامة على تحول الاحتجاجات إلى تمرد مسلح،
وسيتم إجراء تحقيق في الرصاص في جثث القتلى، ومن المحتمل الآن أن تكون هناك معركة دعائية ضخمة ستجادل فيها الحكومة بأن الاحتجاجات هي بذار “سورينة” إيران، والسعي لانهيار نظام عام.
فيما أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متاجر مغلقة في السوق الكبير بطهران بينما هتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للحكومة.
ومع ذلك، تدعي الدولة الإيرانية أنه لا يوجد حماس لهذه الإضرابات وأن العصابات المنظمة كانت تضايق أصحاب الأعمال الذين يتعرضون لضغوط شديدة لإغلاق مصاريعهم.
إن صعوبة النظام، التي أقرها العديد من السياسيين والأكاديميين الإصلاحيين داخل إيران،
هي أن العديد من المتظاهرين توقفوا منذ فترة طويلة عن أخذ أخبارهم مما يعتبرونه مصادر رسمية فقدت مصداقيتها تماما، وبدلاً من ذلك يعتمدون إما على وسائل التواصل الاجتماعي الداخلية أو البث الفضائي الدولي الناطق باللغة الفارسية.
بدأت الاحتجاجات على مقتل امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عامًا، مهسا أميني،
لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى احتجاج أوسع ضد النظام، شبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالثورة،
في حديثه أمس من بالي، قال ماكرون، الشيء الذي تغير على الأرض في إيران، هو ثورة النساء والشباب في إيران،
الذين يدافعون عن القيم العالمية مثل المساواة بين الجنسين، فمن المهم أن نشيد بشجاعة وشرعية هذه المعركة.
زعم وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، أنه تم اعتقال العديد من عملاء المخابرات الفرنسية المزعومين، وقال تم اعتقال
أشخاص من جنسيات أخرى في أعمال الشغب، وبعضهم لعب دورا كبيرا،
حيث كانت هناك عناصر من المخابرات الفرنسية وسيتم التعامل معهم وفق القانون، فاعتقل سبعة فرنسيين.
وفرنسا واحدة من مجموعة دول غربية تستعد للتصويت لانتقاد إيران في اجتماع لمجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا هذا الأسبوع،
يدين الاقتراح إيران بسبب فشلها في التعاون مع المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي،
قائلاً إن مخزون إيران من اليورانيوم يبلغ الآن 18 ضعف الحد الذي تم تحديده بموجب الاتفاقية النووية الأولية لعام 2015.
وقال نائب المبعوث الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “لويس بونو”، لمجلس الإدارة يوم الأربعاء إن إنتاج اليورانيوم بتخصيب 60٪ من قبل إيران ليس له أي مبرر سلمي مقبول.
وذكر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافائيل جروسي”، يوم أمس،
إن الغياب الذي دام ستة أشهر لمفتشي الأمم المتحدة يعني أن هناك الآن نشاطا ضخما لا تعرفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يزال يأمل في أن يتم الاتفاق على زيارة لطهران،
فيما هددت إيران بإلغاء أي زيارة إذا تم تمرير اقتراح الإدانة، ومع ذلك،
يبدو أن الغرب يعيد التفكير في استراتيجيته بالكامل تجاه إيران، وهو أمر بدأت المؤسسة السياسية الإيرانية تدركه للتو، فالاحتجاجات الداخلية، والأدلة على أن إيران تزود روسيا بطائرات بدون طيار للمساعدة في مهاجمة أوكرانيا،
جعلت المدافعين عن إحياء الاتفاق النووي يكافحون من أجل الاستقرار السياسي.
وحتى الآن مازالت الانتقادات داخل إيران لقرار انحياز روسيا إلى جانب أوكرانيا، نظرا للتأثير الدبلوماسي الأوسع الحتمي.