مقتطفات من حياة الملك فيصل بن عبد العزيز في ذكرى اغتياله

الملك فيصل بن عبد العزيز، يملك تاريخا طويلا في مجال السياسة وله العديد من المواقف التي تنم عن شخصيته، فقد انخرط في السياسة منذ كان عمره 13 عاما حين أوفده والده الراحل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لكل من بريطانيا وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى، ورأس وفد المملكة إلى “مؤتمر لندن” الذى خصص لمناقشة القضية الفلسطينية في عام 1939 والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، وأثناء توليه وزارة الخارجية دعا والده الملك عبد العزيز لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لدولتين.

من هو الملك فيصل؟

ولد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في الرابع عشر من نيسان/أبريل 1906 للميلاد، وهو الابن الثالث من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور من زوجته طرفة بنت عبدالله آل الشيخ، وتولى الحكم في سوريا ما يقارب أحد عشر عاماً قبل اغتياله في 25 آذار/مارس 1975، وللملك فيصل ثمانية أولاد وعشر بنات وتزوج سبع سيدات.

بعد ولادة الملك فيصل بخمسة أشهر توفيت والدته، ليربى في بيت جديه لأمه الشيخ “عبدالله آل الشيخ” و “هيا بنت عبدالرحمن آل مقبل” وتلقى على يديهما العلم الشرعي وتعلم القراءة والكتابة وختم القرآن على يد الشيخ “محمد بن مصيبيح” قبل أن يتم العاشرة من عمره، وذلك بحسب موقع ويكيبيديا.

وبحسب كتاب “الملك فيصل: شخصيته وعصره وإيمانه” للمؤرخ الروسي “ألكسي فاسيليف” أن الملك فيصل كان يحضر المجالس العلمية الفقهية في بيت جده، واغترف من جده الإيمان العميق والصوم والصلاة وحسن السلوك وضبط النفس، وعدم الانسياق وراء العواطف.

تولي الملك فيصل الحكم وأعماله قبل ذلك

توج الملك فيصل ملكاً للمملكة العربية السعودية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1964، وهو ملك المملكة العربية السعودية الثالث، والحاكم السادس عشر من آل سعود، وبرز منذ عهد والده كسياسي مؤثر، وأرسله في مهام دبلوماسية عدة لأوروبا مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان حينها في الثالثة عشر من عمره.

في عام 1926 عين الملك فيصل نائباً عاماً للملك عبدالعزيز في الحجاز، تلى ذلك تعينه رئيساً لمجلس الشورى عام 1927، وفي عام 1930 عين وزيراً للخارجية، كما تولى عمارة المسجد الحرام عام 1935 بتكليف من الملك عبدالعزيز، وكانت تلك أولى عمارة للمسجد الحرام في عصر الدولة السعودية، كما عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء في 1953.

بعد وفاة الملك عبدالعزيز، تسلم الملك سعود الحكم وعين فيصل ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، ومع وقوع الأزمة المالية السعودية عام 1957 أصبح الملك فيصل مسؤولاً عن خزينة الدولة، لكنه لم يستطع حل الأزمة بسبب ضعف عائدات البترول.

عام 1960 ظهرت توترات شديدة بين الملك فيصل والملك سعود ليجرده من مناصبه في الوزارات ويبقى نائباً لرئيس مجلس الوزراء فقط، وأعاد تعيينه بعد سنتين ليصدر برنامجاً إصلاحياً وسياسة جاء فيها إصدار نظام سياسي للحكم يمتد من الشريعة الاسلامية، وتأسيس مجلس أعلى للإفتاء، وتحسين المستوى الاجتماعي للمملكة.

تولى الملك فيصل الحكم بعد تعرض الملك سعود لعدة أمراض وسوء حالته الصحية مما جعله لا يقوى على القيام بمهام الحكم، مما دفع العلماء والأمراء لاجتماع قرروا فيه أن يبقى الملك سعود ملكاً، وأن يقوم فيصل بأداء مهام الحكم وتصريف أمور المملكة، وبعد ذلك نشبت خلافات حادة بين الأخوين انتهت باتفاق أمراء المملكة على خلع الملك سعود وتسليم المملكة للملك فيصل.

عمل الملك فيصل خلال فترة حكمه على الاستفادة من دخل النفط، ووضع الخطط الخمسية للبلاد، واهتم في الصناعة والزراعة وإقامة المشاريع، وأنشأ المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وبدأت في عهده خطة التنمية الأولى، وعمل على تأسيس شراكة سعودية أمريكية في مشاريع تنموية.

وللملك فيصل اهتمام بالقضية الفلسطينية، وعارض مشروع تقسيم فلسطين عندما مثل والده في مؤتمر لندن عام 1938، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالمياً في المحافل الدولية، كما قدم عام 1964 خمسة ملايين جنيه استرليني لتكوين خمسة كتائب فدائية تعمل لتحرير فلسطين، ويستذكر العالم أقواله للرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” عندما زار المملكة أن ما حل بالشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان لا مثيل له في التاريخ.

اغتيال الملك فيصل

روى وزير النفط الكويتي الراحل “عبد المطلب الكاظمي” في مقابلة تلفزيونية تفاصيل عملية اغتيال الملك فيصل، حيث كان شاهداً عليها خلال زيارة رسمية للملك، ويقول أنه وبعد مصافحة الملك فيصل سمع صوتاً اعتقد أنه من الكاميرا، لكنه تفاجأ في سقوط الملك أرضاً.

وعبّر برنامج “الصندوق الأسود” الذي يبث على منصة القبس تحدث الأمير تركي الفيصل ابن الملك فيصل عن تفاصيل اغتيال والده، وعقب الاغتيال بساعات حيث قال أنه كان في قصر والده وتفاجأ بالجنود يأخذونه إلى مستشفى الشميسي، الذي كان مليئاً بالأمراء والجنود، ولم يكن يعلم سوى أن إطلاق نار حدث في القصر، وعنده وصوله أخبره الطبيب أن الملك توفي.

وحول التحقيقات يقول الأمير تركي أنها استمرت أكثر من شهر، وحاولنا أن نعرف الدوافع وما إذا كان آخرون مشتركون في الجريمة، وبعدها عرف التقرير للملك خالد وتم تنفيذ الحكم الشرعي في القاتل ابن أخيه “فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز” ويقال أن الملك فيصل قتل نتيجة استخدامه سلاح البترول ضد إسرائيل والغرب، وأنه ذهب ضحية هذا القرار.

تقريرخبري/ إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist