لندن – قالت مصادر قريبة من المعارضة السورية لـ”العرب” إن السعودية باتت مستعدة للتجاوب مع المقاربة المصرية التي اقترحت بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لمدة لا تزيد على عامين.
وفي نفس الوقت ما زالت قطر تتمسك بالحسم العسكري لحل الأزمة السورية، فيما تفضل الرياض تبني خيارات قد تشمل التوصل إلى حلول طبقا لبنود اتفاق جنيف2.
وقالت المصادر إن وفدا من المعارضة السورية التقى في الدوحة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا بد أن يسقط عسكريا، وأن الحلول السياسية لن تكون فاعلة في حسم الموقف لصالح المعارضة.
ومن بين الشخصيات التي حضرت الاجتماع مع أمير قطر جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري، ونجيب الغضبان سفير الائتلاف المعارض في واشنطن.
وتجري خطوات تحضيرية تسبق انعقاد اجتماع موسع في الرياض لتشكيل هيئة توافقية من أجل التفاوض مع النظام السوري على ترتيبات المرحلة المقبلة استنادا على نتائج مؤتمر جنيف2.
وتريد السعودية أن توسع من تأثيرها على الساحة السورية بعد نجاح عملية عاصفة الحزم في اليمن، وتراجع قوات النظام السوري في وقت تحقق فيه فصائل المعارضة المسلحة تقدما ملحوظا في إدلب وحلب ودمشق.
وقالت المصادر إن المسؤولين السعوديين باتوا على قناعة بأن الائتلاف جزء من فصائل المعارضة المتنوعة وليس كل المعارضة.
ونقلت المصادر عن شخصية أساسية في الائتلاف السوري أن هناك تحولا جوهريا في الموقف السعودي من الأزمة السورية بشكل عام، وأن الرياض باتت تفضل المقاربة المصرية التي تقضي بالسماح للأسد بالبقاء في السلطة كرمز للدولة لمدة عامين كمرحلة انتقالية يتم خلالها ترتيب الأوضاع لمرحلة تسليم السلطة لاحقا.
وكشفت المصادر أيضا أن هناك تحضيرات لاجتماع آخر سيعقد في العاصمة البريطانية لندن خلال الأيام المقبلة ولكن ما يعرقل الاجتماع هو التوصل إلى اختيار الشخصيات التي ستمثل كافة فصائل المعارضة خلال عملية التفاوض مع نظام الأسد.
ولا تعني إمكانية تبني الحوار مع دمشق الاستغناء عن الخيار العسكري. وكانت “العرب” قد اشارت أمس إلى أن الرياض وسعت من خياراتها العسكرية على مراحل عبر فصائل مقربة منها.
ويأمل المسؤولون السعوديون في أن يؤدي هذا التصعيد التدريجي إلى إجبار الأسد على القبول بالحوار التوافقي الذي قد يسهم في إيجاد حلول نهائية للأزمة.
العربArray