أحمد الجربان – المركز الصحفي السوري
75 نقطة وأكثر من خمسة آلاف جندي وعشرات الدبابات والمدرعات كل هذه القوة التابعة للأسد لم توقف التقدم الكبير لكتائب الثوار في الشمال السوري، وقد أصبح أسم’’ جيش الفتح’’ يرعبهم كثيراً، بعد الانتصارات التي حققها في مدن عدة في محافظة إدلب، حتى رجل الأسد ’’سهيل الحسن’’ المٌلقب بالنمر توجه إلى ريف إدلب؛ بٌغية احتلالها مجدداً بعد سيطرت الثوار عليها، لكنه مثل فر كبقية نظام الأسد تحت ضربات الثوار المؤلمة، وبعد مشاهدته لقتل مئات الجنود، تكبيدهم خسائر لا تٌحصى.
شكل جيش “الفتح” غرفة عمليات جيش الفتح، والتي ضمت كلاً من ” حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة النصرة، جند الأقصى، أجناد الشام، فيلق الشام، جيش السنة، لواء الحق” في خطوة من الفصائل لتوحيد الجهود عسكرياً وإعلامياً في معركة تحرير مدينة إدلب، والتي جاءت تحت مٌسمى’ ’جيش الفتح-غزوة ادلب’’.
بدأت تلك الفصائل الثورية على العمل والتحضير لمعركة تحرير ادلب منذ أواخر الشهر الثالث من العام الجاري، حيث كانت البداية من ادلب المدينة والتي لم يمضي على بدء المعركة فيها سوى 74 ساعة حتى أعلن جيش الفتح عن تحريرها بالكامل.
سبق اقتحام المدينة تمهيد من قبل الفتح بالمدفعية الثقيلة والصواريخ على حواجز الأسد المتواجدة بأطرافها، ومدافع الجهنم، بإصابات محققة، ومن ثم الاقتحام على الحواجز، حيث بدأت نقاط الأسد تتهاوى واحدة تلو الأخرى تحت سيطرت كتائب الثوار، لتنتقل المعارك إثر ذلك الى وسط المدينة، حيث نفذت كتائب الثوار العديد من العمليات الاستشهادية، تلتها اقتحامات من محاور عدة ومن ثم حرب شوارع وسط المعارك، وما ان مضت 74 ساعة حتى أعلن الفتح عن تحرير المدينة بالكامل
من أهم النقاط التي جررها الفتح في المدينة “فرع الأمن العسكري” والذي أذاق الويلات للأهالي والمعتقلين، حيث ارتكبت قامت قوات الأسد بمجزرة مروعة بحق عشرات المعتقلين.
يٌعتبر تحرير مدينة إدلب ضربة موجعة لنظام للأسد، فقد خسر عشرات المقاتلين والعديد من الآليات والذخائر، وجدير بالذكر ان طائراته قصفت لأكثر من مرة مواقعه عن طريق الخطأ في معسكر المسطومة، والتي نتج عنها خسائر في صفوف الضباط والجنود، كما قصفت طائرات الأسد جثث جنوده الذين قاتلوا وقُتلوا من أجل بقائه على الكرسي، من خلال استهداف برادات المشفى الوطني ، في مدينة إدلب بعدة غارات جوية، الذي تحوي أكثر من أربعين قتيل بداخلها.
لم يتوقف جيش الفتح عند إدلب المدينة فقط، بل قام بالتجهيز لخوض معركة جديدة بعد قٌرابة شهر من تحريره للمدينة، حيث اتجه ما يٌقارب مئة ألف مقاتل، وفقاً لتصريحات جيش الفتح نحو مدينة جسر الشغور بأكثر من مئة ألف مقاتل بحسب ما صرح جيش الفتح لوسائل الإعلام.
بدأت معركة تحرير جسر الشغور والتي جاءت تحت مٌسمى’’ جيش الفتح معركة النصر’’ بثلاث عمليات استشهادية؛ استهدفت حواجز الأسد على أطراف المدينة، حيث استهدفت العملية الأولى حاجز زليطو في المدخل الشمالي للمدينة، فيما استهدفت العمليتين التاليتين معمل البطاطا.
أعلن الفتح في الساعات الأولى من بدء المعركة عن تحرير كل من كـــ “حاجز الحوش، معمل المخلل، معمل البطاطا وتلة اسفين”، ومن ثم بدأت الحواجز تسقط تحت سيطرت الثوار بعد استهدافها بالصواريخ، والمدافع، وهي” الساقية، زليطو، عين السبيل، تل حكمة، تل المنطار، الدبس، العلاوين، المنشرة، الأفندي، مفرق بشلامون ومعمل السكر، وبعد معارك دارت لأيام أعلنت كتائب الثوار على سيطرتها بالكامل على مدينة جسر الشغور.
يٌعتبر أيضاً تحرير مدينة جسر الشغور من الخسائر الكبرى للأسد، فقد قتل أكثر من 300 مقاتل بينهم ضباط وأهمهم “اللواء محيي الدين منصو، العقيد علي وفيق كنعان، اللواء شرف علي سلمان قداحة، العقيد أكرم الخطيب، العقيد شرف وجيه محمد كنجو”، فضلاً عن تدمير واغتنام العشرات من الآليات، كما تمكن مقاتلي جيش الفتح من أسر عشرات الجنود بينهم ضباط ومنهم “العقيد حسيب معلا” رئيس قسم التوجيه السياسي في القوات الخاصة.
جسر الشغور: تقع على نهر العاصي، شمال سهل الغاب على بعد 4كم، في منخفض تحيط به الروابي من جميع الجهات، ويطل عليها جبل الدويلة من الشرق، وهضبة شيروبية البركانية من الجنوب والجنوب الشرقي، وتبعد 47كم جنوب غرب مدينة إدلب.
انتقلت المعارك من مدينة جسر الشغور بعد تحريرها إلى معسكر القرميد والذي اطلق عليه البعض اسم” معسكر الموت”، المعسكر الذي لم تبقى منطقة سكنية للأهالي إلا وقصفها، بقذائف مدفعية الفوزديكا المتواجدة في المعسكر كانت، كما ارتكب العديد من المجازر بالريف الإدلبي المحرر.
بدأت المعارك بين كتائب الثوار وقوات الأسد في محيط المعسكر، حيث نفذ مقاتلين جيش الفتح عمليتان استشهادية في حاجز المداجن على بوابة المعسكر، ومن ثم بدأ الاقتحام حيث أعلن الثوار سيطرتهم على حاجزي “المداجن والكازية” وبعد ساعات من الاشتباكات العنيفة أعلن جيش الفتح سيطرته بالكامل على معسكر القرميد، وقتل العديد من الجنود واغتنام عدد من الدبابات والأسلحة والذخائر فيما دمر البعض الاخر.
معسكر القرميد، يقع على تلة قرب مدينة أريحا، وعلى مسافة ليست بعيدة عن معسكر المسطومة، يعد معسكر القرميد الأكثر خطورة على المدنيين من حيث القصف، لمكانه المرتفع الذي يطل على عدد كبير من القرى المجاورة، كما يؤمن حماية لقوات الأسد المتواجدة في أريحا.
والجدير بالذكر، ان فصائل ثورية عدة أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات تحرير سهل الغاب بريف حماة بآواخر الشهر الرابع من الشهر الجاري، والتي ضمت سبعة فصائل وهي” جبهة الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، أجناد الشام، الفرقة الأولى الساحلية، لواء صقور الجبل، جبهة صمود، تجمع صقور الغاب”.
سبب إعلان معركة سهل الغاب بغية تخفيف الضغط عن ثوار ريف ادلب، وقطع طريق الإمداد عن النظام الأسد على الطريق الواصل بين أريحا وجسر الشغور، حيث قامت كتائب الثوار باستهداف العديد من الحواجز بالقذائف والمدافع، وحققت إصابات مباشرة، بعدها أعلن الثوار عن سيطرته على عدة نقاط وهي:”المكب، بيت ثائر، بيت نظير، الشيخ سنديان والطاحون”، كما تمكنوا من تدمير باص كان بداخله أكثر من 50 عنصراً لقوات الأسد قرب حاجز البركة بقرية جورين.
بدأ سلاح النظام الجوي؛ اثر تلك الفتوحات بالانتقام من ريفي ادلب وحماة، فقد كثف بغارات الجوية والتي بلغ عددها أكثر من 1500 غارة على المناطق المحررة في كلا الريفين المذكورين ، حيث توزعت الغارات على كل من “إدلب، معرة النعمان، سرمين، سراقب، جسر الشغور، بنش ، دركوش، جبل الزاوية، التمانعة، اللج، جوزف، كنصفرة، عين لاروز، مرعيان، الراميو والرامي وقرى وبلدات سهل الغاب.
أيضاً، إرتكبت طائراته المروحية والحربية عدة مجازر مروعة ؛ راح ضحيتها المئات من المدنيين كما نزحت غالبية القرى في تلك المناطق، فضلاً عن دمار هائل في ممتلكات الأهالي، كما قصفت مروحيات الأسد ببراميل تحتوي غاز الكلور السام على العديد من المناطق في ريف إدلب المحرر وهي:”إدلب، الجانودية، كرسعة، كفرعويد، التمانعة”، فقد سجل عشرات حالات الاختناق أغلبها أطفال.
سهلت تلك الانتصارات تنقل الثوار في الشمال السوري، كما ستجعلهم يخوضون معاركهم بأقل صعوبة من السابق على ما تبقى حواجز للأسد في إدلب وسهل الغاب، وكان توحد الفصائل من أهم أسباب الانتصارات التي حصلت.