توجهت بالأمس عشرات الحافلات نحو الشمال السوري (إدلب)، بعد مغادرتها منطقة جرود عرسال اللبنانية وعلى متنها مقاتلو هيئة تحرير الشام ومئات العائلات السورية، ويأتي ذلك ضمن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وإخلاء المنطقة اللبنانية من مقاتلي الهيئة.
مع تلك القافلات المغادرة التي رافقها الصليب الأحمر وجهاز الأمن العام وصولاً لإدلب بذلك تكون هيئة تحرير الشام قد أتمت انسحابها من جرود عرسال.
عبور تلك الحافلات شكل بداية إنجاز خطة إجلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام وعائلاتهم وآلاف اللاجئين السوريين، أكثر من مئة حافلة سلكت طريقاً وعراً وطويلاً في الجبال وتقدر بنحو113 تقريباً، عداك عن بعض التأخير نتيجة إصرار الجميع على أن تسير تلك الحافلات دفعة واحدة بمواكبة الصليب الأحمر داخل لبنان، ومن ثم الهلال الأحمر في سوريا من الفليطة إلى حمص وحماه ومن ثم ريف حلب وإلى وجهة الاستقرار إدلب ويشمل الاتفاق أيضاً عند الوصول إلى حلب تسليم خمسة مقاتلين من حزب الله أسرتهم هيئة تحرير الشام قبل عامين، ناهيك على أن تلك القافلات حملت على متنها العديد من الجرحى بجانب أكثر من 7700 شخص بحسب الإعلام الحربي التابع لحزب الله.
كما أشرف الأمن العام اللبناني على عملية الإجلاء بعد أن تولى التفاوض مع هيئة تحرير الشام، عداك عن نشر حزب الله مقاتليه وآلياته في الجرود، ضمن الأراضي السورية واللبنانية، حيث كان حزب الله قد سيطر الأسبوع الماضي على معظم المنطقة الجبلية المتاخمة للحدود السورية التي تعرف بجرود عرسال، وذلك في هجوم مشترك مع قوات النظام لطرد عناصر الهيئة من المنطقة.
كانت تلك المرحلة الثانية من اتفاقية وقف إطلاق النار التي بدأت بعملية تبادل أسرى وموقوفين بين حزب الله وهيئة تحرير الشام، عند مشارف جرود عرسال.
فبعيد منتصف ليل الثلاثاء_ الأربعاء، سلّم جهاز الأمن العام، لهيئة تحرير الشام ثلاثة موقوفين لدى السلطات اللبنانية، وفي المقابل سلمت الهيئة ثلاثة أسرى لحزب الله كانت قد أسرتهم الأسبوع الماضي، ولا يتردد المتابعون في وضع هذه العملية في خانة التفاهمات الدولية بشأن الملف السوري،
أما المرحلة التي سبقت المغادرة فقد سبقتها مرحلة تبادل لجثث المقاتلين من كلا الطرفين، إضافة إلى تسلم الهيئة مواطنة سورية كانت معتقلةً لدى الأمن العام بتهمة مساعدة المسلحين.
تجدر الإشارة إلى أن دعم طائرات النظام السوري ساهم بحد كبير بمساعدة “حزب الله” بمعاركه التي بدأت في جرود عرسال، في 19 يوليو/ تموز المنصرم، ضد المعارضة، أبرزها “تحرير الشام”، وتمكن الأخير من السيطرة على مواقع عدة، كانت تحت سيطرتها.
ويبقى السؤال المتداول بين آلاف اللاجئين باتجاه الشمال السوري، ماذا بعد الحاضنة إدلب؟!.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد