قال نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، في مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه يتفهم المخاوف الإسرائيلية من وجود حزب الله اللبناني في سوريا، كونه يمثل تهديدا على المدى البعيد.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، عن سيرومولوتوف، قوله إن الحكومة السورية دعت حزب الله للمساعدة في الحرب الأهلية، وعندما ستنتهي الحرب، فإنه وبقية الجماعات الأجنبية المسلحة “ستغادر” سوريا، وأضاف: “أتفهم مخاوف إسرائيل المتعلقة بحزب الله والحرس الثوري في سوريا، فأنتم تخشون من إقامة دائمة لهم بعد الحرب”.
وتورد الصحيفة نقلا عن سيرومولوتوف، قوله: “بالنسبة لنا، فإن حزب الله هو جزء من السياسة في لبنان، وهناك قطاع واسع من السكان يدعمهم، وهم جزء من البرلمان”، حيث إن الحرس الثوري هو جزء من البنية العسكرية الإيرانية، وأضاف: “لهذا السبب فإنه لا يوجد ما يستدعي وضعهما على قائمة الإرهاب الدولي”.
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف في تشرين الثاني/ نوفمبر2016، أن على إيران منع حزب الله من إقامة قواعد عسكرية له في سوريا، وأخبر وكالة “إنترفاكس” الروسية أنه يجب منع حزب الله وإيران من استخدام سوريا قاعدة لضرب إسرائيل، أو نقل الأسلحة المتقدمة لحزب الله.
وتلفت الصحيفة إلى أن روسيا تنظر إلى النزاع السوري على أنه بين الحكومة الشرعية لبشار الأسد ومعارضيه والإرهابيين، وقال سيرومولوتوف: “تزعم روسيا أنه لا يمكن حل النزاع السوري عبر الوسائل العسكرية فقط”، وأضاف: “من أهم القضايا المركزية فصل المعارضة عن الإرهابيين، وحاولنا في العام الماضي مع الأمريكيين التوافق حول هذه المسألة، إلا أن الأمريكيين لم يستطيعوا التفريق بين المعارضة والإرهابيين، ولهذا لم يحدث هذا الأمر”.
ويستدرك التقرير بأن نائب وزير الخارجية يقول إن هناك آمالا كبيرة معلقة على مفاوضات أستانة بشأن سوريا، المنعقدة الآن في كازاخستان، حيث لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار قائما رغم الانتهاكات المتعددة له.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “مواقف إسرائيل من حزب الله لا تتوافق مع الروس، بالطريقة ذاتها التي لا ترى فيها إسرائيل كل جماعة تهدد روسيا إرهابية”، لافتة إلى أن سيرومولوتوف أشار إلى إمارة القوقاز، التي ترى فيها روسيا تهديدا، إلا أن إسرائيل وبقية الدول لم تصنفها جماعة إرهابية.
ويفيد التقرير بأن تصريحات سيرومولوتوف جاءت أثناء زيارة له إلى إسرائيل، تستمر عدة أيام، وتضم اجتماعا عالي المستوى في وزارة الخارجية، مشيرا إلى أن مسؤوليات المسؤول الروسي تضم مكافحة الإرهاب، ولهذا فإنه يقوم بإجراء محادثات مع نظرائه الإسرائيليين حول الطرق الناجعة لذلك، والتعاون بين روسيا وإسرائيل في القتال الدولي ضد الإرهاب.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول الروسي، الذي كان مديرا لدائرة مكافحة الإرهاب في وكالة الأمن الفيدرالية الروسية، عين في منصبه الحالي عام 2015، حيث قال: “جربت كل من روسيا الفيدرالية وإسرائيل مكافحة الإرهاب، وهو كفاح يقوم على العمل الجاد، والمصادر البشرية، والحوادث الإرهابية التي حدثت في الماضي، ولا تزال تحدث”، وأضاف سيرومولوتوف: “هناك عدة طرق يمكن لروسيا وإسرائيل العمل من خلالها معا، وإحداها متعلقة بالتشارك في المعلومات، وهناك تعاون في المنابر الدولية، مثل الأمم المتحدة، وهذا جزء مهم من العمل الذي نقوم به”.
ويعلق التقرير قائلا إن إحدى أهم الوسائل لمكافحة الإرهاب هي العمل من خلال المنابر الدولية، مثل الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الاخرى للتشارك في المعلومات.
ويقول المسؤول الروسي للصحيفة: “أهم شيء في المعركة ضد الإرهاب هو قيام المجتمع الدولي بعمل ثلاثة أمور، أولا: من المهم إنشاء قاعدة معلومات دولية تضم الإرهابيين والمتشددين الأجانب، ثانيا: لا بد من بناء قاعدة معلومات ونظام رقابة لحركاتهم، وثالثا: من المهم تسهيل ترحيل الإرهابيين من دولة إلى أخرى، خاصة أن عمليات الترحيل تأخذ وقتا طويلا في الوقت الحالي”.
ويضيف سيرومولوتوف أن “هناك تهديدا نابعا من مناطق واسعة تمتد من وسط أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، عبر منطقة الشرق الأوسط، ويضم حزام الفوضى دولا تعاني من عدم الاستقرار، مثل ليبيا، ويظل مولدا للإرهاب ومنطقة جاذبة له”.
ويلفت التقرير إلى أن سيرومولوتوف دعا في مقابلة مع وكالة “إنترفاكس”، إلى تسجيل المهاجرين الذين يدخلون أوروبا ومتابعتهم، وقال: “لا تستطيع السلطات الأوروبية في الوقت الحالي تحديد مكان 350 ألف لاجئ، أين هم؟ وكيف حدث هذا؟ ألا تظن أنه ليس بينهم إرهابيون؟ طبعا يوجد”.
وتورد الصحيفة أن مدير دائرة يوريشيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية يعقوب ليفين، علق قائلا إن الزيارة تعبير عن “العلاقات الجيدة مع روسيا”، وأضاف: “لدينا تفاهم جيد بين روسيا وإسرائيل في عدد من القضايا، ونأمل بأن تسهم الزيارة في تعزيز التفاهم والتواصل”.
ويكشف التقرير عن أن من القضايا التي سيتم التباحث فيها مع المسؤول الروسي، اللقاء المرتقب في موسكو بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه دعوة لهما في خريف عام 2016، إلا أنه تم تأجيل اللقاء.
وتورد الصحيفة نقلا عن سيرومولوتوف تأكيده أنه “لو انتهى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن المنظمات الإرهابية لن تتكاثر في الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن روسيا دعمت حكومة الوحدة الوطنية، ولا تزال تشجع على المحادثات بين نتنياهو وعباس.
ويبين التقرير أنه مثل موقفها من حزب الله، فإن موسكو لا ترى في حركة حماس جماعة إرهابية، “لكنها جزء من السياسة الفلسطينية”، كما أكد سيرومولوتوف.
وبحسب الصحيفة، فإن روسيا ترى التعاون مع مصر والأردن وإسرائيل مهما للمنطقة وفي المنابر الدولية، حيث قال سيرومولوتوف: “مصر، مثلا تدير لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي”.
وتختم “جيروزاليم بوست” تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤول إن إسقاط طائرة مترو جيت رقم 9268 عام 2015، وقتل 219 كانوا على متنها فوق صحراء سيناء، أدى إلى دفع روسيا التعاون مع مصر لمواجهة تنظيم الدولة في مصر، الذي يعرف بـ”ولاية سيناء”.
العربي21