مع تصعيد نظام بشار الأسد في الآونة الأخيرة على الأهل في حلب من حصار وتجويع، وخنق وترويع ومع قصف متزايد بالطائرات ليلاً ونهارا لقتل المزيد من الأهل الأبرياء في سوريا التي بات أبناؤها مجبرين على مجابهة الموت في كل لحظة، ومشاهدة إبادة لمدن بأكملها مسح من الخارطة كأنها غير موجدة.
خمس سنوات تم مشاركة الأيام فيها لليالي السواد، لم يتوان فيها الأهل في حلب عن الدعاء بتعجيل الفرج وطلب العون من الله على أيدي المعارضة المسلحة التي لبت النداء، وقلبت الموازين في حلب لصالحها، مع إطلاق معركة فك الحصار عن المدينة، محققة تقدماً ميدانياً مهماً.
مع حشد عشرين ألف من المقاتلين وأكثر لفك الحصار قدموا من كل حدب وصوب، من ريف حلب، والقلمون والغوطة الشرقية وإدلب وحمص… وكل مكان، يخرجون من الأنقاض المهدومة، والطرقات المرصودة الغضب المتراكم والتصميم المتزايد.
يكشف أحمد (25 عاماً) من مدينة إدلب المحررة عن موقفه من هذه المعركة “أما اليوم فقد أصبح من أولويات الحياة، نصرة الأهل في حلب.. سأبحث عن مكان في صفوف الثوار لمشاركتهم، في نصرة دعاء الرجال ودموع الأرامل.. التي هي مفتاح النصر”.
تؤكد المعارضة السورية أن “معركة فك الحصار” تسير وفق المخطط لها، مؤكدة أن الهدف ليس فقط فك الحصار عن المدينة وإنما تحريرها بالكامل حيث أعلنت أمس السيطرة على “كلية المدفعية” الاستراتيجية فيها.
وطبعاً يستمر الطيران الروسي والنظامي باستهداف المناطق المدنية “سياسة العجز” التي يتبعها بالانتقام من الأبرياء ممن لا حول لهم ولا قوة.
حيث أكد ناشطون أن الطيران المروحي قصف عدة أحياء في المدينة بشكل عنيف بالبراميل المتفجرة، بينها حي المرجة الذي استهدف فيه عددا من المباني السكنية، موقعاً أكثر من عشرة شهداء جميعهم أطفال، كما تعرضت أحياء الحرابلة والصالحين والمشهد لقصف مماثل استهدف منازل المدنيين، مخلفاً الكثير من القتلى والجرحى.
واقع الانتصارات للقوى المعارضة فرض واقعاً مرعباً ومخيفاً للنظام حلفائه الذين تركوا عتادهم العسكري، من بنادق وسلاح فردي ومتوسط وثقيل مع خيبة أمل كبيرة ولا أحد منهم ينفذ الأوامر.. يزداد الهلع خاصة مع قطع عام للاتصالات الأرضية والخلوية بحلب وقطع للإنترنت الأمني، وتوتر بالقيادة الأمنية والعسكرية.
يروي أحد مقاتلي المعارضة في حلب “تعمد قوى المعارضة على تحصين المواقع التي تم السيطرة عليها بالأمس، والاستمرار في المعارك.. فكلما زادت الحياة ضيقاً لا بد أن تنفرج فجأة.. مع قوة في توحد الصفوف ودعوات عانقت السماء.. لابد من نصر على الظلم”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد