أخبار وقصص ويوميات مكتوبة بالدم والألم تزداد يوماً بعد يوم، مع تصعيد نظام بشار للقصف الهمجي على مدينة “إدلب” المحررة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياَ، لكن العجيب أن استخدامها محلل على أهلنا في إدلب، بالرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أنقرة قبل ثلاثة شهور، لا ضمانات مع نظام يقتل شعبه بتفنن.
ها هو اليوم يسمع العالم صوت أطفال إدلب من بكاء وأنات وصراخات الخوف ويشاهد صور الجرائم البشعة والمنتهكة لحقوق الإنسان، مع الطائرات التي تستخدم نوعاً من الصواريخ الحديثة التي تنتمي إلى المني-نووي خالية الإشعاع، تعمل هذه الصواريخ على تدمير التسليح الصخري أو الإسمنتي مهما كانت سماكته وتستطيع تحطيم كافة أنواع التسليح الحديدي، لم يتم استخدام مثل هذا السلاح في العالم سوى من قبل إسرائيل واليوم في سوريا الجريحة “حقل تجارب لأسلحة الدول الكبرى”!!.
صواريخ تحفر قبوراً لنساء وأطفال “إدلب” قبور ستشهد لهم على مر الزمان قسوة ظالمهم وتفننه في قتلهم.
ما يشهده أهالي المدينة من تكثيف للطيران، كابوس مرعب يلاحق المدنيين العزل، فمع أهمية إدلب للمعارضة وتجمع المهجرين فيها أصبحت مرمى لنيران النظام وانتقامه من تقدم الثوار الملحوظ على جبهات القتال وعجز النظام عن التصدي للهجوم المتتابع وخسارته لمقاتليه وآلياته العسكرية، وذاك ما يطبق المثل الشائع بين أهالي مدينة إدلب “يلي ما بيحسن لحماتو بينفش بمراتو”.
ربما الحاجة اليوم أكثر إلحاحاً مما مضى على ضرورة التحرر من إرهاب نظام الأسد أولاً الأمر الذي أكده رئيس وفد المعارضة إلى جنيف “نصرالحريري” ضمن محادثاته مع المبعوث الأممي “ديمستورا” بعد التطرق إلى موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالية.
“السلال الأربع” الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، تتناقش بشكل متوازن مع تمسك المعارضة بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان للأسد فيها.
محادثات من جنيف جديدة وجولات انطلقت بحضور أطراف الأزمة بعد التقاء المبعوث الأممي إلى سوريا “ديمستورا” مع وفدي المعارضة والنظام أضاءت الآمال مع تقدم للثوار على أرض الساحة السورية، من شأنها أن تدفع للتمسك بضرورة حكم انتقالي كامل الصلاحيات ولا مكان للأسد فيه.
على الرغم من استمرار المجازر والقصف ما من شيء سوى زيادة في الصمت العالمي والخذلان العربي، لكن مع شعب متمسك بثورة الحرية التي خرج من أجلها يخبرنا “أبو صلاح” من سكان مدينة إدلب وبكلام يعلو عليه طابع التفاؤل قائلاً “قد يتأخر الفرج قليلاً وتنحبس السعادة.. لكن حتماً سيأتي يوم التحرير الأكبر المنتظر وستعلو أصوات الحق مدوية في سماء إدلب العز”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد