تشهد محافظة إدلب والمناطق المحررة بشكل عام مؤخراً، ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد الغذائية واللحوم بشكل خاص، وذلك تزامناً مع اقتراب شهر رمضان الذي تنشط فيه الحركة الشرائية والتموينية بالنسبة للأهالي.
بحسب صفحة “أسعار الفروج وخفايا الشمال” على فيسبوك، سجّل سعر الفروج الحي من أرض المدجنة ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الجمعة، ليبلغ سعر الطن الواحد 1700 دولاراً أمريكياً، بعدما كانت أسعاره يوم أمس الخميس 1600 دولار.
ما سبب ارتفاع الأسعار ؟؟
تختلف أسعار الفروج وتكلفته بين مناطق ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب حيث سجل اليوم سعر الفروج الحي من المداجن في ريف حلب الشمالي بين مناطق الباب وجنديرس 1350 دولاراً للطنّ الواحد، بحسب الاستاذ “عصام الرجب” وهو أحد مربي الدواجن في ريف حلب الشمالي.
ويرجع الأستاذ عصام سبب ارتفاع أسعار الفروج بشكل خاص نتيجة ارتفاع أسعار مواد التكلفة خاصةً في فصل الشتاء، حيث يحتاج الفروج إلى مواد تدفئة يعتمد معظم المربين فيها على الفحم والذي يبلغ سعره 150 دولاراً للطن الواحد، وتحتاج مدجنة الفروج في فصل الشتاء إلى عشرة أطنان على أقل تقدير، عدا عن “نشارة الخشب” التي توضع في أرض المدجنة ويبلغ سعر الطن الواحد منها 135 دولاراً للطن.
ومن أسباب ارتفاع أسعار الفروج في المنطقة أيضاً بحسب الاستاذ عصام ارتفاع أسعار العلف والذي يبلغ سعر الطن الواحد منه اليوم 625 دولاراً، بعدما كان يسجل قبل أيام 500 دولار للطن، في حين تزيد أسعاره في مناطق إدلب بنسبة 50 دولاراً على أقل تقدير، حيث أدى ذلك الارتفاع إلى زيادة التكلفة بشكل كبير على مربي طيور الدجاج.
يزيد على تلك التكاليف أيضاً تكاليف أخرى مثل أجرة البناء في حال كان إيجاراً، بالإضافة لأسعار صوص الفروج وتكلفة اليد العاملة واستهلاك الكهرباء أو الطاقة الشمسية، مما يجعل معظم مربي الطيور عرضةً للخسائر الفادحة، وبحسب الرجب تبلغ تكلفة الطن الواحد من الفروج الناجح اليوم ما يقارب 1350-1400 دولاراً.
أسعار عالية ترهق المستهلكين
في جولة لمراسلنا على المحال التجارية المختصة ببيع الفروج في منطقة أطمة في ريف إدلب الشمالي كانت أسعار الفروج الحي تتراوح بين 27 و 30 ليرة تركية للكيلو الواحد، في حين بلغ سعر كيلو الفخذ والجناح 29 ليرة تركية، وسعر كيلو السفن 50 ليرة تركية، و 37 ليرة تركية لكيلو سودة الدجاج.
جعل ارتفاع تلك الأسعار مع الارتفاع المستمر في أسعار معظم المواد الغذائية، الأهالي في حيرة من أمرهم حول كيفية تأمين قوت يومهم واختيار الصنف الأنسب الذي يتلائم مع دخلهم المحدود، كون معظم سكان المنطقة من النازحين في المخيمات والعاطلين عن العمل.
يشتكي أبو علي أحد نازحي منطقة أطمة من الارتفاع المستمر في الأسعار وخاصةً أسعار لحوم الدجاج إذ يقول “بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ووصولها اليوم إلى ما يقارب 90 ليرة تركية لكيلو لحم الغنم، استغنت معظم العائلات عنه وباتت تستخدم لحوم الدجاج عوضاً عنه في الطبخ، لكن اليوم تفاجئنا بارتفاع أسعارها إذ أصبحت مقاربةً من أسعار لحوم الغنم”
حال أبو علي كالكثير من النازحين في المخيمات ممن بالكاد يؤمنون قوت يومهم ويعتمدون في غالبية دخلهم على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات، ويشتكي أنه بالكاد يؤمن قوت يوم عائلته المكونة من خمسة أفراد، وسط ضيق شديد في المعيشة مع نهاية الشتاء الذي أنهك كاهلهم.
“يبدوا أننا سنتخلى أيضاً عن أكل لحوم الدجاج، التي جعلناها خياراً بديلاً عن لحم الغنم، ولكن اليوم بات كل شيء مرتفع الثمن، فالخضروات تحلق أسعارها عالياً وبدلاً من أن نشتري بالكيلوات أصبحنا نشتريها بالنصف كيلو وأقل من ذلك”
الجدير ذكره أن المنطقة تشهد ارتفاعاً في أسعار الخضروات أيضاً فأصبح كيلو البندورة على أقل تقدير 15 ليرة تركية، عدا عن ارتفاع كافة أسعار المواد الاستهلاكية، مما يزيد من مرارة النزوح وصعوبة الشتاء على الأهالي.
تقرير خبري بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع