أورينت نت
أقر امين عام حزب الله حسن نصرالله خلال مقابلته الاخيرة أن كل من حزبه والنظام السوري يقاتلان في مناطق مختلفة وان حاجة وجودهم ضمن نقاط محددة تقتضيه طبيعة النقطة ومدى حاجتها الى جهود حزبه وجيش النظام.
انعدام الثقة بين الحزب والنظام
لا ثقة بين الحلفاء اليوم ولا من يثقون. هذا ابرز ما يمكن استخلاصه من خلال الوقائع الميدانية التي يجري التعامل معها طبقا للظروف التي باتت صعبة جدا على الطرفين خصوصا وان التنسيق بينهما ما عاد موجودا، فلكل منهما نفوذه ومناطقه العسكرية الأمر الذي يتسبب بخسارة الفريقين في العديد والعتاد بشكل فاق تصوّر الدراسات العسكرية التي كانت وضعت قبل اشهر يوم كان التنسيق العسكري في اوجّه قبل ان ينزلق الى ما هو عليه اليوم.
كل الاخبار التي تتعلق بفقدان الثقة بين قيادة حزب الله وجيش الاسد صحيحة وهي تعود لفترة طويلة كان بدأها النظام السوري بمنع دخول عناصر الحزب الى اي منطقة تسقط بأيديهما إضافة إلى منع الاعلام الحربي التابع للحزب وتلفزيون المنار من تصوير مشاهد دخول لأي بلدة او اعتقال اسرى أو اي امر اخر يتعلق بإنجاز معنوي تماما كما حصل يوم دخولهما منطقة القلمون، وذلك لأسباب عدة من بينها نسب الحزب كل الانجازات الميدانية يومها لوحداته العسكرية من دون ان يتطرق الى دور النظام ما أدى لاحقاً الى حدوث اشتباكات بينهما ظلت طي الكتمان بعد ان تم احتوائها على قاعدة لكل منهما مناطقه الخاصة يقاتل فيها.
في تلك الاثناء كانت تشتكي عناصر حزب الله من المضايقات التي تتعرض لها على يد جيش الاسد اثناء مرورهم بمناطق نفوذهم لا سيما على حواجز عدة في دمشق حيث كان يخضع عنصر الحزب الى شتّا انواع الاهانات من دون ان تتمكن قيادته معالجة الامور حتى تفاقمت ذات مرة في محيط السيدة زينب وحصل اشتباك مسلح نتج عن مقتل قائد كبير في حزب الله معروف بـ” كرّار”.
انسداد التعاون بين حزب الله وجيش الاسد في كثير من المناطق والمترافق لعجزهم عن احراز اي تقدم ميداني منذ ما يُقارب الخمسة اشهر وفي ظل استمرار حال النزف في صفوف مقاتليهم مع غياب التنسيق، حدا بالمعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين خليل القيام بزيارة سريعة الى سوريا حيث التقى بشار الاسد لاكثر من ثلاث ساعات من دون ان يُعلن عنها وقد تكتمت اوساط الحزب عنها نظرا لفشل النقاش بين الحليفين حول تثبيت أي اتفاق ميداني.
عمالة ضباط الأسد!
المعلومات المسربة من دائرة حزب الله تؤكد ان اللقاء حصل وان الاجواء بداية كانت ايجابية قبل ان يحمل خليل على ضباط كبار تابعين للاسد ويتهمهم بالعمالة لصالح تنظيمي داعش وجبهة النصرة وبتوفير ممرات امنة لهم للعبور من مناطقهم الى مناطق يسيطر عليها حزب الله عبر نقاط تابعة لجيش الاسد. وتكشف المعلومات المسربة بأن الاسد وجه رسالة تحذير الى ايران عبر خليل بأن تحميله مسؤولية فشلها المستمر في احراز اي تقدم عسكري في سوريا سيجعله يتخذ خطوة من شأنها ان تضر بالحلف كله وان بإمكانه اليوم قبل الغد عقد اتفاقات مع جهات دولية تتيح له التحكم بجزء كبير من سوريا.
قيادة حزب الله في بيروت تبلغت بدورها رسالة الاسد ووصلت الى استنتاج يؤكد صوابية الخطوة التي كانت اتخذتها لجهة عدم التواجد مع جيش الاسد ضمن نقاط محددة ما عدا بعض المناطق الصغيرة التي تتطلب التواجد فيها لكن ضمن مسافات معينة لكنها بالمقابل احتفظت بصمت مطبق حيال فحوى النقاش الذي جرى بين رجلها وبين بشار الاسد داعية الايراني للعمل على تذليل العقبات والا ستنعكس هذه العلاقة على عمل الحزب في سوريا وعلى تواجده في مناطق هامة واستراتيجية يُصعب على نظام الاسد التواجد بها او حتى الحفاظ عليها.