أكثر من خمسة أشهر وموظفو قطاع التربية في محافظة دير الزور، لم يقبضوا مستحقاتهم طوال تلك الفترة، فقد ناشد المعلمون -أكثر من مرة- النظام السوري عبر جريدة ” البعث” لعل صوتهم يصل.. لكن دون أمل حتى الأن، ” حصار وغلاء في الأسعار ونقص في سبل الحياة.. ولسان حال معلمي دير الزور جميعا “لم يبقَ لنا سوى التسول في الشوارع.. أنا مدرس من ريف دير الزور وما قبضت من أربعة شهور كيف بدي أروح ع محافظة تانية حتى اقبض وما في معي ولا ليرة … وين الحكومة ؟! لازم تلاقيلنا حل !”
يعاني أكثر من 3000 معلم في دير الزور من صعوبات كثيرة لاستلام رواتبهم؛ فقد أجبر النظام مَن هم تحت سيطرة تنظيم الدولة على السفر إلى أقرب نقطة للنظام لاستلام رواتبهم، حيث تقع أغلب المحافظة تحت سيطرة التنظيم ما عدا منطقتي ” الجورة والقصور ” فهما تحت سيطرة النظام.. وقد تم تحديد مراكز عملهم لجميع الموظفين في مديرية “تربية الحسكة”، فيما نفى مصدر من مديرية التربية بالحسكة، أن تكون عرقلة تسليم الرواتب من قبل مديرية التربية في الحسكة، متهما مدير التربية بدير الزور بإعاقة العمل في هذا المجال عبر” عدم التوقيع على الجداول من قبل محافظ دير الزور “محمد قدور العينية” ومحاسب الإدارة في تربية دير الزور.
” من الغريب – كما يعلق فيصل- كيف أن النظام لم يراع الظروف التي يعيشها الموظف والتي لا يد له فيها، ومن بينها قضية الحصار وعدم قدرته على السفر إلى محافظة كالحسكة، كما أن النظام فرض في الفترة الأخيرة أن يكون القبض بشكل شخصي، بعد أن كان يسمح بتوكيل شخص ليقبض عن زميلة”.
يؤكد الموظفون أن قوات النظام تقوم بمضايقة الذين يسافرون للمحافظات القريبة لاستلام رواتبهم، كما أن الأمر لا يتوقف عند مضايقة الحواجز وإنما أيضا يعاني من الازدحام الشديد عند استلام الراتب، هذا عدا عن المحسوبيات إذ غالبا ما يقتطع معتمد الرواتب مبلغا من راتب الموظفين بحجة تقبيضهم قبل غيرهم.
ما بين غلاء وحصار أجبر كثيرا من الموظفين إلى ترك وظائفهم والالتحاق بتنظيم الدولة، فالتنظيم استطاع تأمين وظائف لكثير منهم برواتب مقبولة في ظل الظروف الحالية، الموطن في ظل الظروف ذاتها يقتصر همّه الوحيد على تأمين لقمة الخبز له ولعائلته، بينما يقتصر هم النظام مسخراَ كل إمكاناته لتدمير الشعب السوري دون الاكتراث بالموطن فكيف يمكن أن نجده مهتما لحالته الاقتصادية.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي