من المعلوم، تماماً، أن آل مخلوف، قرية بستان الباشا في ريف جبلة، أنسباء آل البهرزي (الأسد سابقاً) كانوا تاريخياً من القوميين السوريين، ومن مؤيدي فكرة الأمة السورية الواحدة، ولذلك كان المدعو رامي مخلوف، أكبر لصوص العصر وناهبي المال العام بتاريخ سوريا الحديث، قد ورث واعتنق هذه الإيديولوجية، مثل عمته «أنيسة».
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
وكان من أكبر داعمي الحزب القومي السوري، بالمال، وأسس لذلك جريدة «الوطن» وكان يقصد بالعنوان «الوطن السوري» واعتبار سوريا «وطنا» وليس قطراً فيه الكثير من الخروج والتحدي لأدبيات حزب البعث البهرزي الاشتراكي الذي يحكم البهارزة سوريا به بقبضة من حديد إيديولوجي منذ العام 1970، على يد مؤسس المملكة البهرزية الديكتاتور الجنرال حافظ البهرزي الأول. وفي ذروة التزاوج المالي وشهر العسل بين بشار البهرزي ورامي مخلوف سمح بشار البهرزي لهذا الحزب بالعمل العلني وفتح له فروعاً في كافة المحافظات السورية ومكاتب كانت تسمى بـ«المنفذية» كانت تعمل علناً وجهاراً نهاراً في سابقة غير معهودة بالمملكة البهرزية المشهورة بالإقصاء والعنف والاستبداد السياسي ورفض أي شكل من المشاركة السياسية. كما كان لهذا الحزب نواب في البرلمان أو ما يعرف رسمياً باسم مجلس الشعب (مجلس الدمى البهرزي للتطبيل والتزمير والتصفيق للقائد الضرورة البهرزي) وكان رامي مخلوف يدعم ترشحهم وصولهم للبرلمان مع كل دورة انتخابية، وكان يطلق عليهم بالبرلمان اسم «جماعة رامي».
لكن رياح بني مخلوف لم تجرِ كما اشتهت لها سفن آل البهرزي، فحين طالب بشار البهرزي رامي مخلوف بمبالغ كبيرة لسداد فواتير حربه على الشعب السوري الأعزل وعجز، حينئذ، رامي عن الوصول للأموال إذ قام رامي الحرامي بالتكويش على كامل ثروة «وشقا عمر» النهب واللصوصية (كما وصفه في إحدى مرثياته وعظاته الفيسبوكية) وهرّبه خارج سوريا، إلى دبي، وموسكو، والجزر العذراء، وبنما، وأودع قسماً منها في بنوك بيروت حيث تم شفطها واختفت بقدرة قادر من بنوك رياض سلامة واتحاد المصارف اللبنانية، بالتعاون مع حزب اللات الخشخاشي، ومن هنا كانت بداية التشابك والتصارع والتعارك بين الرجلين، واندلع الخلاف مذاك وبقية الرواية معروفة للجميع…
وإثر هذا التنازع بين الرجلين، بدأت سلسلة من الإجراءات ضد رامي، فناهيكم عن الإجراءات المالية وكف يد الرجل و«تشليحه» جل ما يملك ومصاردته، كانت هناك بالتوازي سلسلة إجراءات على الصعيد الإيديولوجي والمعنوي إذ أصدرت محكمة الاستئناف المدنية في دمشق التابعة للنظام البهرزي في أكتوبر- تشرين أول من العام 2019 قراراً بحل الحزب القومي السوري الاجتماعي وإغلاق جميع مكاتبة ومطاردة أعضائه وتصفية بعضهم واعتقالهم والتضييق عليهم بالشكل والنسق المخابراتي الأمني السوري الجائر الفاشي الإجرامي المعروف.
ومع الإقرار والمعرفة المسبقة بحجم الغل والحقد التاريخي الذي يكنـّه بشار البهرزي، وأبوه من قبله، لكل ما هو سوري بسبب أصوله الكردية الكاكائية، غير أن ذروة الانتقام الإيديولوجي لبشار البهرزي جاءت في تحشيد و«لم» وجمع «وعاظ السلطان» البهرزي وشيوخه الأفاضل، برئاسة وزير أوقافة الشهير «غير السوري» محمد عبد الستار السيد، وذلك في مسجد العثمان بدمشق في السابع من كانون الأول-ديسمبر الماضي ليقوم بواحدة من أشنع حملات ووصلات الردح والقدح والذم الوقح والبذيء اللاذع ضد «الأمة السورية» جمعاء،ـ وواحدة من أهم وأكبر المكونات السورية وهم «سيريان سوريا» الذين وقفوا معه قلباً وقالباً إبان سنوات الأزمة والحرب، مستعدياً هذا المكون بكافة مستوياته، ومسفهاً لهذه الإيديولوجية والفكر الذي يؤمن، ويعتز، به كثير من أبناء سوريا وجوارها، نافياً لوجود أي إرث سوري وسيرياني لسوريا قبل الفتوحات العربية والإسلام، مؤكداً عروبة سوريا قبل الإسلام بكثير مدركاً لما يمثله هذا الطرح، بالنسبة للقوميين السوريين، وعلى رأسهم بني مخلوف، من جروح وأذى معنوي وطعن بصميم إيديولوجيتهم القائمة على تعظيم وتمجيد سوريا، ناكراً، في الوقت نفسه، أي وجود لشيء اسمه «سوريا» وسيرياني، وكله نكاية وتشفياً وندية وشماتة وانتقاماً من رامي مخلوف ومعتقداته واتجاهه السياسي، إضافة لجملة من «التخبيصات» والخلط والهراء «الفقهي» الذي كان يسوقه بكل غباء وبشكل مضحك وسخيف ما أثار ثورة عارمة من الغضب والاستنكار والنقد حتى بين من يعتبرون من مؤيديه، فهل رأيتم رئيساً يقوم بتسفيه واحتقار وقدح وذم وسب شعبه على الملأ بهذا الشكل الوقح الفج القبيح؟
هذا هو أنموذج لما يقال عنه «رئيس» دولة مفترض، تجاوز كل الخطوط الحمر و«سلخ» جلدة وجهه، كما يقال، وقام بتوظيف مؤسسات ورجال ما كانت يوماً ما دولة ووقت عام و«دين» وعقيدة شعوب بأكملها، من أجل خصومة وتوظيف حقد ونزاع شخصي ومالي لينقض على خصم له، في جلسة ردح سياسي غير مسبوقة، تحول، على إثرها، لمجرد «ضرة» وامرأة ثرثارة مهذرة كـ»أم شاكر» في إحدى «صبحيات» القهوة تشتم وتسب وتلعن وتتشفى وتشمت بغريمتها وتسبغ عليها أقذع الأوصاف، ولنكتشف يومها أننا لم نكن سوى أمام «أم شاكر» المعروفة للعموم باسم بشار البهرزي.
فيصل القاسم
نقلا عن القدس العربي