عندما لوحت تركيا باقتحام عفرين بالاشتراك مع الجيش الحر اعتبر الكثير بأن العملية ربما ستكون محدودة ولكن النتيجة جاءت بعد شهرين و إعلان إتمام السيطرة على كافة المنطقة من قبل الجيش الحر فيما انسحبت قوات سوريا الديمقراطية من كامل المنطقة بعد معارك عنيفة مع الجيش الحر مطلع العام الحالي .
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رتب حساباته مع الأمريكان مرة أخرى و ألمح عن نية قواته بالإشتراك مع الجيش الحر عن بدء معركة على منبج وستستمر حتى الحدود العراقي انطلاقا من شرق الفرات .
لكن قوات سوريا الديمقراطية لم تعلن استسلامها فهي تملك بطاقة رابحة فهي الوحيدة التي تحارب تنظيم الدولة شرق الفرات والذي يبدو أن إنهاء وجود التنظيم غاية في الصعوبة وستبدأ قوات سوريا الديمقراطية بالضغط على الأمريكان في حال بدأت تركيا بشن معركة ضد قوات سوريا الديمقراطية وستهدد واشنطن بترك القرى والبلدات مفتوحة أمام سير عناصر التنظيم لعل واشنطن تمنع أي تحرك تركي ضدها .
لكن في الحقيقة أنه في حال بدأت تركيا مع الجيش الحر بمعركة ضد قوات سوريا الديمقراطية ستضطر الأخيرة بترك مواقعها شرق دير الزور تلقائيا وليس عنوة وسيتقدم التنظيم عشرات الكيلو مترات أو أكثر وتحيا معارك كانت قد ماتت منذ أشهر .
إن سوريا الديمقراطية لا تملك عناصر كافية كي تغطي المساحات في الرقة ودير الزور والحسكة وخاصة إذا تخلت العشائر العربية عنها وستكون عندها بداية نهاية سوريا الديمقراطية هذا من جهة .
أما من الجهة الثانية فإن الدعم الأمريكي يصب على مدى ثلاث سنوات على القوات في سبيل إنهاء سيطرة التنظيم في سوريا على غرار دعم العراقيين لإنهاء سيطرة التنظيم في الموصل ويرى البعض أن أمريكا ربما تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية لكن ليس بشكل كلي فهي لديها قواعد في المنطقة ولن يجرؤ الأتراك على التوسع أكثر إلا أن منبج والرقة أقرب لسيطرة الجيش الحر من بقائها تحت سيطرة سوريا الديمقراطية وذلك لأن الحاضنة الشعبية لها في الرقة تعتبر هشة جدا بالمقارنة مع الحاضنة في عفرين.
استعانت قوات سوريا الديمقراطية بالنظام أثناء تقدم الجيش الحر والأتراك في عفرين إلا أن النظام لم يحرك ساكنا وهو يعلم بأن مواجهة تركيا ليست بالأمر السهل وربما تلجأ قوات سوريا الديمقراطية مرة جديدة لدعوة النظام لاستلام المناطق قبل أن تسيطر عليها تركيا وخاصة في ظل المفاوضات التي جرت بين الطرفين.
فهل ستكون معركة تزيل قوات سوريا الديمقراطية من سوريا أم أنها ستكون محدودة في الرقة وشرق حلب، أم أنها ستكون فقاعات سياسية وتصريحات فقط أم أن الشعب هناك ستكون له كلمة أخرى .
المركز الصحفي السوري