تكتسب معركة الاستيلاء على مدينة حلب أهمية قصوى لكل الأطراف السورية المتحاربة والقوى الإقليمية والدولية المتصارعة، فتداعيات هذه المعركة لن تقف عند تحديد دفة الصراع ووجهته بين القوى المعارضة والنظام السوري فحسب، بل ستتجاوز ذلك إلى التأثير الفعلي والمباشر على العديد من المعادلات الإقليمية الحساسة في المنطقة.
لا تستمد حلب أهميتها من الأهمية الاستراتيجية للمعارك الدائرة حولها فحسب، بل إن المدينة تحمل أهمية رمزية كبيرة أيضا، فهي ثاني أكبر المدن السورية، وقد كانت أكبر المراكز الاقتصادية في البلاد قبل أن يتم تدميرها بفعل الحرب. وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد، وقد الموقع المفضل للعديد من البعثات الدبلوماسية لفترة طويلة من الزمن.
على الرغم من أن المدينة قد تحولت بفعل القصف السوري منذ عام 2011 ثم القصف الروسي مؤخرا إلى ما يشبه كومة من الأنقاض، إلا أنها تمثل ركنا هاما من الاستراتيجية الروسية في سوريا، من ناحية فإن حلب تمثل أهم المراكز الحضرية في البلاد بعد العاصمة دمشق ما يجعل السيطرة عليها من الأهمية بالنسبة للنظام الذي يرغب في أن يحكم سيطرته على مدن البلاد إضافة إلى تأمين دولة روسية مصغرة يسيطر عليها الأسد في سوريا يمكن أن تكون معقلا للهجمات التي تهدف إلى السيطرة على باقي البلاد.
من ناحية أخرى، فإن تحقيق الانتصار في حلب سوى يقوي الموقف الداخلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخل بلاده، في ظل الأزمة الاقتصادية وتراجع العملة المحلية، والتشكيك في جدوى الاستثمار في الحملة الروسية في سوريا.
من الواضح أيضا أن المعارضة تفطن بشكل جيد إلى حجم الخطر الذي يمكن أن تمثله الهزيمة في حلب لذا فقد سارعوا إلى إصدار بيانات يدعو المعارضة إلى نجدة حلب بالمقاتلين خاصة في ظل خوض الحرب على جبهتين ضد النظام، وضد تنظيم الدولة.
من ناحية، فإن حلب هي أحد معقلين كبيرين للمعارضة على الحدود الشمالية مع تركيا، والمعقل الآخر هو إدلب.
المركز الصحفي السوري_وكالات