المركز الصحفي السوري
عاصم الصالح
يكثر الحديث في الأيام الآونة الأخيرة عن معركة السيطرة على مدينة إدلب، و التي إن تمت تكون المعارضة المسلحة ممثلة بجبهة النصرة حركة أحرار الشام و غيرها من الفصائل قد سيطرت على أكثر من 80 بالمئة من مساحة المحافظة التي كانت من أوائل المحافظات السورية التي قامت ضد حكم آل الأسد.
يتميز الموقع الجغرافي لمحافظة إدلب بأنها تتوسط ثلاث محافظات هي حلب و اللاذقية و حماة، بالإضافة إلى أنها تحوي مثلث الرعب خان شيخون، معرة النعمان، سراقب، والذي يقع على الأوتوستراد الدولي حلب-دمشق، والذي سيطرت عليه المعارضة، كما أنها تعتبر نقطة الانطلاق للتحرك باتجاه مدينة حماة التي يسيطر عليها النظام ويقع فيها مطار حماة العسكري الذي يعتبر أكبر القواعد العسكرية الجوية الذي تنطلق منها طائرات النظام لقصف المناطق الخارجة عن سيطرته.
تعتبر مدينة إدلب المركز الأقوى للنظام في المحافظة، حيث يوجد فيها المراكز الأمنية و الدوائر الحكومية بالإضافة إلى حواجز الشبيحة المتوزعة في كافة أنحاء المدينة و على المداخل الرئيسية و الفرعية للمدينة التي تعتبر عقدة الوصل بين الريف الشمالي لإدلب و بين باقي مناطق المحافظة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وسيطرة المعارضة عليها يفتح الطريق إلى مدينتي أريحا و جسر الشغور، بالإضافة إلى إتمام حصار قريتي الفوعة و كفريا الشيعيتين اللتان تعتبران الخزان البشري لميليشيات الشبيحة و الدفاع الوطني التابعة للنظام، هذا عدا عن محاولة السيطرة على معسكر المسطومة الذي يعتبر القاعدة العسكرية الخلفية للنظام في المدينة.
معسكر المسطومة كان قبل الثورة معسكراً لطلائع البعث قبل أن يحوله النظام إلى ثكنة عسكرية كبيرة لحماية المدينة، تتمركز قوات النظام في تلة المسطومة بالإضافة إلى حواجز رئيسية هي حاجز المدخل الغربي لمدينة إدلب، وحاجز غسان عبود وحاجز آخر على طريق أريحا، وبالتالي فإن السيطرة على هذا المعسكر يقطع خطوط إمداد النظام بشكل كامل عن مدينة أريحا من الجهة الشمالية، وإطباق الحصار على قوات النظام هناك، ولا يوجد رقم دقيق لعدد جنود النظام و ألياته العسكرية المتواجدة في المعسكر.
تعتبر مدينة إدلب مركزاً حيوياً هاماً للنظام، وتبعد إدلب نحو 60 كيلومترا من مدينة حلب و132 كيلومترا من اللاذقية، وتحتل المرتبة الثامنة من حيث المساحة، والخامسة من حيث عدد السكان، يبلغ عدد سكان مدينة إدلب 165 ألفاً حسب إحصائية عام 2010 .
ذكرت صحيفة ” العربي الجديد” معلومات عن خطة الهجوم ، وذلك من أحد قياديي جبهة النصرة، وأشار مصدر “جبهة النصرة” إلى “تقسيم محاور القتال بين الجبهات إذ تتولى جبهة النصرة محاور غرب المدينة وبروما في الشمال الغربي، فيما تتولى حركة أحرار الشام المحاور شرق المدينة من طرف مدينة بنش، وتتولى صقور الشام محاور الجبهة الجنوبية”.
قامت مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة بالتسلل إلى مدينة إدلب في 27 من أكتوبر العام الماضي، وتمكنت من الدخول إلى قصر المحافظ و مبنى قيادة الشرطة بمساعدة بعض المنشقين، نتج عن العملية مقتل العديد من قوات النظام نتيجة الهجوم، واعتبر ذلك الهجوم نوعياً كونه يتم للمرة الأولى داخل مدينة إدلب.
و فيما لو تمكنت فصائل المعارضة السورية و في مقدمتها جبهة النصرة و حركة أحرار الشام من السيطرة على المدينة، تكون مدينة إدلب هي مركزالمحافظة الثاني في سوريا الذي يتم السيطرة عليه بشكل كامل بعد مركز محافظة الرقة الذي سقط بيد تنظيم الدولة الإسلامية في 4 من مارس /آذار عام 2013 ، وتكون فصائل المعارضة قد حققت نصراً استراتيجياً كبيراً في الشمال السوري.
المركز الصحفي السوري – عاصم الصالح