عبّرت معتقلة سابقة في سجون نظام الأسد عن مشاعر يأس ومرارة تعيشها بعد عام على إطلاق سراحها.
وسردت المعتقلة السابقة التي اختارت اسم “وبشر الصابرين” في منشور على صفحتها في “فيسبوك” جوانب من ذكريات الإفراج عنها مع 7 نساء أخريات من بينهن شقيقتها -كما قالت- حيث تم نقلهن من سجن عدرا بسيارة خاصة لعميد في الدفاع الوطني بدمشق.
وأضافت: “ودعت سجن عدرا بآخر النظرات وبصور من شريط الذكريات المريرة الذي امتد لسنتين ونصف مرت –كما تقول- وكأنها ثوان منذ أن تعرضت لكمين من أحد حواجز النظام، مروراً باستقبال الشبيحة لها في فرع المنطقة بكفر سوسة، ووجوه المعتقلين والزنزانات وأصوات التعذيب ورائحة الموت التي كانت تملأ الأجواء”.
وتتابع في لقاء مع “زمان الوصل”: “لا زالت أذكر عتمة الفرع 291 والتحقيق الرباعي بالفرع 215 وفرع الشرطة العسكرية والقاضي العسكري المتجهم الذي وصفها –كما تقول بالإرهابية- رغم كل مظاهر الانكسار والضعف البادية على محياها آنذاك ليتم تحويلها إلى محكمة الإرهاب التي تم تشكيلها -كما تقول- من مجرمي القضاء السوري والإرهابيين الحقيقيين”، وصولاً إلى قبوعها في سجن عدرا للنساء وإطلاق سراحها بعد عام ونصف لتظل بعد ذلك ملاحقة من فرع فلسطين.
ووصفت المعتقلة الشابة كيف سيطرت عليها مشاعر الخوف والضياع لأسابيع بعد خروجها من المعتقل قائلة:”لم أكن أجرؤ على الإتيان بأي حركة وبقدرة قادر استطعت الوصول إلى تركيا”.
وتضيف لــ”زمان الوصل”: “هناك شعرت للوهلة الأولى أنني بطلة أو “قوة عظيمة من دمشق” ولكنها كما أفصحت لـ”زمان الوصل” اكتشفت أنها على خطأ وأن الحرية التي كانت تشعر بها داخل المعتقل كانت أكبر وأعمق من حرية الخارج”.
وتشرح محدثتنا هذه المفارقة قائلة: “كانت الحرية أول عدو لي خارج المعتقل” وتوضح: “لاشك أن مرحلة السجن كانت قاسية وظالمة جداً ولكنني كنت ممتلئة بمشاعر القدرة على المقاومة والتحدي والتطلع لفضاء الحرية وعندما خرجت لم أشعر إلا بالأسى والخذلان”.
وتتابع محدثتنا بنبرة مؤثرة: “كل ما حصلت عليه على المستوى المعنوي هو أنني تحولت لمادة إعلامية وعرضة لأسئلة وفضول الناس”.
وأردفت المعتقلة السابقة: “كنت أعرف أكثر من 200 منظمة حقوقية وإنسانية وشخصيات معروفة كانت تتكسب من أسماء المعتقلين وأوضاعهم، ولكنني لم أرَ أحداً منهم إلا بالصور وفلاشات الكاميرات والتطبيل والتزمير لا أكثر.
وكشفت محدثتنا أن “هناك العديد من المعتقلات السابقات كانت لديهن أفكار مبدعة وهامة ولكنهن قوبلن بالتهميش والإهمال من قبل الجهات التي تدّعي تمثيل الثورة”.
ولدى سؤالها عن معتقلات شاركنها الزنزانة ولا زلن داخل معتقلات الأسد أكدت المعتقلة السابقة أن هؤلاء المعتقلات كثر تعدادهن بالمئات وأغلبهن -كما تقول- تم الحكم عليهن لأكثر من 6 سنوات وغرامات مالية بالملايين”.
ودعت محدثتنا المنظمات والجهات الحقوقية والإنسانية إلى محاولة الكشف عن مصيرهن، خصوصاً أن الكثير منهن شبه مفقودات ولا يُعرف أماكن اعتقالهن أو ظروف الاعتقال”.
واستدركت:”الأمور الآن تغيرت عما كان عليه الأمر فترة اعتقالي وأصبح هناك مجال للتحرك دولياً بهذا الاتجاه” مشيرة إلى “الأمر لا يتوقف عند حملة “أنقذوا البقية”.
واستعرضت محدثتنا في ذاكرتها صور العديد من المعتقلات اللواتي عاشت معهن تجربة قاسية ومريرة ومنهن كما تقول “غ. ع” وهي مسنة كانت تعاني من خلل دماغي ولم يكن من أحد يهتم بها لا داخل المعتقل ولا خارجه، وهناك “ليلى عنقا” و”نايفة خضور” و”رهف أنس العجك” المعتقلة عام 2014 وهي مواليد دمشق (ركن الدين) 1985 وحكم عليها قاضي محكمة جنايات الإرهاب-كما تقول- بالسجن لمدة 6 سنوات وبغرامة قدرها 4 ملايين ليرة سورية و”وولاء العاقل” التي حضرت محدثتنا محاكمتها وتصفها بـ”أجمل المعتقلات” و”رحاب علاوي” التي تم تصفيتها داخل الفرع 215 وكانت من أجمل أيقونات الثورة.
وختمت محدثتنا برسالة عفوية لرفيقاتها اللواتي لا زلن معتقلات: “الله يفرج عنكون يا أغلى رفقات طولتو الغيبة بس والله باب السجن ما بيتسكر على حدا والظلم مابيدوم”.
اقتلع الأمن أظفارها فلاحقت لعنة الالتهابات أطرافها..”فرح” رحلة عذاب من الشام إلى اسطنبول
“أم عمر” بعد 7 أشهر في المخابرات الجوية: كنت رقما بلا اسم وبقيت 40 يوماً معصوبة العينين
المصدر: زمان الوصل