تسببت الحرب في سوريا بازدباد عدد الضحايا، لكن الأطفال هم الضحايا الحقيقيون، وقصص معاناتهم هي الأشد إيلاما, وتأثير الحرب عليهم هي الأقسى، والمفجع أن كل أطفال سوريا تقريبا امتدت إليهم آثار الحرب وسيعانون منها لسنوات طويلة مقبلة حتى بعد أن يتوقف القتال والرصاص وتسكن المدافع.
كما أن هناك تقارير وصور وشهادات من داخل سوريا ومن مخيمات النازحين واللاجئين تنقل قصصا مروعه عن معاناة أطفال اغتيلت براءتهم وتهدمت مدارسهم وحرموا من التعلم بعد أن وجدوا أنفسهم في مقدمة ضحايا حرب لا صوت لهم فيها.
فوفقا للتقارير الأممية:” دمرت الحرب خمس مدارس سورية، أو أدت إلى توقفها عن التعليم بعد نزوح المعلمين، أو أنها تحولت إلى ملاجئ للهاربين من مناطق القتال”.
كما وثقت هيومن رايتس ووتش أعمالا قتالية وانتهاكات أخرى بحق الأطفال من قبل القوات الحكومية السورية والشبيحة، ومن بين الانتهاكات التي وضعها الشهود :عمليات بتر أعضاء للطفل وهو على قيد الحياه في الحولة ومضايا الشام ، كما قتل أطفال بنيران القناصة في مناطق سكنيه، وتعرض بعضهم لإصابات جسيمة وهم مختبئون في بيوتهم.
أحمد جندي انشق عن جيش النظام يقول: “انشقيت عن النظام بسبب الأوامر التي وجهت إلينا بمهاجمة كل الأطفال والنساء والشيوخ بغض النظر عن أعمارهم”.
وقالت منظمة خيرية تعنى بحالة الأطفال النفسية:”إن الأطفال السوريين من أكثر ضحايا الصراع في بلدهم مع تعرضهم لإطلاق النار والتعذيب والاغتصاب على مدى خمس سنوات من الاضطرابات والعنف”.
كما قامت قوات الأمن باعتقال الأطفال من المدارس، لأغراض عسكرية وشملت ذلك استخدام المدارس كمراكز احتجاز ونقاط تمركز للقناصة وقواعد عسكرية وثكنات للجنود .
كما أفادنا شاهد عيان في مدينة حماه: ” يجري مداهمة المدارس بشكل دائم والقبض على بعض… الأطفال بحجة أنهم يرددون شعارات لإسقاط النظام.
وأضاف: “لقد تم نصب أسلحة وبنادق على أسطح المدارس فيما يدرس الطلاب في فصولهم ليعم الخوف والفزع في نفوسهم “.
هذا ما يعاني منه أطفال سوريا، فالحروب دائما تخلف جيلا ضائعا من الأطفال وتترك أثرا على نفوسهم سواء على الصعيد النفسي أو على صعيد التعليم والرعاية والصحه، هؤلاء الأطفال الذين يعانون الرعب والخوف تحت القصف، حرموا من الحياة الطبيعية ومن التعليم وسيعانون من ظروف حياة صعبه في السنوات المقبلة.
فبعد أن كانت المدارس لتعليم الأطفال أصبجت الآن سجنا لهم.
المركز الصحفي السوري ـ إبراهيم الحاج أحمد