تناول المؤلف الإسرائيلي عاموس غلبوع، وهو عقيد احتياط سابق كان يترأس “وحدة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية” (أمان)، في مقال له، العلاقات المعقدة بين تركيا وأمريكا بما يخص الشأن السوري، وعلاقتهما مع الأكراد.
ومن خلال قراءته للدخول التركي الأخير في الأراضي السوريا، ومشاركته عسكريا في حلب، توصل غلبوع إلى أن الأمريكيين استسلاموا لـ”الإنذار التركي” (إما نحن أو الأكراد)، موجهين بذلك صفعة مدوية لحلفائهم الأكراد وبشكل فظ، موضحا أنه لم يكن أمامهم مفر.
وأضاف أنه “في منطقتنا، ستعدّ هذه خيانة أخرى من الأمريكيين لحلفائهم، ودليلا آخر على أنه لا يمكن الاعتماد على الإدارة الأمريكية”، مضيفا أن ما حصل تجسيد حي لخيانة فظة لحليف، علما بأن 2.5 مليون كردي في سوريا، نجحوا في السنوات الأخيرة في أن يثبتوا لأنفسهم حكما ذاتيا في شمال شرق سوريا على طول الحدود التركية.
وتحت عنوان “لا أحدا يُعتمد عليه”، رأى غلبوع في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن حربا جديدة تحصل الآن في سوريا بين الأتراك والأكراد.
ولفت إلى أن ما يحصل الآن يأتي على الرغم من أن الأكراد يتلقون مساعدة عسكرية واسعة بالسلاح، بالتدريب والتخطيط والمال من الولايات المتحدة، التي رأت في الأكراد القوة العسكرية الناجعة التي ستقوم نيابة عنها بالعمل القذر، وستسيطر على الرقة، عاصمة داعش، وهكذا فإنها تحقق هدفا أمريكيا من الدرجة الأولى، وفق قوله.
ولكن الرقة ليست من الأرضي الإقليمية التي يعتبرها الأكراد ملكهم، فالهدف الكردي كان قد خلق تواصلا إقليميا على طول الحدود التركية-السورية حتى طرفها الغربي والارتباط هناك بجيب كردي.
وكان الهدف الأول للأكراد هو بلدة منبج، غربي نهر الفرات، النقطة الاستراتيجية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وبالنسبة للأتراك، فقد كان احتلال منبج خطا أحمر. فالمصلحة التركية العليا هي منع تواصل حكم ذاتي كردي على طول الحدود معهم من غربي الفرات.
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فقد كان القرار التركي في المرحلة الأولى هو تصفية القوات الكردية المتواجدة غربي الفرات، وفي المرحلة الثانية، في أغلب الظن، خلق حزام أمني تركي في داخل سوريا على طول الحدود التركية.
وأشار إلى أن إدارة أوباما في هذه اللحظة وقفت بالشكل الأكثر حزما وعلنا إلى جانب حليفها التركي ضد حليفها الكردي. وطرحت أنذارا على الأكراد كي يسحبوا فورا كل قواتهم إلى شرق نهر الفرات. أي ترك منبج، حيث سفك الأكراد دمهم بتشجيع من الولايات المتحدة ومساعدتها.
وتوصل غلبوع إلى نقاط عدة، أولها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الذي يملي الآن سير الأحداث في شمال سوريا، وعمليا فإنه سيطرح إنذارا على أوباما: إما أنا أو الأكراد.
النقطة الثانية، هي أن الأمريكيين استسلموا بسهولة للإنذار التركي. ربما لم يكن لهم مفر، ولكنهم فعلوا ذلك بشكل فظ، بصفعة مدوية لحلفائهم الأكراد.
والنقطة الأخيرة هي أنه “إذا كان للأمريكيين تطلع في أن يكون الأكراد هم الذين سيحتلون عنهم الرقة وينزعون سيطرة داعش عنها، فإن لهذا التطلع الآن أملا متدنيا للغاية”.
وختم بالقول: “الأتراك لن يحتلوا الرقة عن الأمريكان”.
عربي 21