اتسع نطاق المعارك على حدود إيران الغربية بين قوات الحرس الثوري والأحزاب الكردية المعارضة، بعدما وصلت إلى مهاباد العاصمة القومية للأكراد، وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عن تجدد الاشتباكات بين مقاتليه والحرس الثوري الإيراني في مناطق متفرقة من مدينتي مريوان ومهاباد في شمال غرب إيران. في حين كثف نظام الملالي من قصفه للمدن والبلدات الكردية بالمدفعية الثقيلة، وواصل عمليات اعتقال المدنيين وهدم القرى.
خسائر الحرس الثوري
وبحسب شهود عيان من سكان تلك المناطق، فإن الحرس الثوري تكبد خلال معارك اليومين الماضيين خسائر كبيرة في العدد والعدة، حيث أن سيارات الإسعاف باشرت بنقل قتلى الحرس الثوري إلى مستشفيات المدينة.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني كاوه بهرامي، للشرق الأوسط إن الحرس الثوري حول جميع مناطق كردستان إيران ومدنها إلى مناطق عسكرية وكثف من وجود قواته وأسلحته الثقيلة، فيما نقل المئات من عناصره من المدن الإيرانية الأخرى إلى كردستان إيران، وأضاف: “بحسب مصادرنا، فإن الحرس الثوري وبعد أن ترك مقاتلونا منطقة الاشتباكات، بدأ فورا حملة واسعة لاعتقال المدنيين وتعذيب الأهالي، وحرق حقول وبساتين الفلاحين ومنازلهم”. مضيفاً أن النظام الإيراني أنشأ قواعد عسكرية في مناطق كوسالان الجبلية وفي مدينة سردشت وكل المناطق الاستراتيجية الأخرى، طهران تحاول باستمرار جعل هذه المناطق مناطق عسكرية بحتة.
وتأتي هذه التطورات بعد نحو أربعة أيام من وقوع اشتباكات عنيفة بين حزب “بيجاك” الكردي وميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في منطقة سردشت في المثلث الحدودي بين إيران وتركيا والعراق. وتكبدت ميليشيا الحرس الثوري خلال السنوات الأخيرة خسائر كبيرة في صفوفها خلال معارك مع حزب “بيجاك” الكردي الأبرز حضوراً بين مجموعات المسلحة الكردية المعارضة للنظام الإيراني.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني-إيران، قد أوقف الأعمال القتالية عام 1993 ليجنب إقليم كوردستان الذي كان في طور النمو، الخطر الإيراني، وانسحب من كوردستان إيران وجبال قنديل إلى قواعده في إقليم كوردستان.
واستمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران، وقوى كوردستانية أخرى بالقتال ضد إيران بعد إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979، وتوقف في منتصف عام 1993. وفي منتصف عام 2015، أعلن الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران، أنه سيستأنف الكفاح المسلح مجدداً، في حين قال سكرتير الحزب، مصطفى نجري، في نوروز 2016، إنهم سيوصلون بين نضال الجبال والمدن.
استئناف المعارك
من جهة أخرى قال الصحفي “بهروز كرمانشاه” إن استئناف الحرب ضد إيران بات ضرورة لأن “الوضع في كردستان الإيرانية أصبح لا يطاق، خاصة مع عمليات الإعدام التعسفية ضد الأكراد” حيث يقوم النظام الإيراني بحملات اعتقال ومضايقات ضد الأكراد بشكل مستمر، وعبر “كرمنشاه” عن مخاوف الأكراد الإيرانيين من تدخل ميليشيا “حزب العمال الكردستاني PKK” المتحالفة مع إيران والتي تلقى دعماً كبيراً من طهران، وإعاقتها للعمليات العسكرية ضد قوات النظام الإيراني.
أكراد إيران
وكان الأكراد خرجوا في مظاهرات واسعة في شهر أيار من العام الماضي 2015 عمت مختلف أماكن تواجدهم وذلك بعد انتحار عاملة تنظيف كردية “25 سنة” برمي نفسها من نافذة بالطابق الرابع هرباً من محاولة عناصر أمن إيرانيين اغتصابها، وسقط في تلك الاحتجاجات التي قمعها النظام الإيراني بعنف أكثر من 70 بين قتيل وجريح.
واستنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن ما يقارب 7% من مجموع سكان إيران البالغ عددهم 68،688،433 هم من الأكراد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة، بينما يقول الأكراد أن النسبة أعلى من ذلك.
ويذكر أن الأكراد تمكنوا من الحصول على دولة للمرة الأولى في التاريخ الحديث في عام 1946 في إيران بدعم من الاتحاد السوفياتي وقتها، حيث أسسوا دولة تحت اسم “جمهورية ماهاباد الكردية” التي لم تعمر طويلاً إذ مع انسحاب السوفييت من إيران وتخليهم عن الأكراد، قام الجيش الإيراني باقتحام مهاباد والقضاء على التجربة. مع انقلاب الخميني لم يتغير وضع اللأكراد اذ استمرت الحملات المنظمة من قبل النظام الإيراني على مناطقهم مع ما يرافقها من اعتقالات تعسفية.
اورينت نت