عندما انخفض تواتر المظاهرات في سوريا وبدأ النظام باستهداف المتظاهرين في شوارع المدن والبلدات السورية كان يعلم أنها السلاح الذي يسقطه دون مقدرته على المواجهة إلا أن كثرة القتل وسفك دماء الأطفال أرغمت بعض العسكريين من النظام الانشقاق عن صفوفه والدفاع بأسلحتهم البسيطة عن أهلهم المدنيين .
عمد النظام في عامي 2012 و2013 على لصق تهمة الإرهاب بكل ثائر يحمل السلاح ويدافع عن أهله من هجمات ميليشيات النظام وقواته رغم مناشدات الشعب السوري للجيش بعدم اقحامه من قبل النظام ضد المدنيين .
في الأسبوعين الماضيين خرج عشرات الآلاف من المدنيين في مناطق حماة وحلب وادلب في المدن والقرى والبلدات أطفال ونساء وشيوخ يهتفون بألسنتهم ويشيرون بقبضات أيديهم الشعب يريد إسقاط النظام ويتمنى أهالي حمص ودمشق وحماة أن يخرجوا إلا أن كل واحد سيخرج بمظاهرة ضد النظام مصيره التعذيب والموت .
أعادت المظاهرات للثورة السورية بريقها وصمودها الأول وإن تراجعت حدتها في السنتين المنصرمتين إلا أن الأسبوعين الماضيين كانا كفيلين ببعث أمل جديد ومشرق في نفوس السوريين ولاسيما شمال سوريا وهم يعلمون أن الرصاص يقاوم بمثله وأن القصف يرد عليه بمثله لكن المظاهرات والاعتصامات هي صوت حق ومشروع ثائر ناجح لن يخسر بل سيربح الجولات القادمة .
الروس بعد أن رأوا مظاهرات حماة وحلب وادلب سارعوا بفبركة الحقيقة وتزييفها مشيرين إلى أن الذين خرجوا لا يعبرون عن سكان ادلب الذين يطلبون المصالحة مع النظام ليرد عليهم أهل ادلب نفسهم بالخروج بأضعاف مضاعفة في الجمعة الماضية صادحين بأصوات سمع صداها بقلب موسكو وطهران ودمشق .
يقول المتظاهرون أننا سنواجه مدفعية النظام وطائرات روسيا وسكاكين إيران وحزب الله بأصواتنا التي لا تنقطع فالطفل الذي ولد أول الثورة هو الآن في الصف الثاني والثالث وبعد فترة من الزمن سيجوب الساحات صارخا نظام الأسد ساقط .
بدأ بعض الثائرين بتشكيل غرف عبر تطبيقات واتس آب وفيس بوك وتويتر وسموها تنسيقيات الثورة وهذا الاسم كان أول تشكيلات الثائرين بداية الثورة في صيف 2011 ليؤكدوا أن الحرية وطالبها لا يذعن لأزيز الرصاص ودوي المدفع بل يستمر مع استمرار انجاب الثائرين للثائرين .
يتوعد المدنيون بالخروج بمظاهرات مليونية في الأيام القادمة ليطالبوا بإسقاط من قتل ابنائهم وآبائهم وإخوتهم دون النظر لتصريحات الروس الموالية لبشار الأسد ونظامه .
المركز الصحفي السوري