طالب ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بإجلاء أربعمئة مريض بشكل فوري من بلدة مضايا السورية المحاصرة منذ أشهر، وإلا فإنهم سيواجهون خطر الموت.
ووصف أوبراين الوضع بمضايا بالكارثي وأنه قد يزداد سوءا، وقال للجزيرة “نعلم أن هناك الملايين من السوريين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، وهناك أكثر من أربعمئة ألف محاصر في تلك المناطق”، مشددا على أن استخدام الحصار كسلاح في الحروب أمر غير مقبول على الإطلاق، ومناف للقانون الدولي والقيم الإنسانية، ويرقى لجرائم الحرب.
وأكد المسؤول الأممي عدم توفر ضمانات للوصول بالمساعدات إلى المناطق المحاصرة، لكن ذلك لا ينفي -حسب تعبيره- مسؤولية الأمم المتحدة في إيجاد حل للمشكلة، قائلا “لم نحصل على ضمانات لكننا ما زلنا نحاول بذل أقصى جهدنا للتواصل مع كل الأطراف لتوفير وصول آمن للمساعدات ودون إعاقة”.
ووصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات إلى بلدة مضايا وفي الزبداني للمرة الأولى، في إطار ما يعرف باتفاق الزبداني كفريا والفوعة. وأكدت مصادر للجزيرة وصول قافلة مساعدات جديدة لحاجز كازية النبع عند مدخل مضايا، وقال الصحفي ياسر الدوماني من ريف دمشق، إن نحو أربعين سيارة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية والوقود وصلت للبلدة، لكنها ظلت عالقة عند الحاجز الذي تديره قوات النظام ومليشيا حزب الله.
وقال مراسل الجزيرة إنه رغم وصول قوافل المساعدات الأخيرة لمضايا فما يزال كل بيت في البلدة يروي قصة جوع ومعاناة، موضحا أن الأطفال أكثر ضحايا الحصار والتجويع، حيث لم يعد كثير منهم يقوى على الوقوف والمشي، بينما لم يعد أكل الحشيش والنباتات سرّا ولا عيبا بين الأهالي بعد حصار خانق لهم من قوات النظام السوري وحزب الله.
وفي سياق متصل، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المعارضة تحذيرها من كارثة إنسانية وشيكة الحدوث في بلدات ريف حمص الشمالي، حيث اختفى الخبز من الأسواق، وشحت المواد الغذائية بشكل كبير.
يذكر أن قوات النظام تمنع منذ عامين الخدمات والمواد الضرورية عن ريف حمص الشمالي، الذي يسكنه أكثر من 250 ألف نسمة، بينهم نازحون من ريف حماة الجنوبي بعد المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
المصدر : الجزيرة