طالب فريق منسقو استجابة الشمال بإيقاف عمل المطابخ الإغاثية للمنظمات والمؤسسات الخيرية، التي تتولى توزيع وجبات إفطار صائم في رمضان، بسبب تردي وضع خدمة المستفيدين الذين أسعفوا أكثر من مرة للعلاج بالمشافي.
قرابة ١٥٠ حالة تسمم غذائي
أسعف الأهالي وفرق الدفاع المدني خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من ١٥٠مصابا بحالات تسمم غذائي غالبيتهم أطفال ونساء، بوجبات إفطار صائم تم توزيعها في عدد من المخيمات بريف إدلب مع ارتفاع أسعار المواد والخضار مع بداية الشهر، وعجز غالبية العوائل المهجرة من تحمل كلفة الوجبة التي ارتفع ثمنها لأكثر من ١٠٠ ليرة تركية، في ظل انعدام مصدر دخل غالبية العوائل ضمن أكثر من ١٥٠٠ مخيم في الشمال السوري تأوي أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.
قال المتطوع في الدفاع المدني طه عبيد أنه على مدى يومين، الأحد والاثنين، قام عناصر الفريق بإسعاف أكثر من ١٠٠ شخص من مخيمات العيناء و كفرعويد المحبة و طوبى الشموخ و المختار دار الكرم والملك لله المنتشرة بجبل كللي شمال إدلب بحالة تسمم غذائي بوجبة إفطار صائم في رمضان للمهجرين من أرياف إدلب وحماة و حلب.
حالات إقياء مصحوبة بآلام بطن
تنوعت حالات التسمم وفق أخصائي الأطفال في المشفى محمود مصطفى، بين العادية التي اقتصرت على تقديم الأدوية الإسعافية والحقن العضيلة لبعض المراجعين وتم تخريجهم بعد ٣ ساعات، إلى إصابات خطيرة وتركيب سيرومات لآخرين تم إخضاعهم للمراقبة حتى ساعات الصباح.
وكانت حالات التسمم جراء تناول وجبات إفطار صائم، أرز بالدجاج، تم توزيعها وفق مراسلنا من مطبخ منظمة” ر، التي تتخذ من المنطقة مركزا لتخديم عدد كبير من سكان تلك المخيمات.
هرعت فرق الإنقاذ مساء الثلاثاء لإسعاف مصابين بحالة تسمم مماثلة بوجبة إفطار في مخيم الفاروقية الطيني في سلقين، مقدمة من أحد المنظمات الخيرية، بينهم طلبة حفظ القرآن معتكفين في مسجد المخيم والبالغ عددهم قرابة ٣٠ مصابا جرى إسعافهم إلى مشافي سلقين.
ظروف غير صحية في تحضير الوجبات
حمّل فريق منسقو الاستجابة وفق بيان، اللجان الصحية والقائمين على المنطقة، مسؤولية حوادث التسمم التي جرت مؤخراً في عدد من مخيمات العوائل المهجرة الأشد ضعفا، داعيا للتحرك لوضع حد لمعاناة القاطنين وفق شروط تضمن حصولهم على دعم ضمن معايير السلامة الصحية.
ووصف الفريق في بيانه سكوت المسؤولين عن هذه الحوادث والتصرفات بالجريمة الأخلاقية والإنسانية، لا سيما أنها لا تخضع لمراقبة اللجان الصحية للوقوف على المواد المستخدمة وطريقة التعليب، وطالب بفتح تحقيق بالحادثة ونشر نتائجها على الرأي العام.
كما طالب بوضع رقابة على عمل المطابخ واتخاذ مجموعة من الإجراءات، على رأسها التأكد من هوية المنظمة العاملة بالمخيم وخبرة عناصرها وامتلاكها المواد اللوجستية، وعدم توزيع أي مواد قبل فحصها صحيا والتأكد من وجود إجازة ورخصة صحية للمنظمات العاملة والتقليل من المدة الزمنية لحفظ الأطعمة ما أمكن، للحفاظ على صلاحيتها قبل توزيعها، خاصة أن طريقة عمل المنظمات تتضمن طبخها وتغليفها مبكراً وعدم تبريدها أو توزيعها بوسائط نقل مزودة بوسائل تبريد تضمن السلامة الصحية.
سوء التغذية وتردي الوضع الصحي
فاقم تردي الوضع الصحي ونقص التغذية وعدم حصول الأهالي على المكملات الغذائية الضرورية، و بخاصة الأطفال من حوادث التسمم الأخيرة بحسب خبيرة التغذية “بهية المحمد”، مبينة في حديثها بأن أجسادهم غير قادرة على مقاومة المرض والوذمة الجرثومية، التي أدت لاختلاطات معوية مصحوبة بآلام شديدة بالبطن وإقياء.
خففت وجبة إفطار صائم التي تقدمها المنظمات بحسب “غسان – ي” النازح من ريف إدلب الجنوبي في مخيمات كللي، من معاناتهم في ظل عدم وجود مصدر دخل للكثيرين، مبينا أن الغالبية تعتمد على السلة الشهرية التي يتم توزيعها كمصدر للدخل مع الخبز والمياه، حيث يقول: “اليوم برمضان أرخص طبخة بتكلف ٥٠ ليرة طبعا من قريبه لا لحم ولا فروج ولا دسم شوية خضرة على برغل، يعني بالشهر ١٥٠٠ ليرة ونحن من الألف ماعنا غير سلة ب ٢٥٠ ل ٣٠٠ ليرة، والله أحيانا بنخاطر نروح نشتغل عمال بالضيعة لنجيب حق طبخة لولادنا”.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع