يطلّ العام الدراسي الثاني ومضايا لا تزال محاصرة يخنقها المرض والجوع، فلم يعلن عن وقت محدد لالتحاق الأطفال بالعام الدراسي الجديد حتى اليوم.
أعلن المجلس المحلي لبلدتي مضايا وبقين عن عدم تحديد موعد لافتتاح المدارس بسبب الوضع الصحي السيء للمحاصرين ولا سيّما انتشار مرض السحايا الذي يشكل تخوفاً كبيراً لدى الأهالي.
بينما افتتح رئيس مجلس الوزراء في حكومة الأسد عماد خميس يوم الأحد الفائت مدارس دمشق واطلع على جهوزيتها للبدء بالعام الجديد فماذا عن مضايا الواقعة على بعد 45 كم من العاصمة دمشق؟؟
أكثر من ألف طفل حسب بيانات المجلس المحلي في مرحلة التعليم الابتدائي بحاجة للالتحاق بالمدرسة، بينما تبقى خمس مدارس مغلقة في مضايا بعضها تعرض للقصف.
يتخوف الأهالي في البلدتين المحاصرتين من إرسال أبنائهم للمدرسة حتى لو كانت بجاهزية كاملة فالقنص وعدوى السحايا تخيفهم كثيراً.
يقول فراس مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي عن الوضع التعليمي ” لدينا أكثر من ألف طالب بالمرحلة الابتدائية فقط وهم الأهم .. وحتى اليوم لم نستطع تحديد وقت افتتاح المدارس بسبب انتشار عدوى السحايا وأيضاً عمليات القنص العشوائية التي ينفذها حزب الله على المحاصرين ” ويردف السيد فراس ” يوجد ثلاث مدارس ابتدائية وواحدة إعدادية وثانوية ولا نمتلك أي قدرة أو تجهيزات تكفي لافتتاحها واستقبال الطلاب”.
في حين يطالب رئيس المجلس محمد عيسى من خلال تسجيل مرئي بثه على شبكات التواصل الاجتماعي حول تأجيل الإعلان عن بداية العام الدراسي بسبب انتشار مرض السحايا، وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر بإدخال اللقاحات الطبية اللازمة للأطفال وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية للمحاصرين وطالب أيضاً بإحداث نقطة طبية داخل مضايا مجهزة بكامل المعدات الطبية اللازمة وفتح ممرات إنسانية للحالات الحرجة بعيداً عن اتفاق المدن الأربعة “كفرية والفوعة –الزبداني ومضايا”.
وعن جاهزية المدارس يذكر السيد فراس أنه لا يوجد لديهم أية تجهيزات وخاصة المازوت أو الحطب للتدفئة في الشتاء أما القرطاسية وحتى الكتب فهي غير موجودة البتة على حد قوله.
تذكر أم محمد “سيدة مهجرة قسرياً من الزبداني وأم لطفلتين” في حديثها حول العام الدراسي الجديد” آمل أن تفتح المدارس ..لكني خائفة من مرض السحايا وقناص حزب الله اللذين لا يرحما أبداً، أخاف أن تنتقل العدوى من طفل ما لبناتي أو أن تكون هدفاً للقناص..”.
وتردف أم محمد “حتى اليوم لم تفتح أبواب المدارس.. أبناؤنا سيكونون الجيل الضائع الذي يدفع اليوم ثمن الحصار من الجوع والمرض والجهل.”.
آمال طفلة من الزبداني لم تتم الثماني سنوات تحلم بمقعد الدراسة ومعلمتها ورفاقها حولها لتضحك وتمرح وتتعلم لتخرج من أجواء الحصار ثم تعود من جديد لتصطدم بواقعها” لا مدارس في مضايا حتى إشعار آخر”.
آمال وبيان سمر ومحمد وتهاني وحسن .. وغيرهم كثيرون ينتظرون اليوم مدارسهم لتحتضنهم وتحميهم من الجهل متناسين معداتهم الخاوية وأجسادهم الضعيفة بينما ينهك سوء التغذية ومرض السحايا أجساد آخرين.
وفي سياق منفصل يتخوف الأهالي القاطنين في مضايا إجبارياً من عودة شبح الجوع إلى البلدة المحاصرة بعد تأجيل قافلة مساعدات كان من المقرر إدخالها يوم 20/9/2016 وتم تأجيلها عقب استهداف قافلة في ريف حلب الغربي.
ومع ظهور حالتين جديدتين لالتهاب السحايا الذي بات العائق الأكبر والهم الذي لا يعرف المحاصرين حلاً له سوى الإجلاء.
نور أحمد – المركز الصحفي السوري