مضايا بلدة سوريّة تتبع لمنطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق، تقع البلدة شمال غرب دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتُعد مصيفاً رئيسياً هاماً في سوريا، مضايا التي أغرقت خيرات أرضها كل من حولها، مضايا الأمس لم تعد مضايا اليوم.
لقد فرضت قوات الأسد مدعومة بمليشيا حزب الله حصارا خانقا على بلدة مضايا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 40 ألف نسمة، حيث تعاني البلدة من ويلات الحرب والحصار منذ 202 يوم، حتى أصبح الموت جوعاً يدق باب كل العوائل المحاصرة داخل مدينة مضايا، ويمنعون وصول المواد الغذائية الأساسية لهم، حتى اضطروا لأكل الكلاب والقطط والحشائش، “بحسب ما قاله المجلس الثوري المحلي لمدينة مضايا” ولقد بدأ أهالي البلدة يموتون من الجوع ونقص التغذية، في تصرف يعد مخالفاً لكل القوانين والأعراف الدولية ويتناقض مع القيم الإنسانية والأديان.
يقول رئيس الهيئة الطبية في مضايا محمد اليوسف: “الجوع الشديد دفع أهل البلدة للمخاطرة بحياتهم بحثا عن الطعام، حيث قام شباب البلدة بالمخاطرة بأنفسهم والاقتراب من حواجز النظام بحثا عن طريق للخروج لتأمين الغذاء, إلا أن قيام قوات النظام وحزب الله بزرع الألغام في محيط البلدة، أدى لقتل العديد من الشباب ووقوع أكثر من عشرين حالة بتر لأطراف شباب البلدة، فإما الموت وإما بتر الأطراف.
السيد اسماعيل ناشط من بلدة مضايا يقول: “لقد بلغ عدد ضحايا يوم الأحد في بلدة مضايا 5 أشخاص وهم.
1ـ أحمد جواد ـ رجل مسن مات جوعاً
2ـ خديجة المالح ـ امرأة مسنة ماتت نتيجة المرض و البرد
3ـ زياد غليون ـ مات في كمين لحزب الله اثناء محاولته الهرب من البلدة
4ـ أمل نعمة مع جنينها ـ اطلاق نار مباشر من عناصر الحزب اثناء محاولة الهرب
5ـ رهف عبد الرحمن ـ ابنة امل، توفيت مع والدتها الحامل
وهناك 4 اصابات بين المتوسطة والخطيرة لنساء اطلق النار عليهم من قبل عناصر حزب الله اللبناني”.
ويضيف اسماعيل: “ما حصل يوم الأحد في بلدة مضايا ليس استثنائيا، بل هو مشهد يتكرر في كل يوم، والكارثة الإنسانية تفاقمت إلى حد كبير، ودعوني أتوجه عبر منبر “اتحاد الديمقراطيين السوريين” إلى جميع وسائل الإعلام لتسليط الأضواء وتوثيق الجرائم والفظائع التي تحصل في مضايا، وفي حال عدم حدوث أي تدخل إنساني سريع فإن الوضع الصحي سيصل إلى كارثة يصعب تداركها، وخاصة بالنسبة لأكثر من ألف طفل في البلدة الذين لم يأخذوا نصيبهم من الحليب والدواء منذ أشهر طويلة, وذلك ما عدا المئات من الذين يعانون من أمراض مزمنة بحاجة لدواء بشكل مستمر”.
“زيدان” من مدينة الزبداني وكان مقيم في بلدة مضايا، حيث تمكن من الهروب وقد خرج الأسبوع الماضي من المدينة، إلى محافظة إدلب وفقا للهدنة المبرمة مع جيش الفتح والنظام، يروي الفظائع التي عاشها بقوله: “آخر مادة غذائية دخلت للبلدة كانت منذ عدة أشهر, أما التي يمكن إيصالها عبر التهريب فإن سعرها يكون باهظا، بسبب مخاطرة الناس بحياتهم لإدخالها، حيث وصل سعر علبة حليب الأطفال إلى 12 ألف ليرة سورية، وأما المواد الغذائية فقد تضاعف سعرها إلى أكثر من 1000 %، وهناك الكثير من أهالي البلدة لم يعد يملكون أموالا الأمر الذي دفعهم إلى طهي أوراق الشجر وبعض الحشائش لأكلها، ومنهم من مات جوعا”.
ما قيمة الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية والتنافس على فتات السياسة وعضوية الوفود، إن لم يتم إنقاذ أطفال ونساء وشيوخ وشباب مضايا من الموت جوعاً، وإن كان المجتمع الدولي عاجزاً عن نصرة الشعب السوري، وحل القضية السورية فإن بإمكانه فرض إيصال الأغذية إلى المدنيين المحاصرين بمروحيات تحمل براميل من الأغذية الأساسية عوض ما تحمله من المتفجرات.
يذكر أن البلدات المجاورة بمضايا كقدسيا والهامة قامت بحملة حراك مدني لفك الحصار على مضايا وللضغط على الأمم المتحدة للتحرك لأجل المحاصرين, إضافة للبدء بتجميع المساعدات الإنسانية تجهيزا لإدخالها للبلدة في حال توفر أي طريق آمن لإدخالها.
اتحاد الديمقراطيين السوريين – علي الحاج أحمد