جوعاً تموت مضايا.. صغارها يوقّعون الوصايا.. هياكلاً بانت فيها الضحايا..
و العالم كله يشهد.. بقضية موتها يزهد.. و ينزل الستار على المشهد..
دخلت مضايا بريف دمشق في حصار مطبق منذ الأول من يوليو/2015، و كان ذلك بالتزامن مع بدء حملة للنظام السوري العسكرية على بلدة الزبداني، الأمر الذي أدى إلى هروب معظم أهاليها بمساعدة الثوار إلى مضايا.
40 ألف مدني محاصر بينهم حوالي 20 ألف نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني يتعرضون لعملية تجويع ممنهجة في ظل صمت المبعوث الدولي، يزداد سوء الوضع الإنساني في مدينة مضايا المحاذية لمدينة الزبداني بريف دمشق.
يعاني سكان مضايا من نقص كبير في المواد الضرورية، و من ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية إن وجدت، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 30 ألف ليرة سورية، و الحمص 28 ألفاً، أما السكر فبلغ سعر الكيلو نحو 27 ألفاً، في حين وصل سعر الأرز لـ 26 ألف ليرة سورية.
يقول ” أبو أحمد ” أحد سكان المدينة، و أب لثلاثة أطفال : “لا يوجد لدينا ما يسدُّ رمقنا، ما أجبرنا على أكل أوراق الشجر و لحم القطط، و لكن إن استمر الحال على ما هو عليه الآن فلن نجد حتى هذه الأوراق، و حينها سيكون مصيرنا الموت جوعاً لا محالة”.
في مواجهة التجويع و الحصار الخانق عشرات الأشخاص قضوا بسبب الجوع، بالإضافة لحالات إغماء بسبب أمراض سوء التغذية، يأتيهم الموت بوجه آخر من خلال القناصين والألغام التي زرعها عناصر حزب الله والنظام على أطراف البلدة، حتى باتوا يفضلون الموت بالقصف على أن يموتوا قهراً و جوعاً.
و كان اتفاق الهدنة الأخير (الزبداني و الفوعة و كفريا) ينص على رفع الحصار عن مضايا بالتزامن مع إجلاء الجرحى أو بعده فوراً، إلا أنه حتى الآن لم يُرفع الحصار و لم تُفتح الطرق الآمنة لخروج السكان، فقد تنصلت الأمم المتحدة و قوات الأسد من تعهداتها بإدخال المساعدات الغذائية و الإنسانية إلى مضايا، و ذلك في خرق لبنود اتفاق الهدنة بين ” جيش الفتح ” و إيران، حيث اتهم مدير المشفى الميداني في مدينة الزبداني عبر ” أورينت نت” الأمم المتحدة بخرق اتفاق الهدنة لعدم إرسال قافلة مساعدات إلى المدينة منذ أكثر من 200 يوم، و التي كان من المفترض دخولها المدينة يوم الأربعاء الماضي، داعياً “جيش الفتح” إلى الضغط سياسياً و عسكرياً عليها من إجبار نظام الأسد على تطبيق بنود الهدنة.
في حين أتى الرد من القاضي العام في “جيش الفتح” عبدالله المحيسني في سلسلة تغريدات له حول المجاعة التي تتعرض لها مضايا بريف دمشق، جمعت في مقال “مضايا تموت جوعاً” طالب فيها جمع الأموال لمساعدة الناس هناك، و قال : «يا تجار المسلمين من يقف اليوم موقفاً ينقذ الله على يده 40 ألف مسلم من الموت جوعاً، مليون دولار تصنع 300 صاروخ فيل تمسح الفوعة».
كما طالب المحيسني من4إعلاميين منهم فيصل القاسم وأحمد منصور وموسى العمر بجعل قضية مضايا القضية الأولى في أحاديثهم. معتبراً أنه «من الضروري على طلاب العلم خارج سوريا عقد اجتماعات طارئة وورش عمل تخرج بنتائج فعلية بخصوص هذه القضية»، وانتهى المحيسني بحديثه «نقول لإيران، فكوا الحصار عن أهلنا في مضايا فوراً، وإلا فصبر أهل السنة لن يدوم».
و يذكر أن بعض المناطق في سوريا لبّت النداء، فقد خرجت ليلة أمس مظاهرات في مدينة إدلب و سراقب والعديد من قرى وبلدات ريف ادلب طالبت بفك الحصار عن مضايا، و السماح بدخول المساعدات إلى المدينة وعدم خرق الاتفاق في الهدنة.
و هكذا نرى أن النظام و حلفائه لا يتوانون منذ بداية الثورة السورية عن استخدام شتى أنواع الأسلحة، من شأنها الانتقام من الشعب، على الرغم من وجود اتفاقيات تنص عليها الهدنة المبرمة و مع ذلك تلقى نقضاً لهذه الاتفاقيات وعدم تطبيقها في ظل صمت دولي مطبق.
المركز الصحفي السوري ـ ظلال سالم