أكدت مصادر خاصة من داخل العاصمة السورية دمشق أن قوات النظام السوري والميليشيات المحلية التابعة له دفعت بعناصر سابقة من المعارضة السورية إلى خطوط التماس الأولى في ريف دمشق وخاصة في القلمون الشرقي بريف دمشق، بعد تطوعهم في الميليشيات عقب أعمال المصالحات التي حصلت في بلدات ومدن بريف دمشق.
وقال المصدر الخاص الذي فضل «حجب اسمه» لضرورات أمنية: غالبية المتطوعين في ميليشيات تتبع النظام، اندمجوا بعد أعمال المصالحة التي أُجريت أخيراً في ضواحي دمشق ضمن ميليشيات عدة موالية للأسد، أهمها «درع القلمون، الدفاع الوطني»، ويتقاضى كل عنصر منهم مرتبا شهريا مقداره مئة دولار أمريكي.
وأكد المصدر الخاص، وهو مقاتل سابق في «الجيش الحر»، ومتطوع حالي في ميليشيا «درع القلمون» بأن المعارك الحالية التي تجري في محيط مطار السين في الريف الشرقي للعاصمة وكذلك القلمون الشرقي، هي المعركة الأولى التي يشارك فيها مقاتلون ـ كانوا سابقا من المعارضة السورية ـ مع ميليشيات النظام السوري في خندق واحد ضد تنظيم «الدولة».
كما نوه المقاتل، إلى إن المعركة الأولى أدت لمصرع أربعة منهم وجرح قرابة عشرة آخرين تم نقلهم إلى مشفى المزة العسكري في العاصمة لتلقي العلاج، فيما سلمت الميليشيات ذوي القتلى جثث أبنائهم بعد إحاطة جثامينهم بالعلم الخاص بالنظام السوري، وتقديم 200 ألف ليرة سورية لكل عائلة فقدت أبنها.
وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة» كانت قد أعلنت الخميس، بأن مقاتلي التنظيم سيطروا على مواقع عسكرية في محيط مطار «السين» العسكري التابع لقوات النظام السوري، والوقع على بعد 50 كيلو مترا من العاصمة، ويعد مطار السين أحد أهم المطارات العسكرية للأسد في سوريا، ويحتوي على مدرجين عسكريين، وكم كبير من الطائرات الحربية.
فيما قال الناشط الميداني في ريف دمشق عبد الله: عائلات القتلى في ريف دمشق، دفنت أبناءها بـ «صمت» خجلاً من بقية العائلات، خاصة أن القتلى هم من أبناء مدن حضنت الثورة السورية لأعوام، ولا زالت الثورة موجودة وبقوة في تلك المناطق رغم التهجير الأخير الذي حصل في ريف دمشق. وأضاف بأن اثنين من أبناء القتلى هم من أقرباء «لجان المصالحات» التي تعاملت مع النظام السوري منذ أعوام، وأن أفراداً من لجان المصالحة تفاخروا بقتلاهم أمام النظام السوري على أنهم «شهداء». وأضاف الناشط الميداني، إلى إن مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية، استقبلت قبل يومين أول قتلاها المتطوعين ضمن صفوف ميليشيات موالية للأسد، قضى على يد تنظيم «الدولة» في محيط مطار السين العسكري، فيما أصيب اثنان آخران، تم نقلهم إلى مشفى عسكري تابع للأسد.
وأكد عبد الله، بأن القتيل، هو ابن أخ أحد أبرز رجال المصالحة في معضمية الشام، وأن عضو لجنة المصالحة في المدينة كان يشغل مهمة إمام مسجد في المدينة، وقيادي سابق في الجيش الحر، ليصبح فيما بعد عضوا بارزا للجنة المصالحة التي توافقت مع الفرقة الرابعة التي يقودها «ماهر الأسد» شقيق «بشار الأسد»، علماً بأن عضو لجنة المصالحة كان قد فقد ابنه الأكبر في عام 2013 في تفجير سيارة مفخخة مصدرها المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري والتي استهدفت أحد مساجد المديـنة.
المصدر:القدس العربي