الرصد السياسي ليوم الأحد (17 / 4 / 2016)
كشفت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن وجود مفاوضات “أمريكية – روسية” سرية، بعيدةً عن الأنظار والأضواء، يشارك فيها بعض مندوبي الدول، مثل الدول
الأوروبية الرئيسية أو أطراف إقليمية وخليجية، التي تتشكل منها “مجموعة الدعم لسوريا” الذين يلتقون يومياً، وأحيانا عدة مرات في اليوم”.
وأوضحت المصادر أن هذه المفاوضات يغلفها ستار سميك من التكّتم، وتهدف إلى رسم مستقبل سوريا عن طريق بلورة عناصر “صفقة” ثنائية يجري لاحقاً عرضها أو فرضها على الجميع
شبيه بما حصل في العاصمة النمساوية فيينا خلال (تشرين الثاني) الماضي عندما اتفقت موسكو وواشنطن على هدنة تم لاحقاً التسويق لها، وهي التي أنتجت فيما بعد قراري مجلس الأمن الرقم 2254، ثم الرقم “2268”.
وأشارت المصادر الدبلوماسية الغربية إلى أن “الصفقة” التي يجري العمل على إعدادها في جنيف عبر المباحثات “الروسية ¬ الأميركية” هدفها توفير “مظلة” للمحادثات التي يقودها المبعوث الدولي، لافتاً إلى أبرز بنود “الصفقة” ليس فقط الإبقاء على بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وإنما أيضاً أن يكون له دور رئيسي فيها، بما في ذلك إعداد الدستور والانتخابات المفترض أن تجرى بعد 18 شهراً من انطلاق المحادثات بين الأطراف السورية التي بدأت في 14 آذار الماضي.
الخارجية الأمريكية تنفي ما سبق ذكره.
من جانبه نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جارد كابلان المعلومات التى ترددت بشأن وجود مشاورات أمريكية روسية لوضع مبادئ دستورية جديدة في سوريا على خلاف ما تنص عليه خريطة طريق منبثقة عن قرار مجلس الأمن 2254.
وأوضح كابلان، في تصريح خاص لقناة “سكاي نيوز” بالعربية مساء أمس السبت، أن المشاورات بين وزيرى خارجية البلدين مستمرة تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في أغسطس الماضى بشأن الحوار السوري للتوصل لآليات الانتقال السياسي الذي يجب أن يتضمن صياغة دستور جديد للبلاد.
ويأتى تصريح كابلان ردا على تقارير صحفية قالت إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ناقشا إعلان مبادئ دستورية قبل تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وهو البند الذي يعد أحد أبرز النقاط الشائكة في مفاوضات جنيف.
كبير مفاوضي المعارضة يدعو إلى قتال النظام رغم الهدنة
دعا كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف، محمد علوش، الأحد، في تغريدة على موقع تويتر إلى قتال قوات النظام، على الرغم من وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق عدة منذ 27 فبراير الماضي.
ولم يصدر أي موقف رسمي من الهيئة العليا للمفاوضات حول مواقف علوش، لكن عضوا في الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة قال لوكالة فرانس برس إن موقف علوش “يعبر عن وجهة نظر شخصية”.
وكتب علوش، كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات والموجود في جنيف، على حسابه على موقع تويتر، “إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام ولا تنتظروا منه رحمة، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان”.
وعلوش الذي عين كبيرا لمفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر، ينتمي إلى “جيش الإسلام”، الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق. ويعد “جيش الإسلام” من أبرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق سورية عدة منذ 27 فبراير بموجب اتفاق روسي أميركي، لكنه يتعرض لانتهاكات متكررة مؤخرا.
وفي تغريدة ثانية، توجه علوش إلى الفصائل المقاتلة في سوريا بالقول “نحن معكم جميعا، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصيا مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف”.
وتأتي مواقف علوش هذه غداة إعلان عضو مفاوض في وفد الهيئة العليا للمفاوضات لوكالة فرانس برس أن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نقل إلى وفد المعارضة اقتراحا ينص على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته إليهم، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.
وأكد يحيى العريضي، عضو الفريق الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف لفرانس برس أن “موقف علوش يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات أن تتبناه”.
واستأنف دي ميستورا، الأربعاء، جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف، تتركز على بحث الانتقال السياسي.
وانتهت الجولة السابقة من المفاوضات في 24 مارس من دون إحراز أي تقدم حقيقي على طريق حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص خلال خمس سنوات.
نبيل العربى يبحث مع دي ميستورا مستجدات الوضع في سوريا
التقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، صباح اليوم في جنيف، ستيفان دي مستورا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن سوريا ونائبه السفير رمزي عز الدين رمزي، حيث جرى التباحث في مستجدات الوضع في سوريا ونتائج المشاورات والاتصالات التي أجراها دي ميستورا مؤخراً مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالوضع في سوريا، إضافة إلى نتائج مشاوراته المستمرة مع الأطراف السورية.
كما بحث الجانبان المستجدات المتعلقة بجولة المفاوضات السورية الجارية حالياً في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية وما يمكن عمله لتذليل ما يعترضها من عقبات.
وأكد الجانبان ضرورة مواصلة الجهود المبذولة من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المحاصرة، وتثبيت وقف العمليات العسكرية، وذلك حتى يمكن توفير الأجواء الملائمة لإنجاح مسار مفاوضات جنيف، والتي تستند إلى مرجعيات بيان جنيف 2012، والبيانات الصادرة عن اجتماعات فيينا وميونيخ للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.