“صفية بيات” مواطنة تركية، واجهت انقلابيي منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية على جسر “بوغاز إيجي” المعلق في إسطنبول مساء الجمعة الماضية (15 يوليو/ تموز الجاري)، حيث تعرضت لعنف الضباط الانقلابيين، وأصيبت بجروح في ساقها جراء إطلاقهم النار عليها.
وقالت بيات (34 عاماً)، وهي أم لطفلين، لمراسل الأناضول “سمعت بوقوع محاولة انقلابية من التلفاز، وقطع عدد من الإنقلابيين الجسر المعلق، وقررت التوجه إلى الجسر لمنعهم، مشيت من منزلي نحو 45 دقيقة حتى الوصول إلى الجسر”.
وأضافت بيات، “عندما وصلت الجسر توجهت نحو العسكريين للتحدث مع ضابطهم، والشرطة نصحتني بعدم الذهاب إليهم، خشية أن يلحقوا الضرر بي، إلا أني قلت للشرطة أريد أن أذهب، وحينها فكرت لو ذهب إليهم رجل ربما يقتلوه فوراً، وفي حال ذهبت امرأه فإنهم ربما يحاولون إخافتها فقط”.
وأشارت بيات، أنها ذهبت إلى العسكريين المتواجدين على الجسر، حيث قال لها الضابط “اذهبي من هنا”، وردت عليه “رجاءً لا تفعلوا هذا، أنتم جنودنا”، مضيفة أن الضابط أمسكها ووضع المسدس على رأسها، ومن ثم أطلق النار في الهواء.
وتابعت بيات، “لقد شعرت بشرارة إطلاق النار على وجهي، وقلت لهم لن تُخيفوني، أنا جئت إلى هنا لا أحمل شيئاً سوى هاتفي الجوال، فأخذوا هاتفي وألقوه على الأرض، وقالوا هيا اذهبي”.
وأردفت بيات “لقد أطلقوا النار في الهواء، ومن ثم رأيت الجموع متجهة نحوهم فبدأوا بإطلاق النار على الناس، وأُصيب عدد كبير بجروح، فبدأت أساعد الجرحى، حيث كان أغلب الذين حملتهم قد فارقوا الحياة”.
ولفتت بيات، إلى أنها عادت لمساعدة أحد الجرحى، وحينها أطلق الانقلابيون النار عليها أصيبت بساقها الأيمن، مبينة أن المدنيين نقلوها إلى المستشفى”.
بيات قالت “لم أكن أفكر ساعتها إلا في وطني، وشعبي، وأمتي فقط”.
ودعت بيات (الراقدة في المستشفى)، المواطنين إلى “عدم السكوت بوجه الظالمين، وعدم الانحناء أمامهم”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ”منظمة الكيان الموازي” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال هذه المحاولة.
الأناضول