لقاء مع رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين السيد ميشيل كيلو
س1: استاذ ميشيل كيلو ولدت في محافظة اللاذقية عام 1940 في أسرة مثقفة، ماذا تحدثنا عن طفولتك؟ ما تأثير هذه البيئة على شخصيتك؟
ميشيل كيلو: ولدت في مدينة اللاذقية وأبي ولد فيها، نحن بالأصل من قرية اسمها كاسبنا في جبل الأكراد، أعتقد أنه في زمن صلاح الدين الأيوبي كان يوجد في هذه القرية أكراد وبعد ذلك أصبحت المنطقة عربية.
كان جدي مثقف حافظ للكتب المقدسة الثلاثة وله حوارات مع رجال دين من أنواع مختلفة، وبما أنه يقرأ ويكتب فكان أغلب وقته “رايح جاي” على الدرك العثماني بتهمة تعليم الاطفال والشباب القراءة والكتابة.
وكان الخوري يزور جسر الشغور ويشفع لجدي عند القائم مقام العثماني وأحيانا عند الوالي نفسه.
والدي حصل على “بروفيه “سنة 1927 مع اثنى عشر شخص آخرين في اللاذقية كلها، وكان قد حصل على بروفيه فرنسي من مدرسة التجهيز، وبعدها أصبح بالدرك وتنقلنا في العديد من الأرياف وشاهدنا بؤس الشعب السوري الفظيع.
وبسبب ثقافة والدي وإطلاعه واهتمامه بقضايا كثير كان بيتنا (يساريا )، كان والدي محب ستالين مثل أي شخص يتعلق برموز كبيرة يبني عليها أماله .
وأنا بعمر 15 سنة قمت بالانضمام للحزب الشيوعي السوري بتاريخ1أيار سنة 1955 وتركت الحزب سنة 1961، لكني لم أترك القيم التي كنا نتكلم بها في الحزب باعتبارها تمثل قيم التقدم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية واحترام الكرامة الإنسانية …
وكنت بفترة مبكرة مهتما بالثقافة والادب وبعمر 17 سنة، كنت قد قرأت القسم الأهم في المكتبة الوطنية الموجودة في اللاذقية، “يمكن اليوم اذا حدا راح لهنيك يشوف ملاحظاتي على هوامش الكتب وهي عادة سيئة في صغري ” ،واعتقد أنني كنت شاب مثقف بالمرحلة الثانوية ، بسبب معرفتي لأمور كثيرة ومن ثم ذهبت إلى القاهرة في منحة دراسية.
أتذكر عندما كان أبي في الدرك ويأتي الفلاحون أصحاب القضايا والمشاكل حاملين معهم العنب أو اللبن أو الجوز أو الدخان، كان يغضب كثيرا ويقول لهم “جايبين أكل لولاد رئيس المخفر روحوا طعموا ولادكن أولى فيهن رئيس المخفر عنده راتب”، كما كان ينتبه إلى أحدهم إذا كان شبه عاري ويطلب من أمي أن تعطيه قميصا أو حذاء، في ذلك الوقت كان الفقر شديدا فلم يكنفي الريف العلوي 10 الاف شخص يملكون أحذية.
رحم الله والدي كان محب للعدالة الإنسانية وكان يحب امبراطور العدالة جوزيف ستالين مسيح الفقراء، وكان يضع صورته خلف الباب في مخفره، رغم أنه في ذلك الوقت بفترة الشيشكلي وحسني الزعيم والانقلابات لا يمكن وضع مثل هذه الصورة ،ولكن أبي كان متصلا بالتاريخ والثقافة والوقائع وآلام وحقوق الناس.
أذكر في إحدى الأيام كنا عائدين من جبلة (بالبوسطة)، كان فيها ما يقارب 40 شخص وهي بالأصل تتسع ل 15 شخص ، وقفت سيارة رئيس فصيل في جبلة قرب البوسطة وجاء إلينا وعندما رأى والدي قال له: “كيف تقبل على حالك تركب بوسطة فيها كل هذه المخالفات” رد عليه والدي قائلا: “إنت كيف تقبل على حالك تكون بالبلد كل هؤلاء الناس إلي مالها مكان ومن ثم تعتبر ركوب البوسطة امراً مهيناً “.
إذا لم تخونني ذاكرتي سنة 1946 جاء شكري قوتلي على مدينة كسب ،وكان أبي رئيس المخفر حينها، فسأل في لقاء مع الدرك ما هي مطالبكم فقال له والدي: “الشعب فقير” ،فردَّ شكري قوتلي “انا لم أسئلك عن الشعب لا تكن محامي دفاع عنه،ما هي مطالبكم أنتم؟”، فقال له والدي: “نحن ليس لنا مطالب ولكن الشعب هنا فقير جدا “شوفوا الشعب””.
هذه القصة كلفت والدي 45 يوم في سجن حلب وتأجيل ترفيعه لمدة 7 سنوات .
سمعت من والدي اسم “محمد عبدو” و”جمال الافغاني” و”نابليون بونابرت” و”اسكندر الأكبر”……الخ، هذه البيئة التي تربيت بها ملائمة لأن يكون الإنسان يساري ويبقى يساريا.
س2: استاذ ميشيل كبرت وترعرعت في كنف أسرة عرفت بالانفتاح واللا طائفية، ووالدك صاحب مفهوم وطني واعي وصاحب مقولة مشهورة “كيف تستطيع أن تكون مسيحيا فقط” في بيئة أعطتك لغتك وثقافتك وتاريخك وهي جزء مهم في بيئتك، هل كان يوجد في اللاذقية بيئة لهذا المفهوم؟
أعتقد أن الانفكاك عن الدولة العثمانية رافقه مجتمع وطني في سوريا،فقد انفك العرب عن العثمانيين بسبب وحدتهم كجنس عربي وليس عداء للوطنية،و مع مجيء الاستعمار دخلنا بعملية التجزئة فتحولت الحركات التي أرادت دولة عربية موحدة لحركات قبلت بعض أطرافها بدولة وطنية .
وبذلك نشأت في سوريا دولة وطنية ضمن إطار يتشكل في مجتمع ما بعد طائفي ،مجتمع حديث وطني، وزاد من هذه العملية ان الدولة التي انتدبت على سوريا لم يكن لديها عدد كبير من الممثلين داخل سوريا، وفي ذروة الاستعمار الفرنسي كان هناك 13 ألف شخص بكل من سوريا ولبنان ، فكانت فرنسا مضطرة للاستعانة بكوادر وطنية درسوا في مدارس التعليم الفرنسي الجمهوري العلماني الديمقراطي وليس تعليم استعماري ، وساهموا هؤلاء بإضفاء طابع حديث على المجتمع السوري الذي كان ذاهب باتجاه ما بعد ((المِلَلِّية العثمانية)),حيث كانت الطوائف الدينية تسمى مِلَل أيام العثمانيين وكان لها ممثلين وتُعتبر الطوائف الجهة الشرعية التي تدافع عن اتباعها.
وذهب المجتمع السوري إلى مجتمع مندمج على أسس حديثة خاصة أن رافق الانتداب شق طريق واسعة، وتأسست منظمات دولية بيروقراطية حقيقية وحديثة، ونهضة تعليمية كبرى وفضلا عن دخول سوريا في نظام السوق من الناحية الاقتصادية، وبدأ البلد يتكور ويتطور ليصبح دولة وطنية، ولكن البعث ألغى هذا كله و أعاد السوريين إلى زمن الطائفية والمللية في حين كان توجه السوريين لرفض التجزئة ” كلنا نعلم ان فرنسا قسمت سوريا الى خمس دول ” وأكثر من ناضل لرفض التقسيم هم الطائفة العلوية والتي كانت فرنسا حريصا جدا على إقامة دولة لها في الساحل حتى سنة 1938.
والجد صالح العلي، كان له أشعار وطنية سورية وتغزل بالعروبة ، وهو اول من حمل السلاح ضد الانتداب الفرنسي في الساحل، كما تعرض لإساءات كبيرة من التيار الذي أيد الانفصال عن سوريا، وكان احد ممثليه علي سليمان الأسد والد حافظ الأسد الذي حكم سوريا بروحه الطائفية الممتدة والتي تغطي البلد كله وهكذا أصبحت دولة طوائف.
ولكن الجو الوطني لعب دور كبير في تربية جيل سوري قريب في عقله من الفكر الديمقراطي، لديه حس التقدم الاجتماعي والإنساني يمتلك ثقافة واسعة ولغات.
اللاذقية في سنة 1920 حتى 1946كان فيها 26 مطبوعة دورية ومركز ثقافي أو حلقات ثقافية، وكان فيها إشعاع للفكر ومثقفين كبار يحاورون طه حسين ورجال دين مستنيرين مثل الشيخ أحمد سليمان الأحمد رحمه الله، كان علّامة استثنائي في اللغة والتاريخ ومجتهد علوي شديد الانفتاح على الأديان والفكر والإنسانية ،والذي قامت عائلة الأسد فيما بعد بمعاقبة أبنائه منهم بدوي الجبل ومحمد سليمان الأحمد ومنير الذي قتل لاحقا في السجون.
لذلك وجدت تيارات مابين عام 1946_1958 تأخذ البلد إلى حالة اندماج، تقوم على أسس ديمقراطية تترسخ وتتجذر أكثر فأكثر، رغم الكثير من التدخلات الخارجية وتدخلات الجيش والانقلابات التي عانت منها سوريا في ذلك الوقت.
وليكن معلوما أن الانقلابات التي حدثت لم يتم فيها قتل سوري، وأن الانقلاب الذي حدث ضد حسني الزعيم قتل فيه شخصان فقط هما ((حسني الزعيم و البرزاني))، وأن الذين سجنوا في فترة الانقلاب سجنوا لفترة قصيرة ولم تغلق الصحافة والأحزاب ولو حدث كان لأيام قليلة .
لم تلغى الديمقراطية، وبقي النظام الديمقراطي نواة البلد الذي كان يمر باضطرابات نتيجة الصراعات الامريكية والبريطانية في المنطقة، ولكن بالنتيجة كان البلد ذاهب نحو خيارات مفتوحة أهمها الخيار الديمقراطي ،ومن ثم جاء البعث ليعمل حالة مقاطعة مطلقة مع التطور الوطني والديمقراطي.
في أوروبا الفكرة القومية جاءت بحقوق الإنسان وفكرة البعث القومية ألغت حقوق الإنسان وأدخلتنا بعالم إجرامي فظيع .
عندما جاء البعث قال:”سلمني حقك بالعنف لمارس عليك كل أنواع العنف”.
البعث بعيد كل البعد عن الوطنية ونقيض التطور التاريخي ،وكان ومازال حالة غير طبيعية ،وهذا التدمير الإجرامي الذي يحدث في سوريا الآن يحدث على يد أشخاص جعلوا من ((وحدة حرية اشتراكية)) شعارا لهم، هو اكبر مثال على حجم الإجرام الذي ارتكب بحق سوريا كمجتمع ودولة وبحق الشعب السوري المعتدل والمتسامح والمثقف عمره مابين 4000 إلى 5000 سنة.
تلك الفترة كانت فترة ازدهار ونهوض ، يكفي أن تعلم أن سنة 1961 عندما بنيت أول كنيسة في بانياس ، كان المسيحيون يذهبون للصلاة في مسجد بانياس الرئيسي وكانوا يصلون على موتاهم ويعقدون قران أبنائهم في المسجد وأن هذه الحالة كانت موجودة في كل مكان حتى أن مفتاح المسجد كان بجيب أسرة مسيحية، وهذا كله قضى عليه حزب البعث ((حزب الموت)).
س3: عملت في وزارة الثقافة والإرشاد القومي وكذلك كاتبا وصحفيا ومحللا سياسيا، ومن ثم انخرطت في العمل السياسي، ما هي المهنة التي أحببتها أكثر ولماذا؟
انخرطت في العمل السياسي منذ عام 1955 ومن ثم ذهبت إلى مصر للدراسة وكنت حينها شيوعيا لوحقت فترة في مصر ومن ثم أخرجت منها لأسباب سياسية، وبعد ذلك ذهبت إلى ألمانيا ولكنني لست شيوعيا بالمعنى التنظيمي وإنما بالمعنى الفكري والروحي.
فتنت بكتابات كارل ماركس وبالحقيقة الشيوعية مررت بمرحلتين، مرحلة تحديد الأسس ومرحلة تحديد الأساسات .
تحديد الأسس كانت مرحلة فرضيات مهمة كثيرا وضعت من أجل اكتشاف الشروط الواقعية للتحرر الإنساني، وكان اهتمامي في البداية بشىء سمي اقتصاد عرف بإحدى الرسائل من أنكيز لسينغل “نحن لم نعتبر الاقتصاد الرافع في التاريخ وإنما عرف على أنه إنتاج الحياة الإنسانية المادية والروحية وهذا برأي هو الأقرب إلى روحهم وعقلهم”.
كنت في تلك المرحلة شخص لديه رأي ومواقف وانتماء، كنت ومازلت مهتما بالخيارات التي لها علاقة بالحرية الإنسانية.
أكثر مهنة فتنت بها هي الكتابة لأنها تتيح لك أن تكون إنسان متواصل مع المجتمع متابع لما يجري على كل الأصعدة ويكون لك رأي منه، يكون لديك قدرة على التحليل والتركيب والتعبير، وكذلك يكون لك مسافة للحفاظ على الموضوعية والحيادية بنفس الوقت لديك التزام إنساني بشكل رئيس بالناس.
وقد كان الياس مرقص يقول” حثيثة السياسة المصلحة وحثيثة الكاتب الحقيقة وإذا كانت الحقيقة ليست ذات قيمة للسياسي الذي يعاير كل شي بالمصلحة فمصلحة المثقف هي الحقيقة ويجب أن هذه المصلحة هي معيار السياسة إذا يجب أن تكون السياسية هي معيار الحقيقة بمعنى أن لابد أن تكون السياسية اخلاقية ملتزمة بالناس، والذي يعمل في السياسة بحثا عن مصلحته هو شخص انتهازي وكاذب وضيع يتاجر بقيم انسانية نبيلة من أجل غايات منحطة.
عندما كنت في وزارة الثقافة تم استدعائي عدة مرات، وقيل لي بأنني لا أستطيع ان اكتب وأنشر دون أخذ إذن مسبق حتى أنه في |أحد المرات عندما كانت نجاح العطار وزيرة لفترة طويلة قلت لها:”إذا كنت بدك تخيرني بين عملي في الوزارة وبين هويتي ككاتب مستقل ..رح أترك الوزارة حتى لو رح جوع ”
فمهنة الكاتب هي أفضل المهن إذا كانت منضبطة بمعايير تتخطى المصلحة الشخصية والحسابات الذاتية ومعيارها هو الحقيقة حيثية المثقف ومرجعيته، علما أنه ليس كل ما يقال حقيقة لأنك تتابع حراك له مرونة وسيولة هائلة وتتداخل به عوامل كثير عن السياسة، وليس من السهل دائما أن نضبط الخيط الرئيس الذي تمشي به ولا بين العوامل التي تتدخل وتخرج تاركة أثرا صغيرا أو كبيرا أو تبقى باعتبارها عوامل مقررة ، فالكتابة عن السياسة مسألة بمنتهى الصعوبة إذ لا يوجد بها ضوابط كبرى تكون عملية “تخبيص” مثل ما نرى الكثيرين من الكتاب وأحيانا بكتاباتي أنا حتى لا أنزه نفسي.
ومهنة الكتابة هي مهنة ساحرة وأنا أتمنى من الشباب أصحاب المواهب أن ينصرفوا إلى الكتابة سواء شعر أو أدب أو قصة.
من المهم أن يرعى الإنسان في نفسه مواهبه الكتابية والتواصلية مع الأخرين تستند إلى قواعد معرفية لا بأس بها .
س4 استاذ ميشيل دخلت المعترك السياسي كعضو في الحزب الشيوعي في فترة الستينات التي كانت فترة اكتنفها الكثير لماذا اخترت الشيوعية، وهل ما زلت تؤمن بها؟
أنا اخترت الحزب الشيوعي لأنو كانت تربيتي قريبة من رؤية والدي لستالين باعتباره مسيح الخلاص البشري والفقراء
عندما رجعنا إلى اللاذقية بعد تقاعد أبي كانت حارات منطقتي منقسمة إلى فصيلين، فصيل شيوعي أرثوذكسي والذي كنت انتمي لهم، مسلمين قريبين من الإخوان المسلمين أو من جمال عبد الناصر كنت اثناء الحوارات التي تقام بيني وبين شباب الحارة نتحدث عن الإطار الشيوعي للسياسة.
سوف اتحدث لك عن موقف طريف في سنة 1956 أمم جمال عبدالناصر قناة السويس ، كان أحد أعضاء اللجنة المنطقية في الحزب لديه راديو في بيته وكان في ذلك الوقت خطاب لجمال عبد الناصر لم نكن نعلم أنه سيعمل على تأميم قناة السويس بعد.
وفي تلك الفترة كان الحزب يعتبر جمال عبدالناصر عميل وكاذب يريد أن يبيع القناة لأمريكا هذا ما كان شائع في العصر السياسي السوري حتى عند البعثيين والأخوان، واثناء خطابه كنا نشتمه بصفة العميل والرأي الرسمي للحزب ضد عبدالناصر بينما كان الشعب قد بدأ يتعاطف معه .
عبدالناصر لديه سحر عندما يتكلم بصوته بطريقته بعرض أفكاره واختياره الأسهل للأكثر تعقيدا، وعندما وصل بخطابه على تأميم قناة السويس وقرأ النص المكتوب امامه سكتنا جميعا الموجودين في الغرفة لم يتكلم أحد، موقف لا أنساه أبد من شدة فرحتي بقرار التأميم “دموعي طفرت من عيوني” حتى لاحظ عضو القيادة المنطقية وعندها قال لي :”ضحك عليك صدقت الكذاب” قلت له: “لا أعوذ بالله “، ولكن بيني وبين نفسي شعرت أننا دخلنا في زمن مختلف.
لم أكن منسجم كثيرا مع الشيوعين رغم أني كنت نشيط جدا حيث كنت منظم 17 عضو من أصل 130 عضو بالحزب وكان عمري حينها 18 عاما، كنت شابا مثقفا متفوق دراسيا ذو علاقات اجتماعية واسعة .
ولكن كنت تحت تأثير معرفتي لإلياس مرقص سنة 1954 ولعبت دور كبير في ذهابي إلى الحزب الشيوعي سنة 1955،وأصبح لدي تحفظاتي على الطريقة التي يدار بها الحزب الشيوعي لم أفهم بشكل حقيقي ما معنى الطريقة التي يدار بها الحزب كنت شابا صغيرا، ولكنني كنت أشعر بتوجيه وحجج وقوة منطق إلياس مرقص على طريقة الإدارة مثلا أن الحزب بقي فترة 30 سنة ولم يقم بمؤتمر وكان إلياس مرقص يقول :”الحزب الشيوعي الصيني رغم الحرب الأهلية كان يقيم كل 3 سنوات مؤتمر ونحن في سوريا والحزب معترف فيه نوعا ما ولماذا خالد بكداش كان مستبدا بنا كل هذا الاستبداد”
تأثرت به والكثير من الشباب كذلك وأن هذه ليست الشيوعية التي يجب أن نمشي وراءها، وليست السياسة الصحيحة والإتحاد السوفيتي بلد ليس قريبا من الشيوعية هو بلد يدار باستبداد ودكتاتورية ولا تشبه في شئ لا التحرر الإنساني ولا حتى بأجهزة أمنية وقمعيه يسودها شخص دكتاتور فعرض آراءه على الناس وأن ما يفعلوه في سوريا مثال “للتخصيص” يؤذون شخص يدير حزب وكأنه مزرعة.
خالد بكداش سنة 1956 ذهب إليه وفد من القيادات في اللاذقية ليتحدثوا معه وعلى رأسهم الأستاذ هاني حداد فقال له خالد بكداش: “إنتو موجعين راسي كلكم 130 شخص يعني إنتو مزرعة صغيرة بالحزب”، فذهب لفظ المزرعة على لسانها وأنه لم يعتبر لنا قيمة، فكان هناك التناقض بين ولائي وانتمائي للحزب وبين شعوري الداخلي ان هذا ليس الحزب الذي نسعى له.
سأتحدث عن واقعتين ذوات أهمية الأولى : الذي عقد الاجتماع الأول للحزب شخص توفي وعمره 26 اسمه إبراهيم الخليل يدرس حقوق سنة ثالثة في جامعة دمشق كان من أروع الأشخاص الذين قابلتهم ،قال في الاجتماع :”أنتم جئتم على جهة تدعي أنها تريد الحقيقة وأنها تريد أن تخدم الناس وفي أي لحظة تشعرون أن سياسات الحزب لا تخدم الناس ولا تتفق مع الحقيقة اتركوه، ولا تتركوا القيم التي يدعي الحزب أنه يمثلها وبقيت هذه الفكرة في رأسي.
والثانية كنت في اجتماع في منزل أحد الرفاق كان عامل في المرفأ وهو علوي من منطقة الرمل، رجل فقير جدا ينام مع عائلته على الحصير ، حيث كان على الحائط ورقة كتب عليها “الحرمان رفيق الجهاد عز الدين القسام”، تركت هذه العبارة شيء في نفسي أن المناضل لا يبحث على شيء شخصي أو ثروة .
س4 استاذ ميشيل في حديثنا عن الاحزاب ما رأيك بحزب البعث ، هل هو حزب دكتاتوري شمولي أم هو حزب قومي تحول إلى ما هو عليه الآن وما هي الأسباب برأيك؟
ياسين الحافظ كان يقول عن ميشيل عفلق أنه رجل بدوي والتاريخ بالنسبة له هو احداث لا عمق لها، تحدث بالأمة العربية ولم يقول ما يفهمه من الأمة، وتحدث وكتب عن الوحدة العربية بعيدة بكل المعاني عن العلمية.
المفهوم العام الذي كان عنده هو “نحن حزب انقلابي” يعني حزب أدركت قيادته قبل غيرها أن الحزب بحد ذاته لا يستطيع أن يجري أي تغير، في مجتمع كالمجتمع السوري وفي جيش يحاول أن يقوم بالانقلابات وغير خاضع للسياسة، جيش متمرد بمسائل متنوعة على القيادة السياسية.
نحن كنا نقول حزب العمال والفلاحين والطبقة الكادحة وهو كان يقول الانقلابية، وبالنهاية عمل هذا الحزب على ادخال ضباط فقراء وأبناء الفلاحيين ومنهم بيت الأسد الذين كانوا قطاع طرق يعملون لدى العوائل الموفرة بتخويف الفلاحيين .
8 أذار كان يوم مشؤوم بتاريخ سوريا وبرنامجه الحقيقي هو السلطة ، لا يهمه المجتمع ولا الوحدة ولا الحرية ولا الاشتراكية، ضرب المجتمع بيد من حديد عبر وسائل القمع والقهر التي تنبع من طبيعته كحزب انقلابي ووصل للسلطة بمساعدة ضباط ، كما وضع يده على الدولة والمجتمع والثروة والمعرفة والجامعات ومارس سياسة القمع والتخويف في كل الاوقات.
وللأسف الشديد وجدت له السوفيتية الأستالينية غطاء شرعي نظري وبالنهاية وجد لنفسه هذا النظام نظرية طريفة وهي ((النظام القومي الاشتراكي)) وهو فعليا ليس له علاقة بالقومية والاشتراكية، وإنما كرس وقته في محاربة العرب ،علاقتنا مع لبنان وفلسطين والأردن والعراق بشكل خاص والتي يوجد فيها حزب البعث لهم نفس المرجعية وكانت أشد أنواع العداء.
نظام كاذب لم يفي بأي من وعوده وسياسته قائمة على التهدئة مع إسرائيل والعمل تحت سقوف إسرائيلية وتلحق ضرر كبير بالعرب عبر وضع كل امكانياتها في مواجهة عربية، سياسية إستراتيجية لا تمس بأمن إسرائيل.
رابين قال ما قتله النظام السوري في لبنان بأسبوعين أكثر ما قتلناه من العشب الفلسطيني خلال 15 سنة، النظام السوري أراضيه محتلة من قبل إسرائيل لم يحررها وبدل من ذلك دخل إلى لبنان، وأرسل صورايخ ثقيلة إلى ايران لتقصف بغداد.
أما الاشتراكية كما تعرفون لم يترك شي وضع يده على ثروات سوريا، في الستينات كانت مستوى المعيشي الوسطي للسوري أعلى من كوريا الجنوبية وكانت على المستوى الخدمي حسب الإحصاءات تعتبر بلد على وشك أن يغادر مرحلة التأخر.
كانت سوريا في مرحلة 1956_1957_1958 لا يوجد لديها ديون خارجية، كانت سوريا تبيع عشرات ومئات آلاف الأطنان من القمح والشعير والبرغل والعدس وحتى الرز كانت تبيعه.
من عام 1966 بدأت سوريا تستورد الطحين ولم تتوقف يوم واحد عن استيراده منذ ان استلمها حزب البعث.
س5: في سؤالنا له عن انتظاره لاندلاع الثورة؟ وكيف يتوقع لها أن تتطور؟ أجاب:
“كان لدي ثقة مطلقة من أن الوضع في سوريا لن يستمر، عندما رجعت من المانيا في عام 1966تعرفت على البلد وعاودت التواصل مع إلياس مرقس كان لدي ثقة مطلقة بأن النظام لن يستمر لأنه مخالف للطبيعة”
وفي سياق متصل يتابع الأستاذ ميشيل حديثه: “في عام 1964إلتقيت إلياس مرقس وسألته عما يحدث في سوريا بما يخص الوضع(اليساري)أجابني: بأنه قد حدث احتمال من إحدى هذه الاحتمالات الثلاثة او ربما حدث الاحتمالات الثلاثة كلها (مع العلم أن علي صالح سعدي قد قال لي نحن جئنا على السلطة بقطار أمريكي):
الاحتمال الأول: جيء بهؤلاء كي ينصبوا فخاً لعبد الناصر
الاحتمال الثاني: إنهم أتوا كي ينصبوا الفخ للأمة العربية
الاحتمال الثالث: انتهت مرحلة الإنسان الصانع والعاقل “
تحدث الأستاذ ميشيل قائلاً: “عندما التقيت بإلياس مرقس قال لي هناك 50 مثقف يفهمون الوضع جيداً وعندهم خلفية ثقافية جيدة وشجاعة أدبية أهم من أي حزب ممكن ان يفعل هؤلاء المثقفون شيئاً كبيراً في سوريا، في 28أيار في عام 2000 دعوت للقاء حضره أربعة أشخاص لتأسيس (لجان إحياء المجتمع المدني)
وكتبت وثيقتان ومجموعة من المقالات بنيتها على فكرة أن الحرية هي الرهان الوحيد الذي يجب أن يرتبط به الوجود الإنساني ودور الإنسان في الحياة ،كان عندي قناعة كاملة من رد الفعل الذي رأيته، آلاف مؤلفة من الناس التحقت بنا بسرعة.
نحن قلنا انه: علينا أن نتوجه إلى من تعني لهم حريهم الكثير وبقيت أكتب في لجان إحياء المجتمع المدني واستندت في هذه الكتابات والتنظير على فكرة مهمة ذكرها (ماركس: يميز فيها بين المّدنية البرجوازية وبين المدّنية الإنسانية أو الاشتراكية) استندت على فكرة ماركس في بلورة مفهوم النظام البديل الذي يجب أن يقوم على الحرية والعدلة والمساواة والكرامة ،وحكم القانون على إخراج العنف من المجتمع على مساواة البشر في الحقوق والواجبات ، وعلى بناء نظام سياسي يقوم على إنسانية ترى في كل مواطن اسم نوع الانسان، هذا ما كنت أفعله في إحياء لجان المجتمع المدني ”
س6: أستاذ ميشيل كيلو دعوت إلى مؤتمر القطب في القاهرة؟ ماهي خلفيات هذا الحدث؟ وماهي نتائج هذا المؤتمر؟
القوى الديمقراطية في سورية ليست قادمة من الثورة إنما قادمة من أماكن حزبية سياسية تفككت وتفتت وضعف دورها وتراجعت.
في المستقبل قد يكون هناك حزب سياسي مبني على فكرة الحرية لكن نحن اليوم لا نملك هذا الحزب، وأنا كنت مع الناس الذين قالوا: إن هذه الثورة الكبيرة ليس هناك من يمثلها.
ويضيف: ” سارع النظام لإبادة أصحاب هذه الثورة الكبيرة بأقصى سرعة ممكنة لاعتقاده أن هؤلاء الناس هم الذين أفسدوا المجتمع التقليدي عندما أوصلوا له فكرة الحرية والعدالة والمساواة، فسارع النظام لإبادة القوى المدنية التي مهدت للثورة والتي قدمت لها “المونة الفكرية” وبرنامجها العظيم إن” الحرية للشعب السوري الواحد” وبعد هذه الإبادة للقوى المدنية راهن النظام بأنه ستظهر قيادات تقليدية ليست الحرية طموحها، وبعدها قليلاً سوف يأخذ النظام هذه القيادات باتجاه شيء لا يشبه الثورة والكرامة والحرية مع تركه للمعتقلات والمعتقلين في السجون”.
ومن جهة أخرى تحدث الأستاذ ميشيل عن تشكيل المجلس الوطني بطلب خارجي حيث يقول: هذا المجلس أتى من عالم الأحزاب التي ليس لها علاقة بالثورة.
وموضوع الحرية ليست مهمة جداً عندهم فالحرية هي عبارة عن شعار وليست الخصيصة التي تبنى عليها السياسية ويقوم عليها التحرر الإنساني.
ويتابع حديثه: اجتمعت جميع الأحزاب مع المجلس الوطني ،لتوهم الناس على موضوع التدخل الخارجي الذي كان من المفروض أن يحصل، وتشكل الائتلاف وهو لليوم ساحة لخلافات متناقضة وصراعات دول عربية تخشى من الديمقراطية في سوريا وبعضها يخشى من نظام إسلامي وهكذا لا يبقى من خيار إلا أن تذهب البلد إلى الفوضى.
هذا وقد أبدى الأستاذ كيلو رأيه في الائتلاف عندما قال: “إن الائتلاف يدير المشكلة السورية بما يعزز الفوضى فيها، نحن دخلنا على الائتلاف كي نكوّن قيمة مضافة تأخذه إلى دوره الرئيسي (مؤسسات لإنتاج عمل وطني، سحب الاستراتيجية المعتمدة على الخارج واعتماد استراتيجية تعتمد على الداخل، وإنهاء الخلافات الموجودة في الداخل، وخلق مؤسسات توحيدية في الثورة)
بعد عامين ونصف من التعب لم نحقق الكثير، يجب أن يُطرح اليوم فكرة الجدوى من وجودنا في الائتلاف باعتباري أنا رجل في الائتلاف لا أقبل من أحد أن يحدد لي ضرورات وواجبات المواطن والوطن السوري، إذا بقي الائتلاف على وضعه الحالي فأعتقد أن أفضل مكان يليق فيه فعلياً هو القبر”
س7 ما هي الأسباب التي جعلت من اتحاد الديمقراطيين السوريين لا يكون له دور فاعل كما كان معقود عليه الآمال؟!
هناك أسباب كثيرة منها أسباب لها علاقة بالطريقة التي عملنا بها، وأسباب لها علاقة بطبيعة الساحة، وأسباب لها علاقة بطبيعة التطور من ثورة الحرية نحو ثورة مليئة بالفوضى والعنف وبدائل للحرية”
ويتابع حديثه: “ كتل بشرية هائلة قامت بالثورة وكان طموحها هو النظام الديمقراطي وشعارها هو الحرية للشعب السوري الواحد ولا للطائفية والمذهبية، وأن تكون الحرية في قلب الحدث السياسي حرية الإنسان والمجتمع، وأن نوحد هذه المزّق الديمقراطية الموجودة بكل مكان، كان طموحنا أن يكون الاتحاد هو التعبير السياسي عن الحضور الشعبي الهائل لفكرة الحرية الديمقراطية بحياة الناس وبثورتهم، الحقيقة لم نستطع أن نرتقي بعملنا إلى مستوى هذا الطموح الكبير
بالإضافة إلى التفاوت الحقيقي بمستوى الوعي بين أعضاء الاتحاد كان لدينا تفاوت حقيقي بالرهانات ليس كل هذه الناس قادمة من هذا المبدأ، وحملنا منذ البداية جزء رئيسي من عيوب الحالة المجتمعية والسياسة والعسكرية الموجودة عن الأرض”.
بالإضافة إلى حقيقة مهمة جداً:” جميع الأماكن التي أصبح بها عمل عملي حدث فيها إنجازات كبرى، نحن اليوم على مشارف القيام بمحاولة نريد أن نتفادى فيها هذه الأخطاء ونريد أن نعود إلى الساحة وأن نقرن القول بالفعل ونريد أن نضع قدراتنا وإمكانيتنا بين أيدي الناس، كان طموحنا أن نجمع هذه القوي وأن نشعرها بأنه يوجد من يعبر عنها وتشعر بأن دورها لن ينتهي ونضع أيدينا في أيديها بحيث عندما نصل إلى ما بعد نظام الأسد سيكون خيار الاتحاد خيار حاضر بقوة وشخص له ويكون له حامل اجتماعي هائل يعبر عن نفسه ليس فقط على مستوى السياسة وإنما على مستوى القيم التي يحملها اتحاد الديمقراطيين السوريين، حاولنا أن نمد يدنا للجميع وأن نؤسس حالة من التنسيق والتعاون والتشارك ويجب علينا أن نخرجهم من وضعهم التنظيمي إلى وضع يتفق مع القيم التي يحملونها وسنعمل على إطلاق حراك كبير في اتجاه الديمقراطية ،هذه هو الوعد الذي سوف نعمل عليه”
الكثير ممن في الثورة السورية طالب بالحرية والديمقراطية والتحرر النهائي من كل أنواع الاستبداد، وأن يعملوا على مستوى مناطقهم في الأساليب النضالية الضرورية التي تمكنهم من أن يستعيدوا المبادرة كجهات تريد الحرية، وأن يكون حضورهم ملموساً في الساحة مرة أخرى كما كان ملموساً ببداية الثورة رغم إدراكه للعقبات والصعوبات”.
وصرح الأستاذ ميشيل بقوله:” اتحاد الديمقراطيين السوريين في الطور القادم سيكون تحت تصرف جميع هذه التجارب وسيتعاون معها وسيمد يده لها وسيعتبر نفسه خادماً لكل تجمع سوري يريد أن يصل بها إلى حالة من التوازن المعقول يحترم فيها الإنسان ومصالحه ويستطيع أن يتنفس بها في حرية ولا يخاف لا على يومه ولا على غده”
وعند سؤالنا له عن تعريف مختصر من اتحاد الديمقراطيين السوريين للحدود التالية أجاب:
*نظام الأسد: “السياسية وقد تحولت إلى جريمة والنظام قد تحول إلى عدو الشعب يجب أن يسقط هذا النظام بكل ما يرمز إليه وبكل ما يحتضنه في منطوياته”
*المتطرفين في الثورة السورية: “الوجه الآخر للنظام”
*إيران: “دولة معادية تنتهك كرامة الدين وقدسيته من أجل مصالح شديدة الوساخة، وذات طابع قومي شديد”
*حزب الله: “تنظيم استغل قضية مقدسة كي يتحول على جهة إجرامية تقتل الأبرياء”
*السعودية: “آخر بلد في الجسم العربي يستطيع أن يبني إستراتيجية كبرى لخروج العرب من وضعهم الحالي لكنها لا تملك الوعي والرغبة كي تفعل شيئاً كهذا”
*مصر: “دولة سقطت ببئر لن تخرج منه بسياسات السيسي والعسكر، وبهذه الممارسات الإجرامية التي لا يراد منها سوى تخويف الشعب المصري ومعاقبته على الثورة”
*روسيا: “بلد كان في زمن السوفيتي، صديقاً للنظام، عدواً للشعب”
*أميريكا: “دولة تدير الأزمة في سوريا وتحدد الخطوط الحمر لجميع الأطراف وهي المستفيد الأعظم مما يجري في بلادنا”
*العراق: “الدولة التي أجريت بها التجربة الأولى والفوضى المدخرة التي نقلت إلينا بعد أن قامت الثورة ب أشهر وبعد أن قرر المتصارعون الدوليون والإقليميون تحويل سوريا إلى ساحة صراع
كان تدمير العراق جزء رئيسي من تدمير العالم العربي، وقتلته الطائفية والتشتت السياسي والتدخلات الخارجية والصراعات الأميركية الإيرانية
*تركيا: “دولة صديقة تقوم بواجبها تجاه السوريين من رعايتهم على وجه لا يقارن بما تقوم به أي دولة أخرى، وتركيا تعتبر أن نجاح الثورة في سوريا هو جزء من أمنها الوطني والذاتي لاعتقادها أن هزيمة الثورة السورية ستكون تكلفتها فادحة على تركيا، وهي دولة صديقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”
*فرنسا: “دولة تتعامل معنا بقيم الثورة لكن مواردها لا تمكنها من أن تصبح قوة مقررة في أزمتنا”
وفي نهاية اللقاء وجّه الأستاذ ميشيل كيلو كلمة إلى جميع إخوانه السوريين وأخواته السوريات، سواءً كانوا مع اتحاد الديمقراطيين السوريين أو خارجه بأن: يعبروا عن طموحاتهم الديمقراطية بصورة ملموسة، وأن يستعيدوا نشاطهم ك أطراف رأت في الثورة السورية الحرية والديمقراطية والتحرر النهائي من كل أنواع الاستبداد، وأن يبلوروا على مستوى مناطقهم الأساليب النضالية الضرورية التي تمكنهم من أن يستعيدوا المبادرة كجهات تريد الحرية، وأن يكون حضورهم ملموساً في الساحة مرة أخرى كما كان ملموساً ببداية الثورة رغم إدراكه للعقبات والصعوبات”.
المصدر: موقع اتجاد الديمقراطيين السوريين