كنت يوم السبت الماضي برفقة السيد أنور يوجال، رئيس مجلس أمناء جامعة “باهتشيهير”، والتقيت به في شانلي أورفا، حيث عملت الكلية التابعة للجامعة هناك، على عقد مؤتمر يتحدث عن معضلة تعليم الأطفال السوريين، وقبل المؤتمر شارك أنور يوجال مع عز الدين كوتشوك والي شانلي أورفا بمباراة كرة قدم جمعت بين الأطفال السوريين وطلبة كلية باهتشيشهير، وانتهى المباراة بنتيجة التعادل 1-1.
وتحدث الوالي كوتشوك عن أنّ عدد الأطفال السوريين القادمين إلى شانلي أورفا بلغ 523 ألفا، منهم 109 ألف طفل يعيشون في الخيام، ويتلقون تعليمهم هناك، وأنّ معظم بقية الأطفال الذين يعيشون خارج الخيام لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، وذكر بأنّ هناك “110 ألف طفل سوري، منهم 53 ألف يذهبون إلى المدارس التركية، لكن 55 ألف طفل لا يستطيعون الذهاب لمدارس، والتعليم بالنسبة لهؤلاء الأطفال ليس مجرد تعليم واكتساب مهنة، وإنما تشكل لهم المدارس وسطا ملائما لإعادة تأهيلهم كونهم تعرضوا لصدمات نفسية قوية”.
علينا أنْ لا نخسر جيلا
تحدث سلجوك شيرين الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك، عن أنّ شخصا يشرد من مكانه كل 3 دقائق في أنحاء العالم، وأنّ عدد اللاجئين في العالم وصل إلى 60 مليون، وهو أعلى رقم تم تسجيله، وحسب بحث أجراه شيرين على العائلات السورية، وجد أنّ 79% منها قد فقد مات أحد أفرادها، و60% منهم كانوا شاهدين على العنف الشديد، و40% من هذه العائلات تعرضت للعنف بشكل مباشر.
كانت سوريا قبل الحرب من أفضل الدول من الناحية التعليمية، لكن هذه الأرقام تراجعت إلى 50%، وأضحت جامعة باهتشيشير بأنها تسعى إلى تعليم 300 ألف طفل سوري اللغة التركية في مراكز تعليم اللغة التابعة لها، وذلك من أجل تسهيل عملية اندماجهم بالمدارس التركية، ويسعى شيرين بالتعاون مع طاقم جامعة باهتشيشهير إلى إجراء الأبحاث على الأطفال السوريين من أجل معرفة حجم تأثرهم النفسي من الحرب الأهلية التي عاشوها، خصوصا وأنهم وجدوا جيرانهم صباحا قد أصبحوا أعداءً لهم، وأجبروهم على الهجرة والخروج من بلادهم، وعرضوهم لتهديد السلاح، وهذه الحقائق يتصاعب البالغون في تحمّل أثرها، فكيف يمكن أنْ يكون أثرها على الأطفال؟
تقع مسؤولية تعليم الأطفال السوريين في المدارس على الجميع، وكل يوم يمر بدون تعليم لا يمكن تعويضه، ولذلك علينا أنْ نتحرك بسرعة، وإلا سنكون أمام خطر فقدان جيل كامل، وعلى الجميع التحرك والقيام بمسؤولياته كي لا نخسر هذا الجيل.
ترك برس