يتعرض ريف إدلب لحملة جوية شرسة أدت لخروج عدة مشافي عن الخدمة دفعت القائمين على مشفى معرة النعمان المركزي لإيقاف إجراء العمليات الباردة والاقتصار على الحالات الإسعافية التي تصله من مناطق القصف، وبرغم الضغط الكبير لأعداد المراجعين والنقص الحاد في المعدات إلا أن الوضع ما يزال جيداً بحسب الوسط الطبي في المدينة.
وحول عمل ودور المكتب الطبي في المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان قال رئيس المكتب الطبيب “رضوان الشردوب” لزيتون: ” يقوم المكتب الطبي بتنظيم عمل المرافق الطبية بمعرة النعمان وممارسة دور الرقابة عليها ومساعدتها في تحسين أدائها وتذليل الصعوبات والعقبات في حال حدوثها، والسعي لاستمرار عملها وتقديم كافة أشكال الدعم من خلال التواصل مع المنظمات والجهات المانحة “.
وأكد “الشردوب” أن “المكتب له دور رقابي لكنه عاجز عن ضبط كافة المخالفات الطبية في المدينة ولا سيما الصيدليات العشوائية والمخالفة، والمراكز الطبية الغير المرخصة، وقد تم مؤخراً توجيه إنذار للصيدليات المخالفة والعشوائية من قبل دائرة الرقابة، دون الرجوع إلى المكتب الطبي في المجلس المحلي، وحتى الأن لم يتم أغلاق الصيدليات المخالفة “.
ويتوفر في مشفى المعرة قسماً كبيراً شاغراً كانت إدارة المشفى تطمح إلى فتح أقسام جديدة فيه وهو ما تم بشكل نسبي بعد افتتاح أقسام جديدة فيه كقسم تخطيط السمع والعينية ومركز التعويضات السنية، في المقابل تهدم جزء آخر من المشفى ما دفع إدارته لدعوة المنظمات الطبية المانحة لتقديم المساعدة بترميم ما تهدم منه، وبحسب الإدارة فإن هناك 50% من بناء المشفى خارج الخدمة كلياً بسبب الاستهداف المستمر للمشفى، كما أن هناك نقص في الترميمات تحتاج إلى دعم المنظمات لإجرائها.
ومن الطبيعي في ظل استهداف الطيران الروسي للمشافي في محافظة إدلب أن تتخذ بعض الإحتياطات الطبية التي تساعد في حماية الكادر الطبي والمرضى الموجودين فيه، أو التقليل من خطر الاستهداف قدر المستطاع، إلا أن مشفى معرة النعمان لم يقم باتخاذ أياً من هذه الإجراءات، سوى إيقاف العمليات الباردة واستقبال الحالات الإٍسعافية.
ويتساءل “محمد الخليف” أحد المراجعين من أهالي معرة النعمان عن المكان الذي يمكن أن يتوجه إليه أصحاب العمليات الباردة، رغم إقراره بحجم الضغط الهائل الواقع على عاتق مشفى معرة النعمان، معتبراً أن العمليات الباردة أمر لا يمكن الاستغناء عنه وعلى إدارة المشفى أن تنشئ قسماً خاصاً للحالات الطارئة والإسعافية.
ويشتكي “سمير المكي” أحد المرضى المراجعين للمشفى لزيتون: “أتيت من مسافة بعيدة بغرض إجراء عملية لي، ولكني فوجئت بعدم استقبال حالتي، مبررين ذلك بكثرة الحالات الإسعافية والطارئة الواصلة للمشفى”.
ويضيف “المكي”: “هذا التوقف تتحمل مسؤوليته إدارة المشفى، وهو ناتج عن عدم التخطيط، إذ يجب على مشفى ضخم كمشفى معرة النعمان أن يتخذ الاحتياطات اللازمة والتي من شأنها استمراره بتقديم الخدمات الطبية الباردة والحارة، ولا سيما أن القصف لم يتوقف منذ ست سنوات وحتى الآن، كما يجب وضع خطة طوارئ للتخلص من الضغط في مثل هذه الحالات، وذلك بزيادة عدد الأطباء واستقدام الأطباء من المشافي التي قصفت وتوقفت لمساعدة الأطباء الموجودين في مشفى المعرة”.
في الحرب يصعب البناء، ويسهل الدمار، فكل غارة طيران قد لا تدوم سوى دقائق معدودة، يضيع ورائها جهداً تم بذله خلال شهور وربما سنوات، ليعود الوضع إلى ما كان عليه، في حقد غير مفهوم يرتكبه النظام وروسيا في استهداف المشافي.
زيتون- مخلص الأحمد