شهد قطاع الطاقة في سوريا خطوة جديدة باتجاه إعادة إنعاش البنية التحتية الكهربائية، حيث وضع وزير الطاقة حجر الأساس لمحطة دير الزور لتوليد الكهرباء بقدرة تصل إلى ألف ميغاواط، لتكون أول مشروع فعلي يُنفَّذ ضمن الاتفاقيات المبرمة مع الائتلاف الدولي الذي تقوده شركة أورباكون القطرية
وبحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن هذه المحطة تُعد الانطلاقة الأولى ضمن برنامج ضخم يشمل إنشاء محطات توليد بقدرة إجمالية تبلغ 5000 ميغاواط، وأوضح مران ديماس، ممثل ائتلاف UCC Holding، أن المشروع يُشكّل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية الجاري العمل عليها، مبينًا أن العقود النهائية المتعلقة به وُقّعت مع وزارة الطاقة قبل أسابيع قليلة، وتشمل 4000 ميغاواط من المحطات الغازية بنظام الدورة المتحركة، إضافة إلى ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية
وأشار ديماس إلى أن هذه المشاريع ستساهم بشكل مباشر في تحسين واقع الكهرباء للمواطنين، وإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد، ودعم قطاعات السياحة والتجارة، باعتبار الطاقة حجر الأساس في عملية التعافي الاقتصادي
وكان وزير الطاقة قد أجرى في الثامن من تشرين الأول جولة ميدانية على المنشآت الكهربائية في المنطقة، تفقد خلالها مواقع محطة دير الزور الحرارية ومحطة الطاقة الشمسية التي تعمل الوزارة على تنفيذها ضمن خططها الرامية إلى توفير مصادر طاقة بديلة ومستمرة
وفي السادس من تشرين الثاني، وقّعت الوزارة الاتفاقيات النهائية لإنشاء وتشغيل محطات توليد جديدة بقدرة 5000 ميغاواط مع التحالف الدولي بقيادة أورباكون، ما اعتُبر إعلانًا رسميًا عن بدء مرحلة التنفيذ الفعلي لتعزيز أمن الطاقة الوطني
وتأتي هذه الاتفاقيات استكمالًا لسلسلة من مذكرات التفاهم التي أبرمت في أيار الماضي لإنشاء محطات غازية وشمسية في عدة محافظات، كما جاءت بعد الاتفاقيات الاستثمارية الكبرى التي وقعتها الحكومة في 29 أيار مع أربع شركات دولية من قطر وتركيا والولايات المتحدة، بحضور الرئيس أحمد الشرع، والتي اعتُبرت حينها خطوة مفصلية في إعادة بناء الاقتصاد الوطني بعد سنوات من التراجع والعقوبات
وكان رامز الخياط، الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة، قد صرّح خلال مراسم توقيع اتفاقيات أيار بأن المشاريع الجديدة ستنقل سوريا من دولة تعاني من نقص مزمن في الكهرباء إلى دولة قادرة على إنتاج فائض في الطاقة مستقبلًا







