تتفاقم أزمة المياه في مختلف المناطق السورية مع استمرار انقطاع الكهرباء, فضلاً عن قصف قوات النظام المستمر للمناطق الخارجة عن سيطرته, ما كان كفيلاً بتدمير البنى التحتية وشبكات المياه ووقف محطات الضخ, وما زاد من المشكلة الأعطال وغلاء الوقود، بالإضافة إلى غياب المؤسسات الداعمة لمشاريع المياه, ما دفع المجالس المحلية لاتباع أساليب جديدة لاستقدام المياه, كما يفعل المجلس المحلي في بلدة الغدفة في الشمال السوري.
فقد قام مجلس الإدارة المحلية في بلدة الغدفة الواقعة بريف إدلب الجنوبي شرق مدينة معرة النعمان, بالإشراف على مشروع إيصال المياه عبر الصهاريج المتنقلة إلى البيوت بالتعاون مع المخفر الثوري التطوعي في البلدة, وذلك بعد إيقاف الضخ في شبكة المياه الرئيسية المخدمة للبلدة بسبب التلف الكبير الذي أصابها وأدى لخروجها عن الخدمة بشكل كامل.
وعن المشروع أفاد نائب رئيس المجلس المحلي “منير القاسم” للمركز الصحفي السوري ” إن المشروع يهدف إلى إيصال المياه للمواطنين بسعر رمزي عبر دفع كلفة الديزل فقط بحوالي 1500 ل.س للصهريج الواحد, وتستهلك كل عائلة وسطياً 4 صهاريج بالشهر الواحد, تصل إلى البيوت معقمة حرصاً على سلامة المواطنين.”
يقوم المشروع على أساس تأمين عدد من الصهاريج التي تقوم بنقل المياه من الآبار الموجودة في البلدة وإيصالها إلى بيوت المواطنين الموزعة في مختلف أنحائها, حيث قدم المجلس صهريجاً واحداً, فيما وضعت بقية الصهاريج الأخرى التي تعود ملكيتها لعدد من أهالي البلدة تحت الخدمة, ويقوم الأشخاص القائمون على المشروع بتعقيم الصهاريج وتنظيفها بشكل دوري.
أما بالنسبة للجوانب الإدارية للمشروع, تم تخصيص قسائم ورقية تحدد اسم المواطن المستخدم ومكان إقامته وعدد الأمتار المكعبة من المياه التي يحتاجها في كل قسيمة, ونصيب المنزل الواحد هو أربع قسائم شهرياً, وتحدد القيمة المالية لكل قسيمة بسعر 1500 ليرة.
وقال أحد المواطنين من القرية لمراسل المركز الصحفي” كان الأهالي يعانون من مشكلة تأمين المياه بسبب تعطل شبكة المياه في القرية وكونها غير صالحة للعمل, فضلاً عن غلاء الصهريج البالغة3500 ل.س للواحد منها, بينما يقدمها المجلس المحلي بـ1500 ل.س”.
يتعاون المجلس المحلي مع مخفر الغدفة التطوعي لتنسيق توزيع القسائم على المشتركين وضبط عملية تحديد الأدوار للمواطنين, حيث يقوم أعضاء هذا المخفر بأداء مهمات عديدة ومنها حفظ الأمن داخل البلدة, وحراسة عدد من الدوائر الخدمية إضافة إلى عمليات ضبط مرور العربات والآليات داخل شوارع البلدة.
أحد عناصر مخفر الغدفة المدعو” محمود المحمود” أفاد بدوره لمراسل المركز الصحفي ” نتعاون مع المجلس المحلي بكافة الأعمال التي يقوم بها في القرية, ومن أهمها مشروع المياه عبر كتابة قسائم المياه والتعقيم وتنظيم الدور لاستلام الصهاريج, كما نقوم بتنظيم السير, وكلها كأعمال تطوعية دون أجر من أي طرف”.
حال قرية الغدفة كحال كثير من المناطق بمحافظة إدلب, فالقصف الجوي المستمر وانقطاع الكهرباء الدائم من أكبر المعوقات التي تواجه مشاريع المجالس المحلي الذي يسعى لتطوير الخدمات لتشمل قطاعات أخرى ويساهم بالتخفيف عن المواطنين وإيجاد سبل البقاء والاستمرار, في ظل غياب مؤسسات الدولة وانحسار المشاريع التي ترعاها المنظمات العاملة بالمحافظة.
التقرير على صفحة الفيس بوك
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم