إحساس يعود إلى ما يترتب على الإصابات من معاناة جسدية وآلام كبيرة بسبب عدم توفر الأدوية والعلاج أو صعوبة الحصول عليه، ثم العجز عن العمل وعدم القدرة على تحصيل قوت اليوم خصوصا لمن هو رب أسرة.
يقول أبو علي وهو أب لأربعة أطفال بترت يده اليمنى بعد تعرضه لإصابة بقصف لقوات النظام على ريف حمص، إن “الموت أهون عليَّ من رؤية أطفالي يتضورون جوعا وأنا فقط أنظر إليهم أعاني آلاما جسدية ونفسية”.
ويضيف “في السابق كنت أتدبر معيشتي من بعض رؤوس الماشية التي أملكها، إضافة للإغاثة الشهرية التي تقدمها الجمعيات الخيرية، والتي لا تكفي سوى بضعة أيام، ولكن بعد الإصابة اضطررت لبيع رؤوس الماشية لشراء الأدوية التي تكلفني نحو مئة دولار شهريا”.
ولعل الحال السيئة التي يعيشها نحو ألف مصاب بحالة بتر في ريف حمص، دفع مؤسسة الحولة الإنسانية للعمل على مساعدة هؤلاء المصابين ليكونوا أشخاصا منتجين وقادرين على إعالة أسرهم ولو بالحد الأدنى، من خلال تأمين مشاريع صغيرة لهم.
زيارة وفد المؤسسة لأبي علي بعد تقديم رأس الماشية له (الجزيرة) |
توزيع مواشٍ
وقامت المؤسسة مؤخرا بتوزيع 11 رأسا من الماشية كمرحلة أولى على 11 أسرة أصيب معيلها لتربيتها والاستفادة من إنتاجها، إضافة لتكفل المؤسسة بجزء من طعام هذه المواشي وعلاجها. وتسعى المؤسسة لتأمين الدعم اللازم لإكمال هذا المشروع وضم جميع المصابين في ريف حمص إليه.
يقول مدير مؤسسة الحولة عبد الله مشعل إن مشروعهم يعد محاولة لتقديم المساعدة بما يتوفر، خصوصا في المناطق المحاصرة، نظرا لكونه ذا جدوى في مساعدة السكان خاصة العاجزين عن العمل أكثر من السلة الإغاثية التي لا تكاد تكفيهم عوز السؤال.
ويشير مشعل في حديثه للجزيرة نت إلى أن قلة الدعم المقدم للمؤسسات الإغاثية بريف حمص أثر كثيرا في عدم البدء بمشاريع مشابهة، قائلا “نأمل من المانحين تأمين الدعم اللازم لنكون قادرين على مساعدة جميع المصابين”.
يذكر أن أكثر من مئتي ألف شخص يعيشون في ريف حمص المحاصر، منهم نحو 2400 مدني أصبحوا عاجزين عن العمل بسبب تعرضهم لإصابة، ونحو 1100 من هؤلاء المصابين أرباب أسر.