مع غياب مؤسسات الدولة عن جميع المناطق المحررة في سوريا, لاسيما محافظة إدلب التي خرجت بالكامل عن نطاق سيطرته, كان لابد من وجود فعاليات مدنية في مدن وبلدات المحافظة لتشغل الفراغ المؤسساتي في هذه المناطق, وللمجلس المحلي في مدينة معرتمصرين عدة مشاريع استثمارية وخدمية يديرها؛ تلبية لحاجة المدنيين في ريف المدينة.
تقع بلدة معرتمصرين على بعد 15 كم عن مركز مدينة إدلب شمالاً و30 كم عن معبر باب الهوى الحدودي المنفذ البري الوحيد, ويتبع لها العديد من القرى وهي مركز الناحية, ومن أهم ما تمتاز به تنظيمها الجيد وشوارعها العريضة, كما أنها تحتوي العديد من الدوارات والساحات العامة, موقعها الاستراتيجي دفع المجلس المحلي فيها للقيام بمشاريع تخدم مئات السيارات التي تعبر المدينة, وأهم المشاريع محطة محروقات وقبان إلكتروني.
كميرا “المركز الصحفي السوري” تجولت في المدينة والتقت مدير محطة المحروقات ” أبو عمر” وبدوره أفاد ” أن المحطة تحوي ثلاث مضخات للمحروقات (اثنتان للمادة المازوت وواحدة للبنزين), كما يوجد سيارة شحن كبيرة مزود بعداد لتزويد الوقود لمدينة معرتمصرين وريفها المجاور”.
وأضاف “أبو عمر” “نشتري الوقود من تجاره في السوق, ونضعه في خزان كبير لعدة أيام نقوم خلالها بتصفيته من الشوائب ومعالجته, ثم تضخ إلى خزانات رئيسية للبيع, يبلغ عددها ثلاثة خزانات تصل سعتها إلى ما يقارب 300- 400 برميل”.
تزود المحطة التي يشرف عليها المجلس المحلي بالوقود الذي يجلبه التجار من ريف ديرالزور, ويحتاج لمعالجة ليصبح صالحاً للاستهلاك بشكل جيد, وتعمل المحطة لمدة 14 ساعة يومياً تبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساء.
ويشرف المجلس المحلي إلى جانب محطة الوقود على قبان إلكتروني لا تقل أهميته عن أهمية الوقود في تسيير أمور البضائع للسيارات العابرة والمحملة بالبضائع القادمة من معبر باب الهوى على مدار الساعة.
موظف القبان الإلكتروني “حسين محمد علي قصاب” قال لمراسل المركز الصحفي: ” القبان الالكتروني أحد المنشآت الخدمية الذي يخدم المواطنين بمدينة معرتمصرين, ويخدم بشكل رئيسي سوق الهال والمنطقة الصناعية من خلال وزن الخضار, وكذلك المواد الأولية التي تدخل إلى مدينة الصناعة, فضلاً عن وزن سيارات الحطب والأعلاف ومواد أخرى”.
وأشار “حسين محمد علي قصاب” أن القبان يزن حمولة تقدر بـ100 طن, ويعمل فيه أربعة مجموعات كل مجموعة تعمل 6 ساعات متواصلة ليعمل القبان على مدار 24 ساعة, بأجر يتراوح بحسب حجم السيارة 200 ليرة سورية للسيارات الصغيرة, و300 ليرة للسيارات المتوسطة, و700 ليرة للشاحنات الكبيرة مثل الفواكة والبرادات.
حال مدينة معرتمصرين كحال كثير من المناطق بريف إدلب, فالقصف الجوي المستمر عليها وانقطاع الكهرباء الدائم من أكبر المعوقات التي تواجه مشاريع المجلس المحلي الذي يسعى لتطوير الخدمات لتشمل قطاعات أخرى ويساهم بالتخفيف عن المواطنين وإيجاد سبل البقاء والاستمرار, في ظل غياب مؤسسات الدولة وقلة المشاريع التي ترعاها المنظمات العاملة بمحافظة إدلب نتيجة القصف الجوي المتواصل, الذي أدى لانحسار عملها بشكل كبير.
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم