المؤتمر الذي نظم بين 14 و16 حزيران/ يونيو الجاري، شهد مشاركة السفير الأردني في إسرائيل وليد عبيدات، والسفير المصري حازم خيرت، إضافة إلى الاقتصادي والأكاديمي الأردني رياض الخوري، والصحفي والمحلل الفلسطيني إلياس زنانيري، وسلمان الشيخ المدير السابق لمعهد بروكينغز في الدوحة، وعنان وهابي الأستاذ بجامعة حيفا، وأيمن عودة رئيس القائمة المشتركة بالكنيست الإسرائيلي، ويوسف زكانون الأستاذ بجامعة بيت لحم، وسامي سموحة الأستاذ بجامعة حيفا، وآخرين.
ورغم أن الدورات السابقة للمؤتمر شهدت مشاركة عربية تمثلت في رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وولي العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال، إلا أنها المرة الأولى التي يشهد فيها مؤتمر “هرتسيليا” الأمني الإسرائيلي مشاركة عربية واسعة، ما أثار علامات من الجدل والاستفهام في تطور العلاقة العربية-الإسرائيلية رغم تجمدها على المستوى الفلسطيني-الإسرائيلي.
وشهد المؤتمر مشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون برسالة مسجلة، فيما حضر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر، ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والسفير الإسرائيلي السابق لمصر (2001- 2009) إسحاق ليفانون، والسفير رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، بجانب ساسة إسرائيليين سابقين وحاليين مثل الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، ورئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وميريام ناعور رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك، وموشيه يعالون وزير الدفاع السابق.
ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر، الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، حيث ركزت كلمته على “تكوين هوية إسرائيلية عالمية مشتركة، ودمج العناصر الأربعة في المجتمع (العلمانية، والأرثوذكسية الحديثة، والأرثوذكسية المتشددة، والعرب) بحيث تتكون شراكة مجتمعية قائمة على بناء الهوية الإسرائيلية لدعم مفهوم الوطن القومي”.
واقترح ريفلين “دعوة عدد محدود من ممثلي العناصر الأربعة للقاء عام يرأسه بنفسه أو من ينوب عنه لعقد حوار بينهم”، كما أنه تحدث عن “النظام الإسرائيلي الجديد، والتحول الجاري في المجتمع”.
وتحدث ريفلين أيضًا عن كون إسرائيل “نموذجًا للدول الأخرى كونها يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه”.
الرئيس الإسرائيلي ترأس أيضًا أبرز ندوات المؤتمر تحت عنوان “مبادرة نحو نظام إسرائيلي جديد”، تم الحديث فيها عن الهوية الإسرائيلية العالمية المشتركة، وندوة أخرى تحت عنون “الأقلية العربية في إسرائيل.. الإدماج و الإدراج”، وثالثة بعنوان “مؤشرات هرتسيليا.. دراسات استقصائية اجتماعية واقتصادية”.
وناقش المؤتمر أيضًا عددًا من القضايا الإقليمية في ندوة “السياسة والأمن القومي الإسرائيلي”، التي ترأسها الكولونيل المتقاعد شاؤول شاي النائب السابق لمستشار الأمن القومي، مثل: “ماذا بعد داعش؟”، والترتيبات البديلة في سوريا والعراق، وتحديد أولويات السياسة الخارجية الإسرائيلية، وأمن إسرائيل القومي، والاستراتيجية الجديدة للجيش الإسرائيلي، وتسويق إسرائيل في الساحة العالمية الجديدة، ومكافحة إسرائيل لحملات المقاطعة العالمية BDS ومحاولات نزع الشرعية.
وفي ندوة تحت عنوان “حروب الغد.. الابتكارات واستراتيجيات المستقبل للجيش الإسرائيلي”، شارك قائد سلاح الجو الإسرائيلي الميجور جنرال أمير إشال.
وتناول المؤتمر العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل “صداقة أم عداء”، والتدخل الروسي في الشرق الأوسط، كما أنه توقع حدوث عدد من التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط، إضافة لبحث العلاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن وتركيا.
وانطلق مؤتمر “هرتسيليا” الأمني الإسرائيلي عام 2000، حيث تأسس على يد عوزي أراد، مؤسس معهد السياسة والاستراتيجية IPS، الضابط السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي الذي خدم فيه نحو عقدين من الزمن، وكان مستشارًا للسياسة الخارجية لبنيامين نتنياهو بين عامي 1997 و1999.
وشهدت الدورات السابقة للمؤتمر مشاركة عدد من الشخصيات الدولية، مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.