عمد النظام في سنوات الثورة على تسييس برامجه ومسلسلاته لمصلحته وما لبث إلا أن زادت هذه المسلسلات من الانحلال الأخلاقي وتوجيه الناس إلى جرائم القتل والتهريب والاتجار بالحبوب المخدرة والحشيش.
ظهرت مسلسلات النظام في هذا العام بشكل سيئ و يسيء للناس ويستخف بالعقل البشري ويرشد الشباب والبنات في المجتمع السوري إلى الانحلال الأخلاقي ويرشد الكثيرين إلى جرائم القتل والاتجار بالمخدرات والحشيش ففي مسلسل الهيبة للمخرج سامر البرقاوي والكاتب إبراهيم سلكا ويتحدث المسلسل عن قرية صغيرة أهلها جميعهم يعملون بتهريب الحبوب المخدرة والأسلحة والحشيش من لبنان إلى سوريا وحالات زواج أشبه بالخيالية فالشاب يريد إن يتزوج بنت قاتل أباه وأخوه قتل أباها ليدخل المشاهد في دوامة من الخيال.
وحدثت موجة احتجاج ودعوات كثيرة لإيقاف عرض هذا المسلسل الذي استهزئ بالعقل البشري واللاجئين السوريين, بعد أن عرض دوراً لامرأة تتكلم باللهجة السورية تتاجر في النساء, مما يوضح أنها تعبر عن اللاجئات السوريات في لبنان, ليزداد الغضب بين المتابعين والطلب من كل القنوات إيقاف عرضه, وهذا ما يحرص عليه النظام, إفشاء القتل والغدر والخيانة والعمالة وإظهار اللاجئين السوريين بمظهر فاقدي الكرامة وفق ماتحدث ناشطون عبر مواقع التواصل.
والأسوأ من ذلك, مشاهد مسلسل فوضى لم يعتد عليها السوريون مشاهد غير أخلاقية مسلسل رفع منه الحياء ليغزو عقول الشباب السوري, في ظل غياب الدولة والقانون وهذا المسلسل من بطولة سلوم حداد ونادين تحسن بك وعبدالمنعم عمايري وديمة قندلفت وغيرهم ممن يوطنون الانحلال الأخلاقي في سوريا.
و زيادة على ذلك فقد أظهر المسلسل الدمار الواسع في دمشق وريفها وصوّرها على أنها استوديوهات جاهزة للدمار ولجذب المهجرين, الذين لم يروا داريا وسرغايا والقابون منذ سنوات وإتاحة الفرصة لهم لرؤية حاراتهم ومدنهم, وعمدت مؤسسات النظام على ترجمة هذا المسلسل للغة الألمانية لاستهداف المهجرين السوريين وكسب الكثير من المشاهدات على اليوتيوب.
أما مسلسل الواق واق, و الذي تميز هذا العام بالأخطاء الإخراجية الفادحة إلا أنه له سياسات بعيدة ليجسد هذا العمل طريقة الحياة من دون سلطة وحكومة حيث يسافر مجموعة من الناس ويختفون في البحر ليجدوا أنفسهم ضمن جزيرة غير مأهولة ويبدأون بتنظيم أمورهم لكنهم ليتفقون فيما بينهم ويريد النظام إيصال فكرة للسوريين أنه من دوننا لا يوجد وطن ولا اتفاق ولا حياة.
و من المسلسلات التاريخية, مسلسل المهلب بن أبي صفرة الازدي وهو من ولاة الأمويين, عُيِّن والٍ على خراسان, وهذا الوالي ينبذ العنف ويجنح للسلم وكأن إتباع النظام يريدون بهذا العمل أن يقدموا فكرة أن العنف ليس سلاحاً ناجحاً, بل السلم هو الانجح وقال أحد المتابعين على فيس بوك يجب على النظام التعلم أن العنف وقتل السوريين لا يزيدهم إلا تصميماً بإسقاطه.
ويعمد النظام في كل أعماله الدرامية, على إظهار معارضيه وأبناء الثورة بمظهر المجرم والمتسول وفاقد الكرامة, ولا يدري أنه بأعماله الدرامية, يفقد كل شيء, من إنسانية وكرامة ومصداقية.
المركز الصحفي السوري ــ خاطر محمود