ظهرت بعض حالات التسمم في قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، مع استخدام الأهالي للمياه الملوثة غير الصالحة للشرب، في ظل تعطّل الشبكة واختلاطها بالصرف الصحي.
وتحدث بعض الأهالي عن تفشي حمى التيفوئيد في مدينة الباب، شرقًا، وغيرها من المناطق شمال وشرق حلب، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إلى آبار المدينة، ما دعا بعض الجهات للبدء بالسعي لحل المشكلة.
أسباب تسرب المياه الملوثة
تعددت أسباب تسرب المياه الملوثة إلى شبكات مياه الشرب، وتعزا، وفق مراسل عنب بلدي في ريف حلب، إلى تدميرالبنى التحتية في أغلبية القرى والبلدات، كصوران واحتيملات والباب، جراء القصف التي طالها خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها.
إعلان
وحفر التنظيم خنادق في تلك المناطق، خلال المواجهات مع فصائل “الجيش الحر”، ضمن عملية “درع الفرات”، ورغم أن العملية أفضت إلى طرد التنظيم من المنطقة، العام الماضي، إلا أن مجاري الصرف الصحي اختلطت بمياه الشرب.
مصدر طبي يوضح
الطبيب سمير موسي من بلدة صوران، قال لعنب بلدي إن تلوث المياه يعود لقدم شبكتي الصرف الصحي ومياه الشرب، إذ صدأت في ظل سيطرة تنظيم “الدولة” وتعطّلت.
وتبين بعد تحليل عينات من المياه أنها ملوثة، وفق الطبيب، وأكد أن المجلس المحلي في صوران بدأ بالعمل على تصليح شبكة المياه في القرية.
وردًا على تفشي الأمراض أوضح الطبيب “ربما سبّب استخدام المياه حالات إسهال، ولكن الناس توهمت، فلم يحدث جائحة مرضية بل بعض الحالات الخفيفة والأمر تحت السيطرة”.
“لجنة إعادة الاستقرار” تعمل على حل المشكلة
حصلت عنب بلدي على تقرير حول تلوث مياه الشرب في صوران، من أحمد الحسين، رئيس المكتب الهندسي في “لجنة إعادة الاستقرار” بريف حلب، وقال إن اللجنة دعمت مركز ضخ المياه بالنفقات التشغيلية اللازمة.
وأكد الحسين احتواء عينات المياه قبل الضخ على ملوثات “بشكل كبير”، وخاصة في الحي الغربي من صوران.
لا تملك اللجنة التي تعمل تحت رعاية مجلس المحافظة، مخططات لشبكتي مياه الشرب والصرف الصحي في المنطقة، وفق رئيس المكتب الهندسي، إلا أنها عملت منذ أكثر من أسبوع للكشف عن أماكن الاختلاط وحصرها في البلدة.
ووفق الحسين فإن المكتب الهندسي في اللجنة، يعمل على إصلاح أماكن الاختلاط، من خلال عمليات الصيانة، مشيرًا إلى أنه “تنظيف الخزان العالي المهمل منذ عشر سنوات، وضخ مادة الكلور لتعقيم مياه الشرب في مرحلة لاحقة”.
وحول الوضع في الباب، أشار الحسين إلى أن المشكلة الأساسية، هي اعتماد الأهالي على مصادر مياه “غير موثوقة”، تجلب المياه في صهاريج في ظل شح مصادر المياه في المنطقة، ما دعا إلى ظهور الشكايات المرضية.
وختم حديثه بأن الاختلاط بين شبكتي المياه ظهر بشكل واضح في صوران، إلا أن مصادر التلوث في الباب، تعود إلى صهاريج المياه، مؤكدًا “سنعمل بشكل رئيسي على تأمين المياه الصالحة للشرب، من خلال تأهيل وتفعيل مراكز ضخ مياه موثوقة”.
عنب بلدي